التصنيفُ والتأليفُ بين الحقيقةِ والتزيفِ..!
"وَإِنَّمَا التصنيف الَّذِي يسْتَحق أَن يُقَال لَهُ تصنيفٌ ، والتأليف الَّذِي يَنْبَغِي لأهل الْعلم ، الَّذين أَخذ الله عَلَيْهِم بَيَانه ، وَأقَام لَهُم على وُجُوبه عَلَيْهِم برهانه ؛ هُوَ أَن ينصرُوا فِيهِ الْحق ، ويخذلوا بِهِ الْبَاطِل، ويهدموا بحججه أَرْكَان الْبدع ، ويقطعوا بِهِ حبائل التعصب ، ويوضحوا فِيهِ للنَّاس مَا نزل إِلَيْهِم من الْبَينَات وَالْهدى ، ويبالغوا فِي إرشاد الْعباد إِلَى الْإِنْصَاف ، ويحببوا إِلَى قُلُوبهم الْعَمَل بِالْكتاب السّنة ، وينفروهم من اتِّبَاع مَحْض الرَّأْي ، وزائف الْمقَال ، وكاسد الِاجْتِهَاد ، وَلَا يمنعهُم من ذَلِك ؛ مَا يخيله لَهُم الشَّيْطَان ويسوله ، من أَن هَذَا التصنيف لَا ينْفق عِنْد المقلدة ، أَو يكون سَببا لجلب فتْنَةٍ ، أَو نزُول مضرَّةٍ ، أَو ذهَاب جاهٍ أَو مَالٍ أَو رئاسةٍ ؛ فَإِن الله نَاصِر دينه ، ومتمم نوره ، وحافظ شَرعه ، ومؤيد من يُؤَيّدهُ ، وجاعل لأله الْحق ، ودعاة الشَّرْع ، والقائمين بِالْحجَّةِ ؛ سُلْطَاناً وأنصاراً ، وأتباعاً ، وَإِن كَانُوا فِي أَرضٍ ، قد انغمس أَهلهَا فِي موجات الْبدع ، وتكسعوا فِي متراكم الضلال" . "أدب الطلب"(ص :106) .