يكتب الرافعيّ في فلسفة الصيامِ، وفوائده على الإنسانية ككل :
" إنها – والله – طريقةٌ عمليةٌ لرسوخ الخير والحق في النفس، وتطهير الاجتماع من خسائس العقل الماديّ، وردِّ هذه الطبيعة الحيوانية المحكومة في ظاهرها بالقوانين، والمحرّرة من القوانين في باطنها، إلى قانونٍ من باطنها نفسه – يقصد بالقانون هنا ( الصوم ) –
يطهر مشاعرها، ويسمو بإحساسها، ويَصرِفُها إلى معاني إنسانيَّتِها، ويهذب من زياداتها، ويحذف كثيراً من فضولها، حتى يرجع بها إلى نحو من براءة الطفولة، فيجعلها صافية مشرقة بما يحتذب إليها من معاني الخير والصفاء والإشراق،
إذ كان من عمل الفكرة الثابتة في النفس أن تدعو إليها ما يُلائمها ويتصل بطبيعتها من الفِكَرِ الأخرى.
والنفس في هذا الشهرِ مُحتبِسَة في فكرةِ الخير وحدها، فهي تبني بناءها من ذلك ما استطاعت.
من كتاب ( وحي القلم 2 )