المشورة من كتاب العقد الفريد
سئل بعض الحكماء : أي الأمور أشد تأييداً للفتى وأيتها أشد إضراراً به فقال : أشدها تأييداً له ثلاثة : مشاورة العلماء وتجربة الأمور وحسن التثبت .
وأشدها إضراراً به ثلاثة أشياء : الاستبداد والتهاون والعجلة .
وأشار حكيم على حكيم برأي فقبله منه .
فقال له : لقد قلت بما يقول به الناصح الشفيق الذي يخلط حلو كلامه بمره وسهله بوعره ويحرك الإشفاق منه ما هو ساكن من غيره .
وقد وعيت النصح وقبلته إذ كان مصدره من عند من لا يشك في مودته وصفاء غيبه ونصح جيبه وما وكان عبد الله بن وهب الراسي يقول : إياكم والرأي الفطير .
وكان يستعيذ بالله من الرأي الدبري .
وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : رأي الشيخ خير من مشهد الغلام .
وأوصى ابن هبيرة ولده فقال : لا تكن أول مشير وإياك والهوى والرأي الفطير ولا تشيرن على مستبد ولا على وغد ولا على متلون ولا لجوج وخف الله في موافقة هوى المستشير .