قال تعالى: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} [التوبة: 81].
حدَّثني أخ فاضل مِن المعتنين بتربية النَّشْء - وفَّقه الله ورضي عنه -: أنَّ زوجته نظرتْـها امرأةٌ - وهي على عادتها من الاعتناء بالحجاب الشَّرعيّ السّابغ خارج البيت -، وكان يومًا حارًّا، فإذا بهذه المرأة تقول لها: "اِنْتِ مِشْ حَرَّانَه" = ألا تشعرين بحرارة الجوّ؟!
فأجابتها هذه الزوجة بتوفيق وهداية مِن الله عزَّ وجلَّ قائلة: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا}.
***يقول القُشَيريُّ في إشارته حول هذه الآية الكريمة:
{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} [التوبة: 81]:
(استحوذ عليهم سرورُهم بتخلُّفهم، ولم يعلموا أنَّ ثبورَهم في تأخُّرهم، وما آثروه مِن راحة نفوسهم، على أداء حق الله، والخروج في صُحبة رسول الله؛ فنزع اللهُ الراحةَ بما عاقبهم، وسَيَصْلَوْنَ سعيرًا في الآخرة بما قدّموه مِن نفاقهم، وسوف يَتحسَّرون وَلَاتَ حِين تحسُّر).انتهى كلامه رحمه الله.
***