التــــــــــــ ـــــقوى
قال القرطبي في التفسير 1/114 : الأصل في التقوى : وَقْوى على وزن فَعْلى فقلبت الواو تاء من وقيته أقيه أي منعته ، ورجل تقي أي خائف ، أصله وقي ، وكذلك تقاه كانت في الأصل وقاه ، وقال أيضا 1/113 : ويقال التقوى أصلها في اللغة قلّة الكلام ، وقال صاحب المعجم الوسيط ص 1052 : ومعناها : الخشية والخوف ، وتقوى الله خشيته وامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، وأصله وَقْيا ، قلبوه للفرق بين الاسم والصفة ، وقيل في معناها : أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه وقاية تقيه منه ، وتقوى العبد لربه : أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من غضبه وسخطه وقاية تقيه من ذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه ، وقال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في دروس وفتاوى في الحرم ص 294 : وإليك أخي الكريم بعض عبارات سلفنا الصالح في توضح معنى التقوى ، قال ابن عباس: المتقون الذين يحذرون من الله وعقوبته ، وقال طلق بن حبيب : التقوى أن تعمل بطاعة الله ، وعلى نور من الله ترجو ثواب ، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله ، وقال ابن مسعود في التقوى : أن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، وأن يشكر فلا يكفر.
أخي الموظف :
إن وصية الله للأولين والآخرين من عباده هي تقواه سبحانه حيث قال (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيّاً حَمِيداً) (النساء:131) ، وهي أيضاً وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم لأمته حيث قال في حجة الوداع [ اتقوا الله ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم ] (الصحيحة للألباني برقم - 131 ، وصحيح الترمذي برقم - 619 ) ، وقال الشيخ محمد العثيمين في دروس وفتاوى في الحرم ص 293 : ولم يزل السلف الصالح يتواصون بها في خطبهم ومكاتباتهم ووصاياهم عند الوفاة : كتب عمر بن الخطاب ابنه عبد الله: أما بعد : فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل ، فإنه من اتقاه وقاه ومن أقرضه جزاه ، ومن شكره زاده ، وأوصى علي بن أبي طالب t رجلاً فقال : أوصيك بتقوى الله عز وجل الذي لابد لك من لقائه ، ولا منتهى لك دونه ، وهو يملك الدنيا والآخرة ، وكتب أحد الصالحين إلى أخ له في الله تعالى : أما بعد: أوصي بتقوى الله الذي هو نجيك في سريرتك ، ورقيبك في علانيتك ، فاجعل الله من بالك على كل حال في ليلك ونهارك ، وخف الله بقدر قربه منك وقدرته عليك واعلم أنك بعينه لا تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره ولا من ملكه إلى ملك غيره ، فليعظم منه حذرك وليكثر وجلك والسلام.
وللتقوى فوائد في الدنيا والآخرة وهذه الفوائد إن نظرنا لها بعين صائبة وجدناها فوائد عظيمة وجليلة ذكرها الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في كتابه دروس وفتاوى في الحــرم ( ص 293 – 300 ) :::
أولاً : الفوائد المترتبة على التقوى في الدنيا:
1- أنها سبب في تيسير أمور الإنسان ، قال تعالى( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) (الطلاق:4)وقال(وَ َدَّقَ بِالْحُسْنَى) (الليل:6)
2- أنها سبب في حماية الإنسان من ضرر الشيطان ، قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) (الأعراف:201)
3- أنها سبب لتفتيح البركات من السماء والأرض ، قال تعالى(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأعراف:96)
4- أنها سبب في توفيق العبد في الفصل بين الحق والباطل ومعرفة كل منهما ، قال تعالـــى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً ) (الأنفال:29)
5- أنها سبب في سعة الرزق والخروج من المآزق ، قال تعالى (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) (الطلاق:2/3)
6- أنها سبب لنيل الولاية فأولياء الله هم المتقون ، قال تعالى (إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (الأنفال:34) ، وقال ( وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) (الجاثـية:19)
7- أنها سبب لعدم الخوف من ضرر وكيد الكافرين ، قال تعالى (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (آل عمران:120)
8-أنها سبب لنزول المدد من السماء عند الشدائد ولقاء الأعداء ، قال تعالى (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (آل عمران:123)
9- أنها سبب لعدم العدوان وإيذاء عباد الله ، قال تعالى ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة:2)
10- أنها سبب في تعظيم شعائر الله ، قال تعالى (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32)
11- أنها سبب في صلاح الأعمال وقبولها ومغفرة الذنوب ، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:70/71)
12- أنها سبب لغض الصوت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً ، قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (الحجرات:3)
13- أنها سبب لنيل محبة الله عز وجل في الدنيا والآخرة ، قال تعالى(بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (آل عمران:76)
14- أنها سبب لنيل العلم وتحصيله ، قال تعالى (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ) (البقرة:282)
15- أنها سبب قوي في منع صاحبها من الزيغ والضلال بعد أن منَّ الله عليه بالهداية ، قال تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام:153)
16- أنها سبب لنيل معية الله الخاصة ، قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (النحل:128)
17- أنها سبب لنيل رحمة الله ،قال تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ) (الأعراف:156)
18- أن العاقبة للمتقين ، قال تعالى ( وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)(طـه : من الآية132)
19- أنها سبب لحصول البشرى ، سواء بالرؤيا الصالحة أو بمحبة الناس له والثناء عليه ، قال تعالى(لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ )(يونس: من الآية64)
20- أنها سبب في حماية النساء من الخضوع بالقول ، قال تعالى (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) (الأحزاب:32)
21- أنها سبب لعم الجور في الوصية ، قال تعالي (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِين َ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ) (البقرة:180)
22- أنها سبب في إعطاء المطلقة متعتها الواجبة لها ، قال تعالى (وَلِلْمُطَلَّق اتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ) (البقرة:241)
23- أنها سبب في عدم ضياع الأجر في الدنيا والآخرة ، قال تعالى ( إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)( يوسف: من الآية90)
24- أنها سبب لحصول الهداية ، قال تعالى (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:2)
ثانياً : الفوائد المترتبة على التقوى في الآخرة:
1- أنها سبب للإكرام عند الله ، قال تعالى ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(الحجرات 13 )
2- أنها سبب للفوز والفلاح ، قال تعالى ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) (النور 52 )
3- أنها سبب للنجاة يوم القيامة من عذاب الله ، قال تعالى ( وَسَيُجَنَّبُهَ ا الْأَتْقَى) (الليـــل:17)
4- أنها سبب لقبول الأعمال ، قال تعالى ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)(ا لمائدة: من الآية27)
5- أنها سبب قوي لأن يرثوا الجنة ، قال تعالى ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً) (مريم:63)
6- إن المتقين لهم في الجنة غرف مبنية من فوقها غرف ، قال تعالى ( لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ) (الزمر:20)
7- أنهم بسبب تقواهم يكونون فوق الذين كفروا يوم القيامة في محشرهم ومنشرهم ومسيرهم ومأواهم فاستقروا في الدرجات في أعلى عليين ، قال تعالى ( زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (البقرة:212)
8- أنها سبب في دخولهم الجنة ، قال تعالى ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:133)
9- أنها سبب للتكفير من السيئات والعفو عن الزلات ، قال تعالى ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً)(الطلاق5 )
10- أنها سبب لنيل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، قال تعالى( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ) (النــــــــحل:31 )
11- أنها سبب لعدم الخوف والحزن وعدم المساس بالسوء يوم القيامة ، قال تعالى )أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) (يونس:63/62)
12- أنهم يحشرون إلى الله وفدا ، قال تعالى ( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً) (مريم:85)
13- إن الجنة تقرب لهم ، قال تعالى ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) (الشـعراء:90).
14- إن تقواهم سبب في عدم مساواتهم بالفجار والكفار ، قال تعالى ( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِين َ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّـــــ ــارِ) (صّ:28)
15- إن كل صحبة وصداقة لغير الله فإنها تنقلب يوم القيامة إلى عداوة إلا صحبة المتقين ، قال تعالى ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) (الزخـرف:67)
16- إن لهم مقام أمين وجنات وعيون 0((00ألخ ، قال تعالى )إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (الدخان:52/51)
17- إن لهم مقعد صدق عند مليك مقتدر ، قال تعالى ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (القمر:54/55)
18- إن التقوى سبب في ورود الأنهار المختلفة في الجنة ، قال تعالى ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ)(محمد: من الآية15)
19- أنها سبب للسير تحت أشجار الجنة والتنعم بظلالها ، قال تعالى (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (المرسلات:41/42/43) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ] رواه البخاري برقم 4881
20- إن لهم البشرى في الآخرة بألا يحزنهم الفزع الأكبر وتلقي الملائكة لهم ، قال تعالى (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُم ُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (الأنبياء:103) وقوله تعالى (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (يونس:62)
21- أن المتقين لهم نعم الدار ، قال تعالى ( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ) (النـــــــــــ حل:30)
22-أن المتقين تضاعف أجورهم وحسناتهم ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحديد:28) والكفلين أي الأجرين.