إلى الأديب المجاهد قتيبة الدومي

***
بيتك ما قصف ما انهد..
بل عظم عليه أن يتماسك وقد نشرت فيه العز ، فذاقت أحجاره لذة الحياة...
فتهاوى شوقا ليختلط بترابك الذي أجريت على تقاسيمه كل جسارة وتضحية ،
وغيّبت فيه قطعا من جسدك ، كانت يوما بسامتك وفرحك وابتهاجك..

قتيبة:
حين سقطت قواعد بيتك ، قامت هنا ، هنا في قلبي ،
أنت الآن تلتحف بنبضي ، وتنام آمنا في جفوني..
فلا تبتئس!
البيت قرار ، فكيف تقر وهمتك سماء متطاولة تحرق جسدك ،
وتقتل كل نوم يقترب من عينيك ، وتزلزل كل ساكن تحت قدميك ،
الصقر تميته المحابس ، ويقضي عليه العيش الخفيض..!

قتيبة :
الحجر ليس مثوى لك وأنت أنوف أبي لا تنبض روحك إلا تحت الرصاص
ولا تنتشر ابتسامتك إلا حين ترى أنهار الدم ، إنه قبض وفناء..
إنه ليس لك ، إنه للجبان الذين يتصاغر خلف قضبان الخبز ويتحاقر تحت سياط النعيم ،
تقتله قطرة شرف ، وتنفض روحه همسة علو ، همه حياة طويلة طويلة ولو تحت مواطئ الذل والصغار..

قتيبة:
انخفض بيتك..لترتفع بيوت وبيوت على جبين الأرض المسلمة...
حجارتها من عرقك وعصبك..وسقفها من جهادك وقدرتك وبأسك..
فكل من سكن فيها وتحرك ، سُكب ذلك في ميزانك حياة وجنة ومثوبة..!
أخوك المقصر : حسين العفنان