اختلف أهل العلم في عدد مرات شق صدره صلى الله عليه وسلم، فمنهم من قال شق مرة واحدة وهو مسترضع في بني بكر بن سعد، قاله القاضي عياض، ومنهم من قال شق مرتين وزاد وقت الإسراء، قاله السهيلي في الروضة والذهبي في تاريخه، ومنهم من قال ثلاث مرات وزاد وهو في غار حراء كما عند الحارث بن أبي أسامة في مسنده (917) وأبي نعيم في دلائل النبوة (159) .
ومنهم من قال أربع مرات وزاد وهو عنده عشر سنوات كما عند أبي نعيم في الدلائل (161)، ومنهم من قال خمس مرات وقال ابن حجر :لم يثبت .
قلت : والراجح والله أعلم أنه شق صدره مرتين فقط : الأولى :وهو مسترضع عند بني سعد، حديث حسن : أخرجه أحمد (17648)، والدارمي (13)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/222) :( رواه أحمد والطبراني، ولم يسق المتن، وإسناد أحمد حسن )، وحسنه الألباني في الصحيحة (1/372) .
، والثانية وقت الإسراء والمعراج، كما عند البخاري من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه- وهذا ما رجحه الذهبي والسهيلي وابن دحية في معراجه وابن المنير وابن حجر و القرطبي أبو العباس في المفهم .
أما الحديث الذي ذكر فيه الشق وهو ابن عشر سنين فهو ضعيف معلول بتفرد معاذ بن محمد وتفرد بذكر السن الذي شق فيه عن قلبه. قاله أبو نعيم الأصبهاني عقب ذكره للحديث .
وقال ابن المديني فى العلل فى مسند أُبي بن كعب في حديث (أول ما رأى النبي من النبوة ) قال رواه مالك بن محمد بن معاذ بن محمد بن أُبي عن أبيه عن جده، وإسناده مجهول كله، ولا نعرف محمدًا ولا أباه ولا جده ( ( تهذيب التهذيب (10/193) .))
قلت : ولم يوثقه غير ابن حبان .
أما الحديث الذي ذكر فيه الشق وهو في غار حراء ففيه : داود بن المحبر وهو متروك، قال ابن المديني وأبو حاتم : ذاهب الحديث، وقال الدارقطني متروك الحديث . تهذيب التهذيب(2/130)
قلت : وفيه يزيد بن بانبوس، قال عنه ابن حجر : مقبول أي : يصلح في الشواهد والمتابعات والأمر هنا ليس كذلك .
ـ أما واجب المسلم تجاه ما ثبت فى شق صدره - صلى الله عليه وسلم -
قال الحافظ ( وجميع ما ورد من شق الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك ) .