(الواتس أب )
| صمت الملامح و سكون الجوارح| !!


برنامج ككل البرامج التقنية .. له إيجاب وسلبية ..


وغالبا ما يسلك الفرد منا هو الجانب ( الضدي ) أي : ضد مصلحته دينيا و دنيويا - إلا من رحم الله - .


( برنامج تبادل الرسائل ) صار في متناول كل صغير و شاب بل حتى الكهل - وهو من تجاوز عمره الثلاثين إلى الستين- .


فعلى هذا .. سادت الطبيعة الإلكترونية على تضاريس كل بيت .
فهنا : ( آي فون ) ..
وهنا : ( آي باد ) ..
وهناك مع الطفل ( آي بود ) !
وبحكم أن التقنية جاذبة .. تجد كل فرد قد انشغل بجهازه أيا كان ..
فالقلب و العينان ، و الثغر ، والأصبع مشغولون جدا ..
قراءة ، ثم تدبر ، فكتابة و إرسال .
والكل على هذه الحال.
أقصد من ( الكل ) ؛
الأب و الأم ..
الزوج والزوجة ..
والأبناء .. !!


•••••••••• •••••••••• ••••
صور ذات مغزى للبيب :


• الصورة الأولى :
الزمان : الاجتماع العائلي - اليومي أوالأسبوعي- ..
المكان : غرفة المعيشة .
الحال : الأب أجّل أعماله الضرورية لفرحته باجتماع أبنائه والابتسامة تعلو وجهه، منتظرا ( السواليف ) مع ثمرة فؤاده !
الأم : اجتهدت في تحضير ما لذ و طاب من مآكل و مشارب ، فاليوم مميز ، اجتمع أحبابها .
أما الأبناء .. فمنهم من ألصق الجهاز في وجهه ! ومنهم من يستجيب لكل ( رنة واتسبية ) فيبادر لقراءتها والتمتع بها !
وأفضلهم حالا ! من يضع جهازه على وضع ( الصامت ) وكل دقيقتين يطمئن على ( قروبه الخاص ) ..
أما حال الأب و الأم فلك أن تتخيل حالهما .
( الانشغال عنهما أدى إلى انكسار قلبيهما ، فأورث فتورا في العلاقة الأسرية )




الصورة الثانية ؛
وقت احتساء القهوة و تبادل المشاعر الدافئة بين الزوجين ..
رائحة القهوة تنعش المكان ، والزوجان بجانب بعضهما قالبا ، أما الحال فبعيد عن الشاعرية والتمازج .
فكل منهما في عالمه الخاص ، هو مع زملائه و وهي مع زميلاتها ، صامتة و تبتسم ! فقط تسأله إن أراد المزيد من القهوة !!
( مشاعر باردة أورثت ثقبا في العشرة )
وأترك لكم تبعات ذلك .


الصورة الثالثة :
طفلهما في الجانب الأقصى من ( الصالة ) معه جهازه المحبب .
يلاحظون تغير عينيه ، فلا يعبؤون بذلك .
الابن الصغير ذو القلب الغض يرى ما يستثير عقله فيبحث عنه !! فيكون وبالا على دينه وأخلاقه ..


( غش الرعية ) !!


هذه ثلاثة صور من فيض عظيم من الصور الحياتية ..
تجسدت فيها : ( صمت الملامح ، و سكون الجوارح ) .
• ففي الصورة الأولى كان الأبناء ( صامتو الملامح ) فلا يدركون ما يقوله لهم الوالدان من ( مواضيع ) و( ساكنو الجوارح ) فلم يستفهموا عن ماذا يأمر الوالدان .
• والصورة الثانية ؛
الزوجان لعبوا هذا الدور ، فالكل صامت لاهٍ في قوقعته الخاصة ! ساكن فلا تنبعث من أحدهما ( فوّاحة ) الشاعرية ، و حميمية الدفء !
• والصورة الثالثة :
الصغير وصل لمدارك أكبر من ذهنه ،
وتّرت نفسه و سرقت لبه بالتفكير ..
والوالدان !!!! يكفي في حقهما ( غش الرعية ) !!
فـ ( الواتس أب ) سلاح ذو حدين ..
فلنشهر الإيجابية ، ونغمِد السلبية ..


بقلم ؛ عائشة بنت ناصر الكليب ( المهداج)