[1]-كما في: (ص:9/50/ رقم: 140) وما بعدها.
[2]-أعني قولي:
هَلْ تَرَى مَنْ مُنْشِدٍ أَوْ: مِنْ مُسَائِلْ * طالِباً عِلْماً بِقَوْلٍ أَوْ: بـِــقَائِلْ
مــِنْ عُلُومٍ نـافِــعَاتٍ طَلـْعُهَا مـــا * يُجْتَنَـى مِنْ وَارِثٍ عِلْمَ الأَوَائِلْ
مِنْ رَسُـــولِ اللهِ وَالصَّحْبِ الكِرَامِ * تابِعِيهِمْ بَعْدَ هُـمْ خَيــر الْفَصَائِلْ
نُـورُ مِشْـكاةٍ لهَ ُالشـيخُ الأَمِيـنُ * شَيْخُنَا أَنـْــتُم لَها تِلْكَ الشَّمــائلْ
نَصْرُكُمْ َنهْجَ الهُدى قَولاً وَفِعـلاً * قَدْ حَمَيْتُمْ ذَا الحِمَى مِنْ كُلِّ صائِلْ
ذِي سُيُـوفُ الحَقِّ يا شَـيْخُ حقــاًّ * قَـدْ أَخَذْتُمْ مِـنْ عُرَاهَا بِالْحَمَـائِلْ
رَدَّ كَيْـدَ الكَفْــرِ وَالـرُّويبِضـَ اتِ * فـي نُحــُورٍ ثُمـَّ أَرْدَى كُــلَّ مَائلْ
حِرْمَةُ للسّـُــولِ إلا فِـي عُـلــومٍ * قَــدْ أَبَــاحَ اللهُ مِـنْ هَـاذِ المَسـائِلْ
اسْتَجِيزُ الشـيخ إسْنَـاداً وَ مَتـْناً * يُـورِدُ الأَخْبَارَ مَوْصـُولَ الوَصَائلْ
لِـي وَللأَزْوَاجِ وَالأَبْنـَـاء-فَضْـلاَ- * إِنْ تَجُودُوا بِالنَّدَى أَهْلَ الفَضَائلْ
وَالدُّعَـا مِنْكُــمْ بِالْغَـيْبِ مطـمـع *ذِاكَ-نَرْجُو-مِنْ جَلـيلاتِ الْوَسَـائِلْ
زَادَكُـمْ رَبُّ البَــرَايا كــُلَّ خَـيْر *وَ اصْـطـَفَاُكْمْ لِلِتُّقـَى بَيْـنَ القـلائلْ
ثُمَّ ِفي الأُخْرَى هَدَاكُمْ للسَّعَادَهْ *فِي نَعِيـمٍ مِنْ جنَـانٍ غَــير زَائِلْ
نظمه المحبوس ظلماً وعدواناً وإرضاءً لأسيادهم الصليبيين-رضي الله عن غيرهم
فأجابني فضيلة شيخنا أبي أويس قائلاً:
(الإجازة).
يَا أخي يا مستجيزي في الهدى * لسْتَ مِنِِّي حَاوياً غُرَّ الرسائلْ
كنتَ مـن قبْلُ أُجِزْتُم مــن أخٍ * هُـو يَرْجُـوهـا تَفِي خَيْرَ عَوَائِلْ
أنت مني-يا أخَى الأوْفَى- مُجازْ * سُنــــةً قـد سَنَّهَا خيرُالأوائلْ
فتَـقبَّلـْـها تنَــلْ يُمْــنَ الــــذي* خطَّـها يـرجو بِهـا كلـَّ الفَضَائلْ
تــحتوي من بركاتِ القومِ مَــا* تجـــدَنْ مِـثـلاً لـه مـن كلِّ قائلْ
مـن أســــانيد تَراها شمِلــتْ * غُـرَرَ الأسْما على الحُسْنَى دلائلْ
فتوسَّـــل بهُــــداها إنــــهــا * تَنْتَهي للوَحـي من أدْنى الوَسائلْ
صَلِّ يــــا ربّ على غايتهــــا * مُنتهـى الآمـــالِ دَفـعـاً للغَـوائلْ
أكثرنْ منــــها ففــيهـا فــرَجٌ* مـن كُرُوبٍ أذْهلتْ عقـلَ المسائلْ
وترقب مِنْ إلهــي لطــــفَــــهُ* ــاملاً يُطْــوَى بـه شَـرُّ البـدائلْ
واعتصـم بــاللهِ تَــظْفَرْ بالنَّجـ*ـاة دَواماً سَالِماً من كلِّ صَائِــلْ
جَرَّبَ النَّاسُ حَديــثَ المصطفى*بِجميـل القَصْـدِ مَـحْواً للـرذائِلْ
ثُـــمَّ عـادُوا في سلامٍ شَــــامِلٍ*رائ ـقٍ أنْسَاهُـــمُ شُؤْمَ الفَعَائِلْ
فاتلُ الوحي الله صبحــاً ومَســـا * وتــدبّره كثيــراً في الأصائلْ
تلِجنْ لـــــيلاً ذكيّاً نَفْـــــحُـهُ* بِنَسيمِ الذكـر من عطْـرِ الخمائلْ
هـذهِ ذِكرَى لِــحُبِّـي عـمَــرٍ * مـــن أحبائـي وإِخْوانـي القـلاَئلْ
فيها تـــأكيد لمــا يطـــلبُـه * (لبنيه) مُرْتـــجى طِيبِ الشمائــلْ
قد أجـــزت (الأهل) بدءً علناً* و خـــتـاماً كل مـا عنـديَّ طـائلْ.
