63 - يختلف الرجل مع زوجته فيلحق بها أقذع الأوصاف وأفظع النعوت وتتنازع المرأة مع قريبتها فتقذفها بأبشع الكلمات وأشنع العبارات ويختصم الجار مع جاره فلا يلبث أن يهمزه بالقبائح ويلمزه بالفضائح،
وتحضر المجالس وتشهد المنتديات وتعاشر الأفراد وتخالط الجماعات وتقرأ المطبوعات وتشاهد القنوات وتسمع الحوارات وتحضر المناقشات فتخرج بحقيقة مؤلمة وتشعر بمأساة موجعة وتوقن بكارثة مفجعة تتمثل في غياب آداب الحوار وتواري ثقافة الاختلاف وتلاشي فقه النزاع وانعدام أخلاقيات النقاش والتي ظهرت آثارها على الصغير والكبير والذكر والأنثى والعالم والجاهل من حصائد اللسان وقوارص الكلام بإلقاء التهم وتوزيع الأوصاف وقذف الآخرين وتجريح المخالفين.
فعلى العلماء والمشايخ والدعاة والمربين والأساتذة والمعلمين والمثقفين والمفكرين والكتاب والإعلاميين والعامة والخاصة تحمل المسؤولية واستشعار الأمانة في الحفاظ على حرمة الكلمة وقدسية العبارة والتحذير من خطر اللفظ وأثر المنطق « وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم، وتحسبونه هيناً، وهو عند الله عظيم"