تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 24

الموضوع: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,335

    افتراضي لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    السؤال:
    ما صحة قصة أكل هند بنت عتبة لكبد حمزة ؟
    الجواب :
    الحمد لله
    أولا :
    من المعلوم بالتواتر أن حمزة بن عبد المطلب ، سيد الشهداء رضي الله عنه : قد قُتل يوم أحد شهيدا .
    وقد مثّل به المشركون ؛ لفرط غيظهم منه مما نكل بهم .
    فروى البيهقي (6799) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (167) عن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ : " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ : ( مَنْ رَأَى مَقْتَلَ حَمْزَةَ ؟ ) فَقَالَ رَجُلٌ أَعْزَلُ : أَنَا رَأَيْتُ مَقْتَلَهُ ، قَالَ: ( فَانْطَلِقْ فَأَرِنَاهُ ) ، فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ ، فَرَآهُ قَدْ شُقَّ بَطْنُهُ ، وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ مُثِّلَ بِهِ وَاللهِ ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ وَقَفَ بَيْنَ ظَهْرَيِ الْقَتْلَى ، فَقَالَ : ( أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ ، لُفُّوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ جَرِيحٌ يُجْرَحُ إِلَّا جَاءَ وَجُرْحُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى ، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ ) .
    قال الهيثمي في المجمع (6/ 119):
    " رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ " .
    ثانيا :
    ما يذكره كثير من أهل المغازي والسير من أن هند بنت عتبة رضي الله عنها تناولت كبده رضي الله عنه بعد مقتله فلاكتها ، فلم تستسغها : لم يثبت في حديث صحيح ، وإليك البيان :
    أولا : روى الإمام أحمد (4414) : حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، فذكر الحديث في غزوة أحد ، وفيه :
    " ... فَنَظَرُوا فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ، وَأَخَذَتْ هِنْدُ كَبِدَهُ فَلَاكَتْهَا، فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَأْكُلَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَأَكَلَتْ مِنْهُ شَيْئًا ؟ ) قَالُوا: لَا. قَالَ: ( مَا كَانَ اللهُ لِيُدْخِلَ شَيْئًا مِنْ حَمْزَةَ النَّارَ ) .
    وهذا إسناد ضعيف ، عطاء بن السائب كان قد اختلط ، قال الحافظ في التقريب (ص 391) : " صدوق اختلط "
    وسماع حماد - وهو ابن سلمة - منه كان قبل الاختلاط وبعده ، ولم يتميز حديثه قبل الاختلاط عن حديثه بعده .
    انظر : "التهذيب" (7/207) .
    والشعبي لم يسمع من ابن مسعود رضي الله عنه ، كما قال أبو حاتم والدارقطني
    انظر : "التهذيب" (5/ 68) .
    فهذا إسناد ضعيف منقطع ، وفي متنه ما يستنكر ؛ وهو قوله ( أَأَكَلَتْ مِنْهُ شَيْئًا ؟ ) قَالُوا: لَا. قَالَ: ( مَا كَانَ اللهُ لِيُدْخِلَ شَيْئًا مِنْ حَمْزَةَ النَّارَ ) ، وقد أسلمت هند وحسن إسلامها ، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فروى البخاري (3825) ، ومسلم (1714) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ : " جَاءَتْ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ مِنْ أَهْلِ خِبَاءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ ، ثُمَّ مَا أَصْبَحَ اليَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ ، أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ " .
    ثانيا :
    قال ابن إسحاق رحمه الله :
    " قد وقفت هند بنت عتبة كما حدثني صالح بن كيسان والنسوة الآتون معها ، يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ يجدعن الآذان والآناف ، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وآنافهم خدماً وقلائد، وأعطت خدمها وقلائدها وقرطيها وحشياً ، غلام جبير بن مطعم، وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها ، فلم تستطع أن تسيغها "
    انتهى من "سيرة ابن اسحاق" (ص 333) .
    وهذا إسناد مرسل لا يصح ، فصالح بن كيسان من صغار التابعين ، وجل روايته عن التابعين ، انظر : "التهذيب" (4/ 399-400) .
    ثالثا :
    أما رواه الواقدي في "مغازيه" (1/ 286) عن وحشي بن حرب ، أنه قال بعد قتله حمزة : " ... فَشَقَقْت بَطْنَهُ فَأَخْرَجْت كَبِدَهُ، فَجِئْت بِهَا إلَى هِنْدٍ بِنْتِ عُتْبَةَ ، فَقُلْت: مَاذَا لِي إنْ قَتَلْت قَاتِلَ أَبِيك ؟ قَالَتْ : سَلَبِي! فَقُلْت: هَذِهِ كَبِدُ حَمْزَةَ، فَمَضَغَتْهَا ثُمّ لَفَظَتْهَا ، فَلَا أَدْرِي لَمْ تُسِغْهَا أَوْ قَذَرَتْهَا ، فَنَزَعَتْ ثِيَابَهَا وَحُلِيّهَا فَأَعْطَتْنِيهِ ، ثُمّ قَالَتْ:
    إذَا جِئْت مَكّةَ فَلَك عَشَرَةُ دَنَانِيرَ ، ثُمّ قَالَتْ : أَرِنِي مَصْرَعَهُ! فَأَرَيْتهَا مَصْرَعَهُ ، فَقَطَعَتْ مَذَاكِيرَهُ ، وَجَدَعَتْ أَنْفَهُ ، وَقَطَعَتْ أُذُنَيْهِ، ثُمّ جَعَلَتْ مسكَتَيْنِ وَمِعْضَدَيْنِ حتى قدمت بذلك مكّة ، وقدمت بكبده مَعَهَا ".
    فهذا باطل منكر ، والواقدي لا يشتغل به ، كذبه الشافعي ، وأحمد ، والنسائي وغيرهم ، وقال إسحاق بن راهويه : هو عندي ممن يضع الحديث .
    "تهذيب التهذيب" (9 /326) .
    رابعا :
    روى البيهقي في "دلائل النبوة" (3/ 282) من طريق مُحَمَّد بْن عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، فذكر الحديث في غزوة أحد ، وفيه " ... وَوَجَدُوا حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ ، وَاحْتُمِلَتْ كَبِدُهُ ، حَمَلَهَا وَحْشِيٌّ ، وَهُوَ قَتَلَهُ وَشَقَّ بَطْنَهُ ، فَذَهَبَ بِكَبِدِهِ إِلَى هِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ فِي نَذْرٍ نَذَرَتْهُ حِينَ قَتَلَ أَبَاهَا يَوْمَ بَدْرٍ "
    وهذا إسناد ضعيف مرسل ، ابن لهيعة كان قد اختلط ، ومحمد بن عمرو بن خالد ذكره ابن يونس في "تاريخه" (1/ 459) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
    خامسا :
    قال ابن كثير رحمه الله :
    " ذَكَرَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَنَّ الَّذِي بَقَرَ كَبِدَ حَمْزَةَ ، وَحْشِيٌّ فَحَمَلَهَا إِلَى هِنْدٍ فَلَاكَتْهَا فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تُسِيغَهَا " انتهى من "البداية والنهاية" (5/ 419) .
    وهذا مرسل أيضا ، موسى بن عقبة تابعي صغير .
    والخلاصة :
    أن التمثيل بحمزة رضي الله عنه وشق بطنه بعد استشهاده ثابت .
    أما ما ورد من استخراج كبده وتناول هند بنت عتبة منها وعدم استساغتها إياها فلا يثبت فيه شيء .
    والله أعلم .
    موقع الإسلام سؤال وجواب
    ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ ط³ط¤ط§ظ„ ظˆط¬ظˆط§ط¨ - ظ„ظ… ظ?ط«ط¨ط? ط£ظ† ظ‡ظ†ط¯ ط¨ظ†ط? ط¹ط?ط¨ط© ط±ط¶ظ? ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ†ظ‡ط§ طŒ ظ„ط§ظƒط? ظƒط¨ط¯ ط*ظ…ط²ط© ط±ط¶ظ? ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ†ظ‡ .
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,733

