بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مَن وقف على هذا اللفظ في "مسند أحمد":
«أنَّ النبـي كان إذا صلَّـى ركعتيـن رفع يديه يدعو يُقَنِّع بهمـا وجهه» ؟
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مَن وقف على هذا اللفظ في "مسند أحمد":
«أنَّ النبـي كان إذا صلَّـى ركعتيـن رفع يديه يدعو يُقَنِّع بهمـا وجهه» ؟
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ، رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ يَدْعُو هَكَذَا وَأَشَارَ بِبَاطِنِ كَفَّيْهِ نَحْوَ وَجْهِهِ.
جزاكم الله خيرا أخي العزيز أبا محمد على حرصكم
الحديث باللفظ الذي أوردته، نسبه الشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد في "حراسة الفضيلة" ص30، ط6، إلى "مسند أحمد"
ولم أقف عليه في "المسند"، أو عند أحد من أصحاب التخاريج
ووقع عند أحمد والترمذي "مقنع بكفيه يدعو" وتفسير "مقنع" كما عند أبي داود: "رافعا يديه قِبَل وجهه" وعند أحمد "رافعا كفيه لا يجاوز بهما رأسه مقبل بباطن كفيه إلى وجهه" ... "قِبَل وجهه" = "إلى وجهه"
وسياق الحديث في الاستسقاء
أما اللفظ الذي حكاه الشيخ بكر، ففيه عموم ومداومة
والشيخ يريد أن يستدل بهذا اللفظ على أن معنى "يقنِّع" = يعني: يستر
وليس هذا المراد في الحديث كما سبق، إلا بشيء من التكلف
والله أعلم وجزاكم خيرا
قال في لسان العرب
والقِناعُ: أَوْسَعُ من المِقْنعةِ، وقد تَقَنَّعَتْ به وقَنَّعَتْ
رأْسَها. وقَنَّعْتُها: أَلبستها القِناعَ فتَقنَّعَتْ به؛ قال عنترة:
إِنْ تُغْدفي دُوني القِناعَ، فإِنَّني
طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِمِ
والقِناعُ والمِقْنَعةُ: ما تتَقَنَّعُ به المرأَةُ من ثوب تُغَطِّي
رأْسَها ومحاسِنَها. وأَلقى عن وجْهه قِناعَ الحياءِ، على المثل. وقَنَّعه
الشيبُ خِمارَه إِذا علاه الشيبُ؛ وقال الأَعشى:
وقَنَّعَه الشيبُ منه خِمارا
أخي أبا محمد
هل "مقنع بكفيه يدعو" معنـاه: يستر وجهه بكفيه حال الدعاء ؟
اذارفعها مقابل وجهه فهي كالقناع تستر وجهه عن الاخرين ولذا يقال كشف القناع وكشف النقاب والله اعلم
أنا أقف عند حد الحديث "قِبَل وجهه"
أما الستر أو التغطية
فقد يَفهَم منه البعض إلصاق الكف بالوجه
وهذا يفتقر إلى دليل إضافي
ويبدو أن الشيخ بكر وفقه الله قد أثبت الحديث بالمعنى، وأقرب ما وقفت عليه، ما ذُكِر في "المسند": (الصلاة مثنى مثنى، تشهَّد في كل ركعتين، وتضرَّع، وتخشَّع، وتمسْكَن، ثم تُقَنِّع يديك - يقول: ترفعهما - إلى ربك مستقبلا ببطونهما وجهك ...).
وفي "اللسان": (أَقْنَعَ الرجلُ بيديه في القُنوتِ: مدّهما، واسْتَرْحَم رَبَّه مستقبِلاً ببطونهما وجهَه ليدعو. وفي الحديث: "تُقْنِعُ يديك في الدعاء" أَي: ترفعهُما. وأَقْنَعَ يديه في الصلاة: إِذا رفعَهما في القنوت).اهـ