السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال الثالث: من أخرج العمل عن مسمى الإيمان ،لكن قالو : العمل ثمرة، وليس من مسمى الإيمان ، هل الخلاف بيننا حقيقي؟
الجواب :
الخلاف بيننا وبين مرجهة الفقهاء حقيقي، وليس لفظيا ولاصوريا ولا شكليا .
ومن حيث التنظير لا من حيث الواقع الفرق بيننا وبينهم :أنه عندهم يتصور أن يعتقد أحد الاعتقاد الحق الصحيح،ويقول كلمة التوحيد ينطق بها ويترك جنس العمل، يعني لا يعمل عملا أبدا امتثالا لأمر الشرع ،ولايترك منهيا امتثالا لأمر الشرع،هذا عندهم مسلم مؤمن ولم يعمل البتة،وعندنا ليس بمسلم ولابمؤمن حتى يكون عنده جنس العمل ،ومعنى جنس العمل أن يكون ممتثلا لأمر من أوامر الله طاعة لله جل وعلا،منتهيا عن بعض نواهي الله، طاعة لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم أهل السنة اختلفوا : هل الصلاة مثل غيرها ؟ أم أن الصلاة أمرها يختلف ،وهي المسألة المعروفة بتكفير تارك الصلاة تهاوناوكسلا،هذه اختلف فيها أهل السنة كما هو معروف، واختلافهم فيها ليس اختلافا في اشتراط العمل.
فمن قال : يكفر بترك الصلاة تهاونا وكسلا يقول : العمل الذي يجب هنا هو الصلاة ، لأنه إن ترك الصلاة فإنه لا إيمان له.
والأخر من أهل السنة الذين يقولون : لا يكفر تارك الصلاة كسلا وتهاونا ،يقولون : لابد من جنس عمل لابد أن يأتي بالزكاة ممتثلا،بالصيام ممتثلا،بالحج ممتثلا يعني واحد منها ،أن يأتي طاعة من الطاعات ممتثلا حتى يكون عنده بعض العمل أصل العمل ،لأنه لايسمى إيمان حتى يكون ثم عمل.
لأن حقيقة الإيمان راجعة إلى هذه الثلاث النصوص:القول والعمل والاعتقاد،فمن قال :حقيقة الإيمان يخرج منها العمل ، فإنه ترك دلالة النصوص.
فإذن الفرق بيننا وبينهم حقيقي وليس شكليا أو صوريا.
هل هذا في الواقع مطبق متصور أم غير متصور؟
هنا هو الذي يشكل على بعض الناس ، يرى أنه لا يتصور أن يكون مؤمنا يقول كلمة التوحيد ويعتقد الاعتقاد الحق ولا يعمل خيرا قط،يعني لا ياتي امتثالا لأمر الله ، ولا ينتهي عن محرم امتثالا لأمر الله، يقولون: إن هذا غير متصور،ولما كان أنه غير متصور في الواقع عندهم صار الخلاف شكليا،كما ظنوه،لكن هذا ليس بصحيح، لأننا ننظر إليها لا من جهة الواقع ننظر إليها من جهة دلالة النصوص، فالنصوص دلت على أن العمل أحد أركان الإيمان،فإذا كانت على ذلك فوجب جعله ركنا،فمن خالف فيكون مخالفا خلافا أصليا ،وليس صوريا ولا شكليا خلافا جوهريا،هل يتمثل هذا في الواقع أولا يتمثل ؟ هذه المسألة الله جل وعلا هو الذي يتولى عباده فيها, لأن العباد قد يفوتهم أشياء من حيث معرفة جميع الخلق،وأعمال الناس وما أتوه وماتركوه،والله أعلم
المصدر: أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر
الصفحة-90-93
قال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ :
( العلم لا يعدله شيء إذا صلحت النيَّة . قيل : وما صلاح النيَّة ؟ قال :
أن ينوي به رفع الجهل عن نفسه وعن غيره ) .
وفق الله الجميع للخير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.