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    بارك الله فيك أبا أسماء ، لقد انتشرت الأخبار بين كثير من الناس والتي وردت في كتب السير ، وكثير من هذه الأخبار ، لا تثبت . مما دعى البعض أن يصنف في قصص لا تثبت ، ونحو ذلك من المصنفات .

  3. #3

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    جزاكم الله خيرا
    هل بحثت قضية دراسة مشهور الأخبار والسير على قواعد التصحيح والتضعيف؟
    فقد سمعت الشيخ صالحا العصيمي ينكر تطبيق القواعد الحديثية ( إعلال الأحاديث ) على مشهور الأخبار.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2013
    المشاركات
    2

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    جزاكم الله خير الجزاء، رائع! هكذا الأخبار من قبل وصلنا إلينا منذ الزمن، شكرا جزيلا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2013
    المشاركات
    2

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    السؤال:
    ما صحة قصة أكل هند بنت عتبة لكبد حمزة ؟
    .
    هل يسمح لي أن أترجم الى لغتي؟ لأن هذا المقال قيمة جدا!

  6. #6

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    القصة مشهورة ولا معنى لإنكارها
    وأفضل من هذا أن نقول : إن هند بنت عتبة فعلت هذا إبان كفرها ، وليس بعد الكفر ذنب .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    في أرض الله
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد علي الطاهر مشاهدة المشاركة
    القصة مشهورة ولا معنى لإنكارها
    وأفضل من هذا أن نقول : إن هند بنت عتبة فعلت هذا إبان كفرها ، وليس بعد الكفر ذنب .
    على كلامك أخي الفاضل أنه كل ما اشتهر فهو صحيح الشهرة ليست دليل الصحة أظن كلاك يجب له تمحيص أخي
    سنمضي والنجـوم لنا دليل * متى أصغى السحاب إلى النباح

    قفــد ولَّــى زمانـك يا أُبــيّ * كما ولّى زمانك يا سجاح؟

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    في أرض الله
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    هذا بحث رائع درس فيه الأخ كل روايات القصة .
    إزاحة الغمة في بيان ضعف قصة أكل هند من كبد حمزة
    أبو بكر الأثري
    مكتبة صيد الفوائد الاسلامية
    سنمضي والنجـوم لنا دليل * متى أصغى السحاب إلى النباح

    قفــد ولَّــى زمانـك يا أُبــيّ * كما ولّى زمانك يا سجاح؟

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,335

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    جزاكم الله خيرًا
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,629

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    للرفع
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    المشاركات
    26

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    جزاكم الله خيرا ..بحث قيم

  12. افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    ما قولكم في سن السيدة عائشة وسن السيدة خديجة وقت زواج النبي بهما ؟
    وهل أسلمت مارية القبطية زوج رسول الله ؟ وهل لو كانت أسلمت كان ذلك قبل زواجه صلى الله عليه وسلم بها أم بعد ؟
    هام وعاجل

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,335

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    في ((الأغصان الندية)):
    ثم تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وكان صلى الله عليه وسلم آنذاك في الخامسة والعشرين من عمره، وخديجة رضي الله عنها في الأربعين من عمرها([1]).
    وذكر ابن إسحاق أنها كانت في الثامنة والعشرين([2]).

    ([1]) وهو قول الواقدي في ((الطبقات))، 8/17.

    ([2]) «مستدرك الحاكم» 3/182 من كلام ابن إسحاق بدون إسناد.
    ومما يقوي قول ابن إسحاق: أن خديجة رضي الله عنها أنجبت للنبي صلى الله عليه وسلم ستة أولاد، وفي الغالب أن المرأة تبلغ سن اليأس من الإنجاب قبل الخمسين.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,335

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    في ((الطبقات)) (1/ 134):
    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعْجَبُ بِمَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةِ وَكَانَتْ بَيْضَاءَ جَعْدَةً جَمِيلَةً فَأَنْزَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأُخْتَهَا عَلَى أُمِّ سُلَيْمِ بِنْتِ مِلْحَانَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَتَا.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  15. افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    في ((الطبقات)) (1/ 134):
    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُعْجَبُ بِمَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةِ وَكَانَتْ بَيْضَاءَ جَعْدَةً جَمِيلَةً فَأَنْزَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأُخْتَهَا عَلَى أُمِّ سُلَيْمِ بِنْتِ مِلْحَانَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَتَا.
    بارك الله فيك
    لم يتضمن كلامك سن السيدة عائشة وقت زواجها من الرسول كما طلبت من حضرتك
    ثانياً:
    الأثر عن مارية القبطية غير واضح المعنى
    دخل عليها هي وأختها
    يعني قبل الزواج أسملت ؟
    يعني أنه لم يتزوجها وهي معتقدة للتثليث ؟
    عندنا يقولون: الله جعل سيدنا محمد يتزوج مارية لتشريع زواج رجال المسلمين من الكتابيّات
    فلو تزوجها بعد أن دخلت في الإسلام يبطل هذا التعليل مع بقاء الحكم الشرعي طبعاً ليس لأن هذه القصة - لو ثبت بطلانها - دلت عليه بل لتواتر النصوص على ذلك

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,335

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    عقد النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها في
    شوال من السنة العاشرة من البعثة.
    عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَوَّالٍ، وَبَنَى بِي فِي شَوَّالٍ، فَأَيُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي؟ قَالَ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ نِسَاءَهَا فِي شَوَّالٍ([1]).
    وكان عُمُرُ عائشة رضي الله عنها حين عقد عليها النبي صلى الله عليه وسلم، سِتَّ سِنِينَ.
    عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، وَبَنَى بِي وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ([2]).
    وفي رواية: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ([3]).
    قال النووي رحمه الله:
    ((وَأَمَّا قَوْلُهَا فِي رِوَايَةٍ: تَزَوَّجَنِي وَأَنَا بِنْتُ سَبْعٍ، وَفِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ: بِنْتُ سِتٍّ؛ فَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا أَنَّهُ كَانَ لَهَا سِتٌّ وَكَسْرٌ؛ فَفِي رِوَايَةٍ اقْتَصَرَتْ عَلَى السِّنِينَ، وَفِي رِوَايَةٍ عَدَّتِ السَّنَةَ الَّتِي دَخَّلَتْ فِيهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ([4]))).ا ه


    [1])) صحيح: أخرجه مسلم (1423).

    [2])) متفق عليه: أخرجه البخاري (3894)، ومسلم (1422).

    [3])) مسلم (1422).

    [4])) ((شرح مسلم)) (9/ 207).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,335

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ فَنَزِلْنَا فِي بَنِي الحَارِثِ بْنِ خَزْرَجٍ، فَوُعِكْتُ فَتَمَرَّقَ شَعَرِي، فَوَفَى جُمَيْمَةً فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ، وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ، وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي، فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُهَا، لَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي، فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ، وَإِنِّي لَأُنْهِجُ حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأْسِي، ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ؛ فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ، فَقُلْنَ عَلَى الخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ، فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُحًى، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ([1]).


    [1])) متفق عليه: أخرجه البخاري (3894)، ومسلم (1422).
    وقولها: (فوعكت)؛ أي: أصابني الوعك وهو الحمى. (فتمرق) تقطع، وفي رواية: فتمزق: أي؛ انتتف، (فوفى)؛ كثر، (جميمة)؛ مصغر الجمة؛ وهي: ما سقط على المنكبين من شعر الرأس.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,551

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.


  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,551

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.


  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,551

    افتراضي رد: لم يثبت أن هند بنت عتبة رضي الله عنها ، لاكت كبد حمزة رضي الله عنه.

    من أشهر المواقف التي تروى في غزوة أحد موقف استشهاد حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه على يد وحشي بن حرب، ثم أكل هند بنت عتبة من كبد حمزة، فهل ثبت هذا من طرق صحيحة ؟قال ابن إسحاق: "ووقعت هند بنت عتبة، كما حدثني صالح بن كيسان، والنسوة اللاتي معها يُمثّلن بالقتلى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُجدّعْن الآذان والأُنُف، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وأُنفهم خَدمًا (*) وقلائد، وأعطت خدمها وقلائدها وقرطها وحشيًا، غلام جبير بن مطعم، وبقرت عن كبد حمزة، فلاكتها، فلم تستطع أن تسيغها، فلفظتها .. (1)".وصالح بن كيسان ثقة، من رجال الجماعة، وهو مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز، لكن الخبر مرسل.ثم قال ابن إسحاق: "وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما بلغني، يتلمّس حمزة بن عبد المطلب، فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده، ومُثّل به، فجُدع أنفه وأُذناه. فحدثني محمَّد بن جعفر بن الزبير أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين رأى ما رأى."لولا أن تحزن صفية (**)، ويكون سُنّة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع، وحواصل الطير، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأُمثلنّ بثلاثين رجلًا منهم" فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيظه على من فعل بعمّه ما فعل، قالوا. والله لئن أظفرنا الله بهم يومًا من الدهر لنمثلنّ بهم مُثلة لم يمثلها أحد من العرب (2)". والخبر مرسل.ثم قال ابن إسحاق."وحدثني بُريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي، عن محمَّد بن كعب القُرَظي، وحدثني من لا أتّهم عن ابن عباس، أن الله عز وجل أنزل في ذلك، من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول أصحابه: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} [النحل:126-127]، فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصبر، ونهى عن المُثلة (3)".وذكرها ابن كثير في البداية عن ابن إسحاق ثم قال: "قلت: هذه الآية مكيّة، وقصة أحد بعد الهجرة بثلاث سنين، فكيف يلتئم هذا؟ فالله أعلم (4)".قال الذهبي في المغازي: "وقال يحي الحمّاني: حدثنا قيس -هو ابن الربيع- عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مِقْسم، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قُتل حمزة ومُثّل به: "لئن ظفرت بقريش لأمثلنّ بسبعين منهم". فنزلت: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل نصبر ياربّ". إسناده ضعيف من قِبَل قيس. وقد روى نحوه حجاج بن منهال، وغيره، عن صالح المرِّي -وهو ضعيف- عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة، وزاد: فنظر إلى منظر لم ينظر إلى شيء قطّ أوجع منه لقلبه (5)". اهـوذكر هذه الرواية الهيثمي في المجمع وفيه "... ونظر إليه وقد مُثّل به، فقال: "رحمة الله عليك إنْ كنتَ ما علمتُ لوصولًا للرحم فعولًا للخيرات، والله لولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع -أو كلمة نحوها- أمَا والله على ذلك لأمثلنّ بسبعين كميتتك" فنزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بهذه السورة، وقرأ: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} إلى آخر الآية فَكفَّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمسك عن ذلك". ثم قال الهيثمي: "رواه البزّار والطبراني، وفيه صالح بن بشير المري (***) وهو ضعيف (6)".وروى الحاكم في المستدرك عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلًا، ومن المهاجرين ستة، فمثّلوا بهم، وفيهم حمزة، فقالت الأنصار: لئن أصبناهم يومًا مثل هذا لنربينّ عليهم، فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله عزّ وجل: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} فقال رجل: لا قريش بعد اليوم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "كُفُّوا عن القوم غير أربعة". ثمْ قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي (7).قال ابن هشام: "ولما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة قال: "لن أُصاب بمثلك أبدًا، ما وقفتُ موقفًا قطّ أغيظ إليّ من هذا (8)". قال الألباني: "حديث لا يصحّ، ذكره ابن هشام بدون إسناد، ولم أجده عند غيره، وقد نقله عنه الحافظ ابن كثير (4/ 40)، وابن حجر في (الفتح) (7/ 297) ولم يوصلاه (9)".وروى الإِمام أحمد قال: حدثنا عفّان قال: حدثنا حمّاد قال: حدثنا عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "... فنظروا فإذا حمزة قد بُقر بطنه، وأخذتْ هند كبده فلاكتها، فلم تستطع أن تمضغها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكلتْ شيئًا؟ " قالوا: لا، قال: "ما كان الله ليدخل شيئًا من حمزة في النار (10)". وفيه صلاته على حمزة سبعين صلاة.قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية: "تفرّد به أحمد، وهذا إسناد فيه ضعف، من جهة عطاء بن السائب، فالله أعلم (11)". قال الشيخ الألباني: "وهذا هو الصواب، خلافًا لقول الشيخ أحمد شاكر: إنه صحيح، فإنه ذُهل عما ذُكر من سماعه منه في الاختلاط (12)".وفي المتن نكارة هي: "ما كان الله ليدخل شيئًا من حمزة في النار" لأن هندًا رضي الله عنه أسلمتْ، والإِسلام يجبُّ ما قبله، ثم إنّ الراوي عن ابن مسعود هو عامر بن شراحيل الشعبي، ولا يصح له سماع من ابن مسعود، كما قال ذلك الأئمة: الحاكم، والدارقطني، وأبو حاتم (13)، وابن باز (14).وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا}: "وقال محمَّد بن إسحاق عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار قال: نزلت سورة النحل كلّها بمكة، وهي مكية، إلاّ ثلاث آيات من آخرها نزلت بالمدينة بعد أُحد حين قُتل حمزة - رضي الله عنه - ومُثّل به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لئن أظهرني الله عليهم لأمثلنّ بثلاثين رجلًا منهم" فلما سمع المسلمون ذلك قالوا: والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلنّ بهم مُثلة لم يمثّلها أحد من العرب بأحد قطّ، فأنزل الله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} إلى آخر السورة. وهذا مرسل، وفيه رجل مُبهم لم يسمّ".ثم قال: "وقد روي هذا من وجه آخر متصل، فقال الحافظ أبو بكر البزّار: ... حدثنا صالح المرَي عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه حين استشهد ... ". وذكر الرواية التي نقلها الهيثمي، ثم قال ابن كثير: "هذا إسناد فيه ضعف؛ لأن صالحًا هو ابن بشير المرِّي ضعيف عند الأئمة، وقال البخاري: هو منكر الحديث (15)".وضعّف الحديث الألباني، وقال: "وقد ثبت بعضه مختصرًا من طُرق أخرى، فأخرج الحاكم (3/ 196) والخطيب في: (التلخيص) (44/ 1) عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بحمزة يوم أحد وقد جُدع، ومُثّل به فقال: "لولا أن صفية تَجِدُ لتركته حتى يحشره الله من بطون الطير والسباع" فكفّنه في نمرة". وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.ثم قال الشيخ الألباني: "وسبب نزول الآية السابقة في هذه الحادثة صحيح، فقد قال أُبىّ بن كعب: (لما كان يوم أُحد ... ) وذكر الحديث (16)، وقد سبق. والحديث المذكور قال عنه النووي في الخلاصة: "رواه أبو داود بإسناد حسن، والترمذي وقال: حسن (17)". وأخرجه أيضًا الإِمام أحمد في مسنده (18).وتمثيل المشركين بشهداء المسلمين يوم أحد ثابت، كما في البخاري من قول أبي سفيان بعد نهاية المعركة -وكان زعيم المشركين يومها: "وتجدون مُثلة لمْ آمر بها ولم تسؤني (19)".وقال ابن عبد البر: "وروَوْا آثارًا كثيرة أكثرها مراسيل أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى على حمزة وعلى سائر شهداء أحد (20)".وقال ابن حجر: "إن طرق الحديث واهية" (21) وذهب الألباني إلى تحسين حديث الصلاة على حمزة رضي الله عنه (22). وقد أفاض الشيخ سعد الحميّد -وفقه الله- في تتبّع مرويات الصلاة على حمزة رضي الله عنه (23).المصدر:كتاب: ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية
    د. محمد العوشن

    (*) جمع خَدَمة، وهو الخلخال (لسان العرب، مادة: خدم).
    (1) الروض الأنف (6/ 15).
    (**) صفية بنت عبد المطلب، أخت حمزة -رحمه الله- الذهبي: "الصحيح أنه ما أسلم من عمات النبي -صلى الله عليه وسلم- سواها". (السير 2/ 270).
    (2) الروض الأنف (6/ 20).
    (3) الروض الأنف (6/ 21).
    (4) البداية والنهاية (4/ 40).
    (5) المغازي (209 - 210).
    (***) في الأصل المزني.
    (6) مجمع الزوائد (9/ 119). وقد رواه الحاكم في المستدرك (3/ 218) رقم (4894)، وسكت عنه، وأعله الذهبي بصالح المرِّي. وذكره الحافظ في الفتح (7/ 371) وأشار إلى ضعفه.
    (7) المستدرك (2/ 391، 484).
    (8) الروض الأنف (6/ 20).
    (9) تخريج فقه السيرة (264). وقد رواه الواقدي في المغازي (1/ 290).
    (10) المسند (6/ 191).
    (11) البداية والنهاية (4/ 41).
    (12) حاشية فقه السيرة. ص (260).
    (13) تهذيب التهذيب (5/ 68).
    (14) أقوال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في الرجال، للأخ الفاضل الشيخ فهد السنيد. ص 19. الطبعة الأولى. دار الوطن.
    (15) تفسير ابن كثير (2/ 953).
    (16) سلسلة الأحاديث الضعيفة (2/ 28) رقم (550). وانظر (أحكام الجنائز وبدعها). ص (60)
    (17) الخلاصة (2/ 946) أخرجه أبو داود في الجنائز، باب الشهيد يغسل (8/ 410 عون). والترمذي في الجنائز، باب ما جاء في قتلى أحد وذكر حمزة (4/ 96 تحفة).
    (18) الفتح الرباني (18/ 192) وقال الساعاتي عن الحديث: وهو من زوائد عبد الله بن الإِمام أحمد على مسند أبيه - رحمهما الله -.
    (19) باب غزوة أحد (7/ 350 فتح).
    (20) التمهيد 24/ 244.
    (21) أجوبة الحافظ ابن حجر على أسئلة بعض تلامذته، ص 54.
    (22) أحكام الجنائز، ص 60.
    (23) مختصر استدراك الذهبي على الحاكم لابن الملقّن. (4/ 1768). ورجح أن الحديث صحيح لغيره.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •