قال السَّخَاوِيّ في كتابه المَقَاصِد الحَسَنَة
حَدِيثٌ : " خَابَ قَوْمٌ لا سَفِيهَ لَهُمْ " ،
" هو من قول مكحول بلفظ : ذل من لا سفيه له ، كما رواه ابن أبي الدنيا في الحلم له
من حديث سعيد بن المسيب ، أن رجلا استطال على سليمان بن موسى فانتصر له أخوه
فقال مكحول : وذكره
وهو عند البيهقي في الشعب بلفظ : لقد ضل من لا سفيه له ، وللبيهقي فقط من طريق أبي بكر محمد بن الحسن ، أنه سمع صالح بن جناح يقول .
اعلم أن من الناس من يجهل إذا حلمت عنه ، ويحلم إذا جهلت عليه ، ويحسن إذا أسأت به ، ويسيء إذا أحسنت إليه ، وينصفك إذا ظلمته ، ويظلمك إذا أنصفته
فمن كان هذا خلقه فلا بد من خلق ينصف من خلقه ، ثم فجة تنصر من فجته ، وجهالة تفزع من جهالته ، ولا أب لك ، لأن بعض الحلم إذعان فقد ذل من ليس له سفيه يعضده ، وضل من ليس له حليم يرشده ، ولابن أبي الدنيا فقط من حديث ابن سيرين أن ابن عمر كان إذا خرج في سفر أخرج معه سفيها ، فإن جاء سفيه رده عنه
وعن أبي جعفر القرشي قال : اعتلج فتية من بني تميم يتصارعون ، والأحنف ينظر إليهم .
فقالت عجوز من بني تميم : ما لكم أقل اللَّه عددكم ؟
فقال لها : مه تقولين ذلك لولا هؤلاء لكنا سفهاء ، أي أنهم يدفعون السفهاء عنا
وفي الباب : قوام أمتي بشرارها ، وسيأتي ،
وروى البيهقي في مناقب الشافعي من جهة الربيع والمزني أنهما سمعا الشافعي يقول : لا بأس بالفقيه أن يكون معه سفيه يسافه به ، ولكن قال المزني بعد هذا : إن من أحوجك الدهر إليه فتعرضت له هنت عليه ، انتهى
وهو صحيح مجرب في السفهاء ، وفي عاشر المجالسة للدينوري من حديث محمد بن المنذر بن الزبير بن العوام ، وكان من سروات الناس أنه قال : ما قل سفهاء قوم قط إلا ذلوا ،
ومن حديث الأصمعي قال : قال المهلب : لأن يطيعني سفهاء قومي ، أحب إلي من أن يطيعني حلماؤهم "