قال ابن القيم رحمه الله:
((وَالْعَبْد لجهله بمصالح نَفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لَا يعرف التَّفَاوُت بَين مَا مُنِعَ مِنْهُ وَبَين مَا ذُخر لَهُ بل هُوَ مُولَع بحب العاجل وَإِن كَانَ دنيئا وبقلة الرَّغْبَة فِي الآجل وَإِن كَانَ عليًّا وَلَو أنصف العَبْدُ ربَّه وأنى لَهُ بذلك لعلم أَن فَضله عَلَيْهِ فِيمَا مَنعه من الدُّنْيَا ولذاتها وَنَعِيمهَا أعظم من فَضله عَلَيْهِ فِيمَا آتَاهُ من ذَلِك فَمَا مَنعه إِلَّا ليعطيه وَلَا ابتلاه إِلَّا ليعافيه وَلَا امتحنه إِلَّا ليصافيه وَلَا أَمَاتَهُ إِلَّا ليحييه وَلَا أخرجه إِلَى هَذِه الدَّار إِلَّا ليتأهب مِنْهَا للقدوم عَلَيْهِ وليسلك الطَّرِيق الموصلة إِلَيْهِ)).
((الفوائد)) (57).