*الحديث إذا تسلسل إسناده في بلد من البلدان، والعمل على خلافه، فهذا من أمارات النكارة؛ لأن الحديث إذا كان مرفوعاً عندهم عن النبي عليه الصلاة والسلام لابد أن يحدث انشقاقاً في المدرسة الفقهية. فإذا وُجد فيهم ينقله راوي عن راوي آخر من طبقات متعددة، ثم لا يوجد قول يوافق ذلك الحديث، دلّ على أن الحديث وهم وغلط، وأن الوهم متأخر أيضاً. ولهذا جعلنا الوهم هنا في طبقة العلاء بن صالح ، وذلك لمخالفته لمن هو أوثق منه.
-من المواضع:معرفة فقه الراوي وأهل بلده، أن الراوي ربما روى حديثاً يوافق قوله. ولكن هذا الحديث يخالف ما عليه أشياخ ذلك الراوي، وهذا يوجد كثيراً في المدرسة الكوفية. هذا أيضا من مواضع النكارة لماذا؟ لأن المدرسة الكوفية لديها ميل إلى الرأي، وتجوّز في ترك الحديث والعمل برأي الأشياخ، بخلاف مدرسة المدينة، فمدرسة المدينة يتشبتون بالنص ولو خالف قول الشيخ.
ولهذا قد نعل بهذه القرينة حديثاً كوفياً، ولا نعله في المدينة، باعتبار أن أهل المدينة يتمسكون بالحديث ولو خالف قول الأشياخ.
ولهذا من الأمور المهمة في أبواب العلل، أن طالب العلم إذا أراد أن ينظر إلى إسناد من الأسانيد، أن ينظر إلى فقه الراوي، وفقه شيخه ليس في هذا الحديث، في غيره ممن أخذ عنه الفقه، ممن أخذ عنه الفقه
*وكذلك أيضاً من القرائن، أن الراوي إذا تفرد بحديث يخالف قول أشياخه، ولكن هذا الحديث يرويه عن شيخ ليس من أهل بلده -كأن يروي الكوفي حديثاً عن مدني يخالف قول الكوفيين، وهو يقول بهذا الحديث ويخالف في ذلك أشياخه- نقول حينئذ هذا الحديث يُصحح، لماذا؟ لأنه جاءه من بلد آخر، وربما لم يعلم به أشياخه؛ لأنه جاء بعد زمنهم.
ولهذا الذي يدرس الأحاديث منفكة عن فقه الرواة، أو فقه أهل البلدان الذين يدور الإسناد عليهم، هذا يكون لديه ترجيح لكثير من الأحاديث الشاذة، التي يخالف فيها أهل العلم من النقاد.