بارك الله فيك أخانا عبد الله
أولًا: بالنسبة لملابس الرجال وملابس النساء، فإنما هو راجع إلى العرف؛ فما تعارف عليه الناس أنه للنساء، فهو للنساء، ومن لبسه من الرجال يكون متشبهًا بالنساء، وما تعارف عليه الناس أنه للرجال فهو للرجال، ومن لبسته من النساء تكون متشبهة بالرجال؛ فالأمر راجع إلى العرف؛ ومثال ذلك: لو تعارف قساوسة النصارى أو أحبار اليهود على ملابس معينة يلبسونها فإنه يحرم على المسلمين لبسها؛ لأنه - حينها - يكون متشبهًا بهم.
ومثال ذلك أيضًا: لو تعارف الناس على كلمة معينة في زمن معين على أن هذه الكلمة قذف للنساء، فإن قائلها يقام عليه حد القذف إن قالها في حق امرإة محصنة.
وهكذا فإن كثيرًا من الأمور ترجع إلى العرف.
ثانيًا: بالنسبة إلى الحكمة من العبادات؛ فكما هو معلوم أن أغلب العبادات تظهر الحكمة منها، وبعض العبادات لا تظهر حكمتها، وإن كان الله تعالى لم يشرعها إلا لحكمة، ولكنها لم تظهر لنا، والواجب على كل مؤمن الانقياد لأمر الله تعالى، وإن لم تظهر الحكمة، كما قال عمر رضي الله عنه - عندما قَبَّل الحجر: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قَبَّلْتُكَ.
وأما من يجادلك في هذا ويطلب منك حكم العبادات، فلو كنت تعلم الحكمة فيستحسن أن تذكرها، وإن كنت لا تعلمها، فقل له: هل لو أمرك رئيسك في العمل بأمر، وأنت لا تعلم الحكمة منه، هل ستنفذه أم لا؟ والجواب بالطبع سيكون: نعم سأنفذه، فقل له: وكذلك أمر الخالق سبحانه وتعالى يجب أن ننفذه، وإن لم تظهر الحكمة منه.