[3]-قال الشهرستاني (الملل والنحل) (1\206): ("وإنما سموا أصحاب الحديث"؛ لأن عنايتهم بتحصيل الأحاديث، ونقل الأخبار، وبناء الأحكام على النصوص، ولا يرجعون إلى القياس الجلي والخفي ما وجدوا خبراً أو: أثراً).
وقال اللالكائي في (شرح أصول الاعتقاد) (1\22\24): (فمن اقتصر على هذه الآثار كان من المتبعين، وكان أولاهم بهذا الاسم، وأحقَّهم بهذا الوسم، وأخصَّهم بهذا الرسم: "أصحاب الحديث"...).
[4]-الجهبد بكسر الجيم والباء وسكون الهاء: النقاد الخبير العالم. وأهل اللغة يقولون: الجهبذ، والفِهرِسْ والزِّبْرِج بالكسر. ومرادهم بالكسر إذا أطلق: كسر الأول والثالث وسكون الثاني، لأنه إذا كسر الأول امتنع ضم الثالث، لأنه وزن مهمل، وامنتع أيضاً فتحه إلا في درهم وألفاظ محصورة.
قال العلامة محمد الكردودي:
وربَّما أُطْلِق لفظُ الكسْْر*والضم والفتح بغير حصْرِ
وهي لأول كذا الثالث*والثاني ساكن سكوناً ثابت
[5]-انظر: (مقدمة تحفة الأحوذي) (1\15)، و(الجليس الأمين في شرح تذكرة الطالبين في بيان الموضوع وأصناف الوضاعين) (ص:51) لشيخنا المحدث محمد الأثيوبي.
[6]-وقد ورد عن الأئمة الأربعة: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، أقوال تحض أتباعهم والمقتدين بهم بالأخذ والعمل بالحديث واتباعه، وترك أقوالهم وآرائهم المخالفة له، وهذه بعضها:
1-قال الإمام أبو حنيفة-رحمه الله-: (إذا صح الحديث فهو مذهبي). ونقل ابن عابدين في (حاشيته) (1\63)، و(رسم المفتي) (1\4-من مجموعة رسائل ابن عابدين) عن (شرح الهداية): (إذا صح الحديث-وكان على خلاف المذهب عمل بالحديث، ويكون ذلك مذهبه ولا يخرج مقلده عن كونه حنفياً بالعمل به فقد صح عن أبي حنيفة أنه قال: إذا صح الحديث فهو مذهبي). انظر: (إيقاظ الهمم) (ص:62)، و(صفة الصلاة) للمحدث الألباني (ص:22).
وقال أيضاً: (لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه). وفي رواية: (حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي)، زاد في رواية: (فإننا بشر نقول القول اليوم، ونرجع عنه غداً). وفي أخرى: (ويحك يا يعقوب! "وهو أبو يوسف" لا تكتب كل ما تسمع مني، فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غداً، وأرى الرأي غداً وأتركه بعد غد).
وقال أيضاً: (إذا قلت قولاً يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-فاتركوا قولي). انظر: (الإيقاظ) للفلاني (ص:50)، و(الميزان) للشعراني. (1\26)، و(صفة الصلاة) (ص:23\24).
2-قال الإمام مالك-رحمه الله-: (إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه). وفي رواية أنه قال: (ليس أحد بعد النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-إلا ويؤخذ من قوله ويترك، إلا النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم).
انظر: (إرشاد السالك) (1\227)، و(الجامع) لابن عبد البر (2\32\91)، و(أصول الأحكام) (6\149)، و(فتاوى السبكي) (1\148)، و(مسائل الإمام أحمد) لأبي داود (ص:276)، و(مقدمة الجرح والتعديل) (1\31\32)، و(صفة الصلاة) (ص:24).
3-قال الإمام الشافعي-رحمه الله تعالى-: (كل حديث عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-فهو قولي، وإن لم تسمعوه مني)، وفي رواية أنه قال: (ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-وتعزب عنه، فمهما قلتُ من قول، أو: أصلت من أصل، فيه عن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-خلافُ ما قلت، فالقول ما قال رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-، وهو قولي)، وفي أخرى أنه قال:
(إذا رأيتموني أقول قولا، وقد صح عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-خلافه، فاعلموا أن عقلي قد ذهب)، وفي رواية أنه قال: (كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-عند أهل النقل بخلاف ما قلت، فأنا راجع عنه في حياتي وبعد موتي).
انظر: (تاريخ دمشق) (15\1\3) لابن عساكر، و(إعلام الموقعين) (2\363\364)، و(الإيقاظ) (ص:100\104)، و(الحلية) (9\107)، وقد توسع في تخريج هذه النقول الطيبة المحدث الألباني في (صفة الصلاة) (ص:26\27).
4-قال الإمام أحمد-رحمه الله-: (لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري، وخذ من حيث أخذوا). وفي رواية: (لا تقلد دينك أحداً من هؤلاء، ما جاء عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-وأصحابه فخذ به، ثم التابعين بعد، الرجل فيه مخير)، وقال مرة: (الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-وعن أصحابه، ثم هو من بعد التابعين مخير)، وفي رواية أخرى: (من رد حديث رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-فهو على شفا هَلَكة).
وفي مثل هذا يقول الإمام الطحاوي: (لا يقلد إلا عصبي أو: غبي). نقله ابن عابدين في (رسم المفتي) من (مجموعة رسائله) (1\32).
انظر: (الإيقاظ) (ص:113)، و(إعلام الموقعين) (2\302)، و(مسائل الإمام أحمد) لأبي داود (ص:276\277)، و(جامع العلوم) (2\149)، و(صفة الصلاة) (ص:28\29).