تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: يا حامل القنديل

  1. #1

    افتراضي يا حامل القنديل

    يا حامل القنديل والناس في ظلام حالك
    أقبل هنا ... فقد ضل الطريقَ السالك
    الدروب كثيرة ... منها اللاحب ... ومنها الملتوي الشائك
    يا حامل القنديل ... لماذا تواري نور المصباح !!؟؟؟
    وقد اشـتـد بك النداء !!! وكثر الصياح !!!
    بُحَّت أصواتنا ... ونحن رغم ذلك في إلحاح ...
    يا حامل القنديل .... رويدك ... شاركنا الضياء
    فقد سئمنا المكوث الطويل في الظلماء
    أنِـرْ هنا ... وهناك ... ولتعُمَّنا الأضواء
    يا حامل القنديل ... هل في أذنيك وقـر أو صمم !!؟؟؟
    كأنك لا تسمع استعطافنا !!! وكأننا عدم !!!
    حرام ... من لأمثالنا من المساكين لم يرحم ...
    يا حامل القنديل .... والدمع على الخدود يسيل
    رحماك ... فقد فقدنا النور ... وأضعنا الدليل
    هلا جذوة مما عندكم ... هلا قبس قليل
    يا حامل القنديل ... يا حامل القنديل ...

    موقف حقيقي به أبدأ مقالتي ، مزق فؤادي وأخفى سعادتي ، فالنوم يهجرني كلما غازلت وسادتي ، وأشترط على نفسي ألا أكون مبالغا ، وأن أستقيم وألا أكون مراوغا ، حتى أرى له على قلوبكم أثرا بالغا .
    بعد الصلاة على باب المسجد الصغير ، تحلق الشباب ينتظر الأول منهم الأخير ، نتذاكر واقع أمتنا المرير، حتى قصدني شاب في مثلي سني أو يزيد ، ولست أدري مني ما يريد ، فصافحني وكأني في الحلقة الوحيد !! فوجَّهته ليسلم على المجموعة ، وجعلت أتفرس في قامته المربوعة ، وأقلب الصور التي هي في الدماغ مجموعة ، لكني ما عرفته ولا ساح شبيه له في الخيال ، ثم أقبل إلي يريد أن يعجل بالمقال : إني قصدتك والمقصود ذو العزة والجلال ، أريدك لأمر هام فأعطني من وقتك دقيقة ، فأخذت بيده قائلا بعبارة رقيقة : أنا لك خادم وقد أخرجتها بنبرة شفيقة ، فصمتَ طويلا كأنه يبحث عن الكلمات في دهليز مظلم ، يهم أن ينطق .. ثم يحجم ... ثم يتمتم ، فرسمت على وجهي ابتسامة لعله لأمره يسلم ، ثم قال : ... ويا ليتكم تدرون ما قال .. يا ويحي !! سمعت كلاما هدم لي صرحي وأكثر نوحي ، لكني لم أتأثر بحضرته حتى يناله نصحي ، قال لي : علمني الوضوء .. والصلاة .. أنا لا أعرف ، على مثلي العاقل دما من عينه يذرف ، إني صادق .. وبالباري وحده أحلف ...
    أخذته بحضن دافئ أقـبِّله ، وقلت له كلاما في أذنيه أرحمه ، وبشرته من كل الخير الذي أذكره ، فسألته : ما اسمك أيها الأخ التائب ؟؟ فأجابني مُحَشْرَجَ الصوت : يوسف ... من عن وعيه غائب ، الطريد .. الشريد .. مرتكب المصائب ، فقلت له : وما سبب العودة إلى الله والرجوع ؟؟ من أين هبت رياح الشوق لمواطن الركوع ؟؟ فقادت سحابة الخير التي أمطرت منها الدموع !! فلم يجبني ... فخشيت إحراجه ثم غيرت ذا الموضوع ...
    لعلكم عرفتم من يكون حامل القنديل ، إنه أنا وإخواني الذين تعلموا التنزيل ، وأنت أيضا يا صاحب الزاد القليل ، بالله عليكم .. كم من يوسف الآن بين أظهرنا ؟؟ وكم من تائه حائر و حزين بيننا ؟؟؟ عرفنا الحق ثم استأثرنا به وحدنا !!!!
    انظر ..انظر ... هناك إلى ذلك الركن الركين ، إلى تلك الفتاة تدخن لتنسي الحنين ، تعانق تارة وأخرى تقبل صاحبها السمين ... ثم اسمع لذلك السكران الهائم ، يشدو باسم حبيبته ويلهو بشعره الناعم ، ثم يغضب .. فيسب الله ... لأنه ظالم !!! ولو مررتَ على المقهى وجدتهم يصلون ، لقبلة التلفاز .. كبروا وهم خاشعون ، لا يلتفتون وكأنها معركة هم فيها لا بد غالبون ، وعلى الجهة الأخرى من الشارع سيدة عجوز ، تلقها اللصوص وجردوها مما تحوز ، ثم أطاحوا بها أرضا .. فبكت قهرا تلك العجوز ، أضن يا حامل القنديل أن أمرك قد رشد ، فيا علماء الدين يا ملح البلد ، من يصلح الملحَ إذا الملحُ فسد !!؟؟
    كم مررت وأنت ذاهب للمسجد بشباب الحي ؟ وأنت لا تنكر ما هم به من غي ، أنت الصالح !! أأنت صاحب القلب الحي !!؟؟ تضن أنهم لا يبالون بك إذ تمر ؟ لا والله .. وإن كانت ملامحهم تُسِر ، لكن قلوبهم تناديك ولعطفك تسْـتَـدِر، هل تريد الجنة وحدك أيها الأناني ؟ أم غـرَّك فضل الله واستهوتك الأماني ؟ كنا مثلهم فاصطفاك الله واصطفاني ، كم من كلمة أحدثت توبة ؟ وكم من بسمة سببت أوبة ؟ وكم من دعوة لعاص طهرت ثوبه ؟ ورققت قلبه وبددت ذنبه وأرضت ربه ، يا حامل القنديل يوشك أن يخبو في يدك ، فجُدْ بنوره كما جاد الله عليك يجتبك ، فلا تتأخر ولا تتردد ولا ترتبك ...
    يا حامل القنديل ... يا حامل القنديل ...

    كتبه : أبو الوليد

  2. #2

    افتراضي رد: يا حامل القنديل

    رائع رائع رائع استمتعت بالقراءة ويا حبذا إن اتحت لي الفرصة ببعض الاسئلة بورك فيكم.
    إني اصاحب حلمي وهو بي كرم
    ولا اصاحب حلمي وهو بي جبن


  3. #3

    افتراضي رد: يا حامل القنديل

    تفضلي لو كنت أقدر أجيبك ان شاء الله
    محب للعلم والعلماء
    https://www.facebook.com/abouelwalide

  4. #4

    افتراضي رد: يا حامل القنديل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الوليد الصفريوي مشاهدة المشاركة
    تفضلي لو كنت أقدر أجيبك ان شاء الله

    بورك فيكم وبالتأكيد تستطيع ان تُجيب على الاسئلة واسمحلي بأن اذكر الجميع بذكر هذه الاية المحكمة:

    {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون}

    الشاهد في هذه الاية قول على رضوان الله عليه حين قال
    ما أخذ الله على الجاهلين أن يتعلموا حتى أخذ على العلماء أن يعلموا وايضاً قول
    الحسن وقتادة حين قال: هي في كل من أوتي علم شيء من الكتاب. فمن علم شيئا فليعلمه، وإياكم وكتمان العلم فإنه هلكة. وقال محمد بن كعب: لا يحل لعالم أن يسكت على علمه، ولا للجاهل أن يسكت على جهله؛ قال الله تعالى: "وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب" الآية. وقال: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" [النحل: 42].

    فأنا ارى انكم تمتلكون بضاعة تروق لي أن اتعلمها وهي الاوصاف البلاغية التي تلمستها في الموضوع الذي خطيتموه فلي بعض الاسئلة:

    قد علمت حين درست في كيفية الوصول الى القريحة البلاغية وحدة الفؤاد فيها هذه الامور:

    *** الذكـــــــــــ ـــــــــاء = وقيل ان الذكاء هو الاصرار التام على ادراك مفاتيح العلم لديك وهذا ينتج حدة الفؤاد في القلب وسرعة الفطنة
    *** الخيـــــــــــ ـــــــــــــــ ــال = وقيل انها قوة باطنة تحفظ صور المحسوسات بعد غيبوبة المادة وهو اكبر اسباب النجاح في فن الكتابة
    *** الحــــــــــــ ـــافظة = وهي قوة من شأنها ان يحفظ ما يدركه العقل من معاني وجميل التعبيرات والاوصاف.
    *** الحــــــــــــ ـــــــــس = وهي قوة يتأثر بها الانسان من صورة المدركات كاللذة والالم وهو من شروط الكتابة مما يحدث فيه من تأثير على رسم صورة المحسوسات رسماً محكماً فيقتدر إذ ذاك بتحريك العواطف واستمالة القلوب وهو ما يمسى بكلاماً عذباً.
    *** الذوق=وهي قوة غريزية لها اختصاص بإدراك لطائف الكلام ومحاسنة ومخفية وتحصل بالمثابرة والممارسة ومدراسة كلام البلغاء وتكراره علي السمع والتفطن لخوض معانيه وتركيباته.

    سؤالي والمعذرة ان اطلت كيف توغلت في هذه الامور الخمسة كي تصل الى قريحتك البلاغية في التصويرات والوصف والتعبيرات التي رايتها في الموضوع اعلاه؟؟؟!!

    هل تكرمت ودللتنا ونصحتنا على بعض الامور العملية؟؟!!

    إني اصاحب حلمي وهو بي كرم
    ولا اصاحب حلمي وهو بي جبن


  5. #5

    افتراضي رد: يا حامل القنديل

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    قد يظهر لك أختي ـ بارك الله فيك ـ ولاخواننا نوع ابداع في المقامة أعلاه لكن ،...
    أولا : هذا فضل من الله ـ فله الحمد والمنة أولا وآخرا .
    ثانيا : لا شك أن فيما كتبته كثير من التجاوزات اللغوية التي ربما لا تخفى على متخصص ـ وأتمنى ان أُنبه عليها ـ حاذق .
    ثالثا : قد يستغرب الاخوة الكرام ان علموا أنني لم أبدأ الكتابة الا من خمسة أشهر ، كتبتُ خلالها 6 مقالات فقط ، فليس لي باع في الكتابة .
    رابعا : استمداد قوتي اللغوية ـ لو وجدت ـ هي من كتاب الله بالدرجة الأولى ، فهو الذي يقوم اللسان ويقوي الجنان، فأُذكر إخواني بكثرة التلاوة ،فهو أساس السبق والنجاح والفلاح في الأمور كلها .
    خامسا : الحرقة التي بداخلي تجاه ديني وما يعانيه العلم و أهله ، يهيج شعوري ويدمي خاطري ، فينطلق لساني مترجما ما يلاقيه قلبي من كمد وآلام ، فتخرج الكلمات كما هو ظاهر .
    سادسا : أوصيكم بالشعر العربي الفصيح بعد القرآن ، فهو يساعد كثيرا على تنمية الذوق وصقل الاحساس ، هذا طبعا مع دعاء الله تبارك وتعالى والتضرع اليه .
    والله تعالى أعلى وأعلم