عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده
من عنده علم في خبر كاد و اخواتها حين يكون مقترنا بـ أن
هل تكون أن هنا مصدرية ؟ أم لا ؟
و إن كانت مصدرية فما تاويل المصدر معها بالمفرد وهو لابد أن يكون خبر جملة فعلية ؟
عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده
من عنده علم في خبر كاد و اخواتها حين يكون مقترنا بـ أن
هل تكون أن هنا مصدرية ؟ أم لا ؟
و إن كانت مصدرية فما تاويل المصدر معها بالمفرد وهو لابد أن يكون خبر جملة فعلية ؟
قال سيبويه: وأما كاد فإنَّهم لا يذكرون فيها أن، وكذلك كرب يفعل، ومعناهما واحد. يقولون: كرب يفعل، وكاد يفعل
وقد جاء في الشعر كاد أن يفعل، شبهوه بعسى. قال رؤبة:
قد كادَ مِن طُولِ البِلىَ أنْ يَمْصَحَا
وقال ابن جني: استعمالك " أن" بعد كاد نحو: كاد زيد أن يقوم هو قليل شاذ في الاستعمال وإن لم يكن قبيحًا ولا مأبيًا في القياس.
وكاد أنها عكس عسى فيكون الكثير في خبرها أن يتجرد من أن ويقل اقترانه بها وهذا بخلاف ما نص عليه الأندلسيون من أن اقتران خبرها ب أن مخصوص بالشعر فمن تجريده من أن قوله تعالى: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} وقال {مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ } ومن اقترانه ب أن قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب" وقوله:
كادت النفس أن تفيض عليه ... إذ غدا حشو ريطة وبرود
شَذَّ مجيءُ الخبرِ مُفرَداً بعدَها وذلك كقَوْلِ تأبَّطَ شرّاً:
فَأبتُ إلى فَهم ومَا كِدْتُ آئِباً ... وكمْ مِثلِها فَارَقتُها وهي تَصفِرُ
(خبر كاد"آئياً" وهي اسم فاعل من آب إذا رجع "فهم" اسم قبيلة الشاعر "تصفر" من صفر الطائر، وأراد تتلهف على أخباري) .
وقال سيبويه: لم يستعملوا الاسمَ والمصدرَ في موضع يفعلُ، أي لا يَقولُون: كاد فاعِلاً، أو كاد فِعلاً ويَعملُ فيها المَاضي والمُضارِعُ واسمُ الفَاعِل، وعليه قَولُ كُثيِّرُ عَزَّة:
أموتُ أسىً يَوْمَ الرَّجَامِ وإنَّني ... يَقِيناً لَرَهنٌ بالذي أنا كَائدُ
(كائد اسم فاعل من كاد و "الرجام" اسم موضع وقيل: الصواب: كابِدُ الموحدة ولا شاهد فيه) واستُعمِلَ مَصدَرُها أيضاً، وقَالوا في مَصَادِرِها "كادَ كوَداً ومَكَاداً ومَكَادَةً وَكَيداً: هَمَّ وقَارَبَ ولَمْ يَفعلْ".