حقيقة دراكولا أو فلاد الوالاخي
أمـير الفـلاخ (دره قـول) الشيطان وإجرامه مع المسلمين

لم يعرف التاريخ حاكما أشد قسوة من دراكولا هذا الرجل الذي أثار اشمئزاز كل الذين عاصروه لوحشيته غير الطبيعية التي أثارت ذهول كل الذين عاصروه أو قرأوا تاريخه وكثيرون منا لايعرفون هذا الاسم الدموي الا من خلال الافلام السينمائية الغربية والتي صورت لنا هذه الشخصية بصورة مختلفة جدا عن الواقع فالواقع كان اصعب بكثير فدرة قول او الشيطان كما يلقبونه كان يحكم رومانيا أيام الخلافة العثمانية وله عدة أسماء أشهرها في تاريخنا الحديث اسم دراكـولا...

من أين جاءت تلك الألقاب ومن أبدعها يقول المؤرخ شتيفان أندريييسكو:
غالبا ما صنعت الألقاب في الديوان الأميري .. ولكن كان لعامة الناس أيضا دورهم في تلقيب الأمراء وأفضل مثال على ذلك الأمير فلاد الملقب تسيبيش وهذا اللقب منشق من كلمة تسيابا التي تعني بالرومانية خـازوق .. وقد أطلقه عليه الناس بعد انتشار أسلوب الإعدام بواسطة الخـازوق في عهده .. وفي سنة 1433 اعترف فلاد امير الفلاخ الملقب دره قول اي الشيطان بسيادة الباب العالي عليه تخلصاً من الحرب التي كان يشك في وخامة عاقبتها عليه لاكن لم يكن هذا الخضوع الاظاهرياً فانه ما لبث ان ثار هو وامير الصرب بناء علي تحريض ملك المجر لهما فحاربهما السلطان وقهرهما ثم ثار الي بلاد المجر وخرب كثيراً من بلدانها وعاد منها في سنة 1438 بسبعين الف اسير ...

وهكذا كان هذا الامير السفاح مثالاً للخيانة والدموية وخاصة ضد المسلمين برغم فضل الخلافة العثمانية عليه الا ان هولاء لاعهد ولا خلاق لهم وكثيراً ما كان يهاجم القوفل والتجار المسلمين ..

جهز السلطان جيشاً لمحاربة امير الفلاخ المدعو فلاد درقول اي الشيطان لمعاقبته علي ما ارتكبه من الفظائع مع اهالي بلاده والتعدي علي تجار العثمانيين النازلين بها فلما قرب منها ارسل اليه هذا الامير وفداً يعرض علي السلطان دفع جزية سنوية قدرها عشرة الاف دوكا بشرط ان يصادق علي الشروط الواردة بالمعاهدة التي ابرمت سنة 1393 بين امير الفلاخ اذك وبين السلطان بايزيد فقبل السلطان محمد الثاني هذا الاقتراح وعاد بجيوشه ولم يقصد امير الفلاخ بهذه المعاهدة الاالتمكن من الاتحاد مع ملك المجر ومحاربة العثمانيين فلما علم السلطان باتحادهما ارسل اليه مندوبين يسألانه عن الحقيقة فقبض عليهما وقتلهما بوضعهما علي عامود محدد من الخشب خـازوق.

واغاربعدها علي بلاد بلغاريا التابعة للدولة العلية وعثا فيها الفساد ورجع بخمسة وعشرين الف اسير فأرسل اليه السلطان يدعوه الي الطاعة واخلاء سبيل الاسري فلما مثل الرسل امامه امرهم برفع عمائمهم لتعظيمه وعند إبائهم طلبه لمخالفته لعوائدهم امر هذا الظالم بان تسمر عمائمهم علي رؤسهم بمسامير من حديد فلما وصلت هذه الاخبار الي السلطان محمد استشاط غضباً وسار علي الفور بمائة وخمسين الف مقاتل لمحاربة هذا الشقي الظلوم فوصل في اقرب وقت الي مدينة بخارست عاصمة الاميربعد ان هزمه وفرق جيوشه لاكنه لم يتمكن من القبض عليه لمجازاته علي ما اقترفه من المظالم والمآسم لهروبه والتجائه الي ملك المجر فنادي السلطان بعزله ونصب مكانه اخاه راوول لثقته به وبهذا ضُمت بلاد الفلاخ الي الدولة العلية ويقال ان عند وصول السلطان الي ضواحي بخارست وجد حول المدينة جثث الاسري الذين اتي بهم امير الفلاخ من بلاد بلغارياوقتلهم عن آخرهم بما فيهم الاطفال والنساء وكان عددهم جميعاً عشرين ألفاً ..

وهكذا قضت الخلافة العثمانية علي ذالك الشيطان المدعوا داركولا او المخوزق.

المصادر
ألقاب الأمراء الرومانيين / موقع صوت رومانيا العالمي / 2/3/2009
تاريخ الدولة العلية العثمانية / محمد فريد بك المحامي / صفحة 155 - 169 -170/ طـ دار النفائس بيروت 1981 م