السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،
خاطِر:
مِنَ العَجيبِ أن تسألَ اللهَ العونَ فيمُنُّ بهِ عليكَ وِمِن ثمَّ ينصَرِفُ ثناؤُكَ وشُكرُكَ إلى نفسِكَ عُجبًا بمَا حقّقَتْ!
{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ . وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ} [إبراهيم:7-8]، وأعجَبُ مِن ذلِكَ أن يكونَ مَدخلُ الشّيطانِ ليوقِعَكِ في العُجْبِ إيهامُهُ إيَاكَ بالوَرَعِ في نفسِكَ والوَجَلِ إذْ تقولُ لمّا ترَى فضلَ اللهِ وعَونَهُ -الّذي سألتَ-: لا ليسَ استجابةً لدُعائِي، منْ أنا حتَّى يستجِيبَ اللهُ لِي!
تستبعدُ إجابَةَ الدُّعاءِ، وتَناسَى أنَّكَ بذلِكَ تُسيءُ الظّنَّ بربِّكَ...
يُلبّسُ عليكَ إبليسُ ويُبعِدُكَ ومِن ثمَّ تقعُ فيما هوَ أخطرُ!
ظُنَّ خيرًا واجنِ خيرًا يا عبدَ اللهِ، وإيّاكَ أن تظُنَّ شرًّا فتُعامَلَ بِهِ... واللهُ قديرٌ!
هل هُناكَ حلقةٌ ناقِصة؟ أشعرُ بها لكن أريدُ أن أعلمَ ما هي...
......
لو لَم تتّضح:
هذا الإنسانُ يدعُو اللهَ ويعلمُ أنّهُ مُجيبٌ قريبٌ، لكن حينَ يرَى تحقُّقَ ما أرادَ، وينظُرُ في حالِهِ يشعرُ وكأنَّ
اللهَ لا يُمكِنُ أن يكونَ أجابَ دُعاهُ!
ويشرعُ في طردِ هذهِ الفكرةِ -أن يكونَ اللهُ قد استجابَ لهُ هوَ!- دونَما اتّخاذٍ لخطوةٍ إيجابيّةٍ كأن يُحاسِبَها، ويحْمَدَ اللهَ،
ولا يلبَثُ إلّا أن ينسَى الأمرَ ويرفُلُ في نِعَمِ اللهِ حتّى يدخُلَ العُجبُ إلى نفسِهِ لمّا يرَى إنجازاتِهِ.
ويكونُ مدخلُ العُجْبِ طردُ العُجب!!
ما مدَى صحّةِ التّفسير؟
جزاكُنّ اللهُ خيرًا.