قال الألباني في تمام المنة في التعليق على فقه السنة :
هذه الدراسة على أخطاء كثيرة بعضها مهمة جدا ما كنت أتصور وجودها فيه ولذلك فإني رأيت أنه لا بد من بيانها وقد وفق الله لذلك وله الحمد والمنة .
ولعل من الفائدة أن أشير إلى نوع تلك الأخطاء بصورة مجملة ليأخذ القارئ عنها فكرة عامة فتتبين له أهمية هذا التعليق فأقول :
يمكن حصر هذه الأخطاء على وجه التقريب فيما يلي :
1 - أحاديث كثيرة سكت المؤلف عليها وهي ضعيفة .
2 - أحاديث أخرى قواها وهي عند التحقيق واهية .
3 - أحاديث ضعفها وهي صحيحة أو لها أسانيد أخرى صحيحة .
4 - أحاديث ينسبها لغير " الصحيحين " وهي فيهما أو في أحدهما .
5 - أحاديث يعزوها لأحد " الصحيحين " وغيرها ولا أصل لها فيهما .
6 - أحاديث يوردها ولا وجود لها في شئ من كتب السنة .
7 - سوق الحديث من طريق صحابي يسميه برواية جماعة من المحدثين وهو عند بعضهم عن صحابي آخر أو أكثر .
8 - عزوه الحديث لمخرجه ساكتا عليه مع أن مخرجه الذي نسبه إليه عقبه بما يقدح في صحته .
9 - عدم تتبعه أدلة المسائل فكثيرا ما يسوق المسائل دون دليل يؤيدها وأحيانا يحتج لها بالقياس مع أنه يوجد فيها حديث صحيح وتارة يستدل بالعموم وفيها دليل خاص .
10-عدم استقصائه مسائل الفصل مثل " الأغسال المستحبة " ونحوها .
11 - إيراده في المسالة الواحدة أقوالا متعارضة دون أن يرجح إحداها على الأخرى .
12 - اضطراب رأيه في بعض المسائل في المكان الواحد فيختار في أول البحث ما ينقضه في خاتمته .
13 - ترجيحه من الأقوال والآراء المتعارضة ما لا يستحق الترجيح لضعف
دليله وقوة دليل مخالفه .
14 - مخالفته الحديث الصحيح الذي لا معارض له من الحديث في غير ما مسألة .
وهذا النوع الأخير من أنكر ما وقع للمؤلف فإنه لا يتفق في شئ مع توجيه المؤلف في الكتاب الناس إلى الأخذ بالسنة ولاسيما إذا عرفت أن عذره في المخالفة المشار إليها هو عدم أخذ الجمهور بالحديث في بعض المسائل أو عدم علمه بمن عمل به في مسألة أخرى وهذه هي شبهة المقلدين في رد السنن ومحاربتها ...الخ كلامه رحمه الله .