السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يكون النعت لجمع التكسير المؤنث مثل سفن، هل نقول سفن كثيرة أم
سفن كثيرات؟
وما هي القاعدة العامة في هذه الحالة؟
جزاكم الله خيرًا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يكون النعت لجمع التكسير المؤنث مثل سفن، هل نقول سفن كثيرة أم
سفن كثيرات؟
وما هي القاعدة العامة في هذه الحالة؟
جزاكم الله خيرًا
أخي الفاضل:
القاعدة العامة تقول في النعت والمنعوت: يَجِبُ أنْ يوافِقَ النَّعتُ الحقيقي مَنْعُوته في أَرْبَعةٍ من عَشَرة. واحِدٍ: من الرفعِ والنصبِ والجرِّ، وواحِدٍ من الإفرادِ والتثنيةِ والجمع، وواحدٍ من التَّذكير والتأنيث، وواحدٍ من التعريف والتنكير.
وفي حالات خاصة لا يوافقان: ما لا يوافق فيه النعت منعوته في التأنيث والتثنية والجمع:
هو ما يَسْتَوِي فيه المُذَكَّر والمُؤَنَّث، كـ "المَصْدَر" غير المِيمي، وصَيغَتضي "فَعُول" و "فعِيل" و "أفْعِل" التَّفْضيل، فهذه لا تُطَابِق مَنْعوتها في التأنيث التثنية والجمع، بل تازم الإفراد، والتَّذكير، تقول: "جَاءَني رَجُلٌ أو امْرَأةٌ أوْ امْرَأَتان أو رَجُلانِ أو نِسَاءٌ أوْ رِجالٌ عَدْلٌ، أو صَبُورٌ، أو جَرِيحٌ، أو أفْضَلُ من غيرِه".
وكذلك نَعْت جمع ما لاَ يَعْقِل، فإنَّها تُعامَلُ مُعَامَلَة المُؤنَّثّةِ المُفردةِ أو جَمْع المُؤَنَّث نحو: {إلاَّ أيَّاماً مَعْدُودَة} (الآية "80" من سورة البقرة "2") و {في أيامٍ مَعْدُودَات} (الآية "203" من سورة البقرة "2") .
من هذا نفهم أن كلا التعبيرين جائزين: سفن كثيرة وسفن كثيرات.... والله أعلم.
في جمع أيام معدودة ومعدودات.. أيام جمع يوم، ويوم مذكر. فهل القاعدة
أيضًا تنطبق على المؤنث كسفينة؟
كما أرجو من الإخوة الكرام الإشارة لفصل معين في كتاب معين يمكن
مراجعة هذا الموضوع فيه.
بارك الله فيكم.
نعم أخي العزيز, لأن أيام جمع ما لا يعقل وكذلك سفن, وأيام جمع التكسير وكذلك سفن, وكلاهما جمع التكسير.... ولا فرق هنا بين المذكر والمؤنت.... والله أعلم....
جزاك الله خيرًا.
تصويب:
أن كلا التعبيرين جائزان، ويجوز أيضا أن تقول: أن كلا التعبيرين جائرٌ، فالأول مراعاة لمعنى كلا، والثاني مراعاة للفظها، لكن يجب الرفع على حال لأنه خبر أن كما هو واضح.
أما جمع التكسير فيجوز فيه الوجهان اللذان ذكرتم والظاهر أن جواز الوجهين لا يختص بجمع ما لا يعقل بل يجوز في جمع التكسير للعاقل، كما في قوله تعالى: {وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ}، إلا أنهم يفرقون بين جمع القلة وجمع الكثر، فالأفصح في جمع القلة أن يؤتي بضميره ونعته في صيغة الجمع، وجمع الكثر على العكس، ففي قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}، تلاحظ أن الضمير في "منها" مفرد؛ لأنه يعود على أشهر السنة جميعا، وأن الضمير في "فيهن" جمع لأنه يعود على الأشهر الحرم وهي أربعة فقط، وفي قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} تلاحظ أن النعت هنا في صيغة الجمع، لأن أشهر الحج ثلاثة فقط.
والله تعالى أعلم
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على التصحيح... حقيقة لقد استدركت الخطأ النحوي بعدما نشرت الموضوع فلم أتمكن من تصحيحه...فبقي كما هو عليه...
وأشكرك على الإفادة والزيادة العلمية كذلك ... بارك الله في علمك ونفع بك....
يقول ابن عادل الحنبلي عند تفسيره لللآية السابقة في كتابه اللباب في علوم الكتاب...
والضمير في «منها» عائدٌ على اثنا عشر شهراً، لأنه أقربُ مذكورٍ، على «الشُّهور» والضمير في «فيهنَّ» عائدٌ على «الاثني عشر» أيضاً. وقال الفرَّاءُ، وقتادةُ: يعودُ على الأربعةِ الحُرُم وهذا أحسنُ، لوجهين:
أحدهما: أنه أقرب مذكور. والثاني: أنه قد تقرَّر أنَّ معاملة جمع القلة غير العاقل معاملة جمع الإِناث أحسنُ مِنْ معاملة ضمير الواحدة، والجمعُ الكثيرُ بالعكس، تقول الأجذاع انكسرن، والجذوع انكسرت، ويجوزُ العكس.