تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: هل مسمى القلب في القرءان الكريم هو ذاته مسمى العقل في اللغة الدارجة ؟ وهل جعل القرءا

  1. #1

    افتراضي هل مسمى القلب في القرءان الكريم هو ذاته مسمى العقل في اللغة الدارجة ؟ وهل جعل القرءا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    سأل بعض الإخوة في ملتقى أهل التفسير:
    هل مسمى القلب في القرءان الكريم هو ذاته مسمى العقل في اللغة الدارجة ؟
    وهل جعل القرءان نفسه مقدما على العقل أم جعل العقل قبل القرءان ؟
    و قد استعنت بالله فقدمت له جوابا، رأيت أن أنقله في هذا المجلس المبارك، رجاء عموم الفائدة و تلقي أي تعقيب أو توجيه نافع:
    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
    بالنسبة للسؤال الأول فقد اختلف في علاقة القلب بالعقل فقيل أن موضع العقل هو القلب و قيل بل هو الدماغ و هناك قول آخر يجمع بين القولين و هو أن العقل متعلق بالدماغ من حيث التصور و التفكر و متعلق بالقلب من حيث الإرادة و محبة الشيء الذي تصوره في الدماغ.
    و لعل الراجح أن العقل في القلب لظاهر الآيات القرآنية كقوله تعالى:" لهم قلوب لا يعقلون بها.." ..
    أما أن نجزم أن القلب في القرآن هو مرادف العقل فهذا يحتاج إلى مزيد بحث.
    أما بالنسبة للسؤال الثاني فالذي يظهر لي أنه متعلق بمسألة كبيرة اختلفت فيها الأفهام و الأقوال، و هي هل العقل أصل النقل؟
    فأكثر الأصوليين يقولون بذلك و لعل مرادهم أن أصل النقل المعجزة و المعجزة أمر عقلي أي أن القرآن الكريم معجزة عقلية تحتاج إلى عقل يفهمها.
    و قد فند شيخ الإسلام هذه المقالة:"أن العقل أصل النقل" و أبطلها في كتابه درأ تعرض النقل مع العقل، كما رد على من يقدم العقل على النقل بما فيه القرآن باعتبار أن العقل قطعي الدلالة و النقل ظني الدلالة كما هو مذهب الرازي تعالى و غيره.
    و الحق أنه لا تعارض بين النقل و العقل بل هما متفقان متعاضدان، " فالعقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح بل يشهد له و يؤيده، لأن المصدر واحد فالذي خلق العقل هو الذي أرسل إليه النقل و محال أن يرسل إليه ما يفسده" كما قال شيخ الإسلام تعالى بهذا اللفظ أو نحوه.
    و بتتبع الآيات الواردة في شأن العقل نقف على هذه الحقيقة البينة فالله تعالى أثنى على أهل العقول و الألباب و نعى على أهل التقليد و أمر بإعمال العقل و حرم الإضرار به و حصر الفهم و الاعتبار و الذكرى في أهله...
    فكل هذا يدل دلالة قوية على علاقة التعاضد المتين بين القرآن و العقل، فالقرآن يخاطب أهل العقول و لا يمكن فهمه إلا بعقل كما أن العقل لا يمكن أن يهتدي بنفسه بل هو محتاج إلى القرآن و السنة ليستنير بهما، فالشرع للعقل كنور الشمس للعين.
    و أما القول بأن القرآن فوق العقل أو العقل فوق القرآن فالمسلم إذا أيقن بعلاقة التعاضد المتين بينهما لا يحتاج أن يرجح أحد القولين على الآخر، لأن دينه أغناه عن ذلك و جعله في حل منه، خلافا للمسيحة المحرفة التي أصحابها -الكنسية- تزعم أن الدين فوق العقل.
    و خلافا كذلك للمعتزلة و من اتبعهم من الأشاعرة الذين يقولون بتقديم العقل -لقطعيته- على النقل لظنيته، كما قالوا بالتحسين و التقبيح العقليين.
    و الله أعلم و أحكم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    المشاركات
    32

    افتراضي رد: هل مسمى القلب في القرءان الكريم هو ذاته مسمى العقل في اللغة الدارجة ؟ وهل جعل ال

    جزاك الله خيرا
    اخي ناصر عندي ملاحظات على الموضوع ..وهو من صلب دراستي في العقيدة الاسلاميه ..اذا سمحت لي بايرادها ..
    القران الكريم فرق بين العقل والقلب ..حين ذكرسبحانه وتعالى بقوله (ان السمع والبصر والفؤاد)
    وحين ذكر (افلا يعقلون )(افلا يتذكرون)(افلايتف كرون).(ومايعقلها الا العالمون).فهذه تصريفات للفعل عقل بمعنى انه يمنع صاحبه عن التورط بالمهالك ,ويجعله يتصف بسدادالراي والحلم والرزانه .
    حيث ان مبحث نظرية المعرفة في كتب الفلسفه بحثت في هذا الموضوع واجابت عن تساؤلات حول امكان المعرفة وحدودها ووسائلها وطبيعتها .والتي كان العقل احدى وسائلها وليس القلب ..
    والقران حين ذكر العقل قصدبه افعال العقل ..حيث ان العقل له معنيين :
    *الاستعداد الفطري الذي اودعه الله فينا من اجل التفكير وفهم الاخرين ..
    * مخرجات العقول وهي مايتوصل اليه الناس بعقولهم حين يفكرون بامر ما .
    فحين قال عليه السلام (كل مولوديولدعلى الفطره ,فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه وفي رواية اخرى او يؤسلمانه)
    في الحديث اشارات ..
    اننا جمييعا لنانفس العقل والاستعداد الفكري ,لكن الذي اختلف هي مخرجات العقل التي تأثرت بعوامل عديده منها البيئة المحيطه.
    وانصح بكتاب الدكتور عزمي السيدطه (الفلسفه مدخل حديث)

  3. #3

    افتراضي رد: هل مسمى القلب في القرءان الكريم هو ذاته مسمى العقل في اللغة الدارجة ؟ وهل جعل ال

    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
    جزاك الله خيرا أختاه على هذا التعقيب، لكن بالنسبة للمسألة الأولى فالذي أشرت إليه في جوابي هو اختلاف العلماء في محل العقل، و من قال أن العقل في القلب كما يروى عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى فقوله أرجح من حيث النصوص القرآنية، و قد مثلت بقوله تعالى:" أفم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها"...
    و معلوم أنه قد اختلف في ماهية العقل هل هو ملكة أو غريزة ...
    أما بالسبة للمسألة الثانية و هي قولك أن القرآن فرق بين العقل و القلب، فلا أرى وجها للاستدلال بقوله تعالى:"إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولائك كان عنه مسؤولا"، إذ ما المانع أن يكون الفؤاد متضمنا للعقل و يكون صاحبه مسؤولا عنه، فلا ريب أن العقل من نعم الله تعالى التي سنسأل عنها، هل وجهناها فيما ينفع و هل حفظناها من التفكير فيما لا يرضي الله و هل حفظناها مما يعوقها أو يضر بها من المسكرات و المفترات و غير ذلك....؟
    أما ما أشرت إليه من الآيات القرآنية:" أفلا يعقلون" "أفلا يتفكرون" " أفلا يتذكرون" و غيرها فكل هذه من أعمال العقل و فالتعقل و التفكر و التذكر و التدبر و النظر و غيرها كلها من أعمال العقل التي رغب فيها القرآن أيما ترغيب.
    و أما قولك أن القرآن لما ذكر العقل فقد أراد أفعال العقل فليس على إطلاقه و الله أعلم، فكما تعلمين لم يرد أصلا "لفظ العقل" مجردا في القرآن بل ورد بتصريفاته و مفرداته، فمثلا آيات التفكر و التدبر و التعقل يمكن القول أن القصد أفعال العقل، لكن في بعض مرادفات العقل كالحجر و النهى فيمكن القول أن المراد ذات العقل.
    و بالنسبة للمسألة الأخيرة فأرى أنك فسرت الفطرة بالعقل كما يفهم من كلامك، و الأمر ليس كذلك، ففرق بين الفطرة و العقل...
    و الله أعلم و أحكم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,733

    افتراضي رد: هل مسمى القلب في القرءان الكريم هو ذاته مسمى العقل في اللغة الدارجة ؟ وهل جعل ال

    نفع الله بكما .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى : فصل:
    وأما قوله : أين مسكن العقل فيه ؟ فالعقل قائم بنفس الإنسان التي تعقل وأما من البدن فهو متعلق بقلبه كما قال تعالى : { أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها } وقيل لابن عباس : بماذا نلت العلم : قال : " بلسان سئول وقلب عقول " لكن لفظ " القلب " قد يراد به المضغة الصنوبرية الشكل التي في الجانب الأيسر من البدن التي جوفها علقة سوداء كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم { إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد } . وقد يراد بالقلب باطن الإنسان مطلقا فإن قلب الشيء باطنه كقلب الحنطة واللوزة والجوزة ونحو ذلك ومنه سمي القليب قليبا لأنه أخرج قلبه وهو باطنه وعلى هذا فإذا أريد بالقلب هذا فالعقل متعلق بدماغه أيضا ولهذا قيل : إن العقل في الدماغ . كما يقوله كثير من الأطباء ونقل ذلك عن الإمام أحمد ويقول طائفة من أصحابه : إن أصل العقل في القلب فإذا كمل انتهى إلى الدماغ . والتحقيق أن الروح التي هي النفس لها تعلق بهذا وهذا وما يتصف من العقل به يتعلق بهذا وهذا لكن مبدأ الفكر والنظر في الدماغ ومبدأ الإرادة في القلب . والعقل يراد به العلم ويراد به العمل فالعلم والعمل الاختياري أصله الإرادة وأصل الإرادة في القلب والمريد لا يكون مريدا إلا بعد تصور المراد فلا بد أن يكون القلب متصورا فيكون منه هذا وهذا ويبتدئ ذلك من الدماغ وآثاره صاعدة إلى الدماغ فمنه المبتدأ وإليه الانتهاء وكلا القولين له وجه صحيح . وهذا مقدار ما وسعته هذه الأوراق والله أعلم أهـ
    لعل شيخ الإسلام توسط في المسألة ، وجمع بين بعض الأقوال : من أن أصل العقل في القلب ، فإذا كمل انتهى إلى الدماغ
    . والله أعلم .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,733

    افتراضي رد: هل مسمى القلب في القرءان الكريم هو ذاته مسمى العقل في اللغة الدارجة ؟ وهل جعل ال

    وقالَ الحافظُ ابنُ حجر: وَيُؤْخَذ مِنْ قَوْله " وَوَعَاهُ قَلْبِي " أَنَّ الْعَقْل مَحَلّه الْقَلْب . الفتح (4/43).

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,733

    افتراضي رد: هل مسمى القلب في القرءان الكريم هو ذاته مسمى العقل في اللغة الدارجة ؟ وهل جعل ال

    ومما استدل به أن الله لم يقل : لهم أدمغة لا يفقهون بها بل قال : ( لهم قلوب ) فدل ذلك على أن القلب محل العقل .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,733

    افتراضي رد: هل مسمى القلب في القرءان الكريم هو ذاته مسمى العقل في اللغة الدارجة ؟ وهل جعل ال

    قال شيخنا ابن عثيمين عليه سحائب الرحمة في مجموع فتاويه :
    وهنا نسأل عن مسألة كثر السؤال عنها هل العقل في الدماغ أو العقل في القلب؟
    قال بعض الناس في القلب وقال بعض الناس : في الدماغ، وكل منهم له دليل، الذين قالوا : إنه في القلب قالوا : لأن الله تعالى يقول: { أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } . [ سورة الحج، الآية: 46].
    قال : { قلوب يعقلون بها } ثم قال: { تعمى القلوب التي في الصدور } . إذاً العقل في القلب، والقلب في الصدر فكان العقل في القلب.
    وقال بعضهم : بل العقل في الدماغ لأن الإنسان إذا اختل دماغه اختل تصرفه ولأننا نشاهد في الزمن الأخير نشاهد الرجل يزال قلبه ويزرع له قلب جديد ونجد عقله لا يختلف عقله وتفكيره هو الأول. نجد إنساناً يزرع له قلب شخص مجنون لا يحسن يتصرف، ويبقى هذا الذي زرع فيه القلب عاقلاً فكيف يكون العقل في القلب؟ إذاً العقل في الدماغ لأنه إذا اختل الدماغ اختل التصرف، اختل العقل. ولكن بعض أهل العلم قال: إن العقل في القلب ولا يمكن أن نحيد عما قال الله عز وجل لأن الله تعالى وهو الخالق وهو أعلم بمخلوقه من غيره كما قال تعالى: { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله". فالعقل في القلب والقلب في الصدر لكن الدماغ يستقبل ويتصور ثم يرسل هذا التصور إلى القلب، لينظر أوامره ثم ترجع الأوامر من القلب إلى الدماغ ثم ينفذ الدماغ إذاً الدماغ بمنزلة السكرتير ينظم المعاملات ويرتبها ثم يرسلها إلى القلب، إلى المسؤول الذي فوقه هذا القلب يوقع، يمضي، أو يرد ثم يدفع المعاملة إلى الدماغ والدماغ يأمر الأعصاب وتتمشى، وهذا القول هو الذي تطمئن إليه النفس وهو الموافق للواقع وقد أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله في كتبه، والإمام أحمد أشار إليه إشارة عامة فقال : محل العقل القلب وله اتصال بالدماغ. لكن التفصيل الأول واضح جداً الذي يقبل الأشياء ويتصورها ويمحصها هو الدماغ ثم يرسل النتيجة إلى القلب ثم القلب يأمر إما بالتنفيذ وإما بالمنع لقول الرسول عليه الصلاة والسلام : إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله.

  8. #8

    افتراضي رد: هل مسمى القلب في القرءان الكريم هو ذاته مسمى العقل في اللغة الدارجة ؟ وهل جعل ال

    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
    أحسنت أخي أبا مالك و جزاك الله خيرا على هذا النقل الماتع المفيد..
    و قد تأملت مؤخرا في قوله تعالى:" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"، فوجدته دليلا آخرا عى أن العقل في القلب، و ذلك لأن الله تعالى ذكر التدبر ثم قال "أم على قلوب أقفالها" مما يفهم منه أن التدبر إنما يتم بالقلب و الاستفهام في الآية إنكاري، كأنه قيل ما منع هؤلاء من التدبر لكتاب الله تعالى إلا كون قلوبهم مقفولة...
    و لا ريب أن التدبر عملة عقلية، فالتدبر هو إعادة النظر للوصول إلى المعنى المراد، أو هو حصول النظر في الأمر المتدبر مرة بعد مرة، و قيل هو :" النظر في أدبار الشيء و التفكير في عاقبته"..
    و هو من مجالات إعمال العقل في القرآن الكريم، كالتذكر و التفكر و النظر و غيرها...كما دلت عليه آيات عدة.
    و الله أعلم أحكم.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,733

    افتراضي رد: هل مسمى القلب في القرءان الكريم هو ذاته مسمى العقل في اللغة الدارجة ؟ وهل جعل ال

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
    وجزاك خيرا ، ونفع بك أخي الكريم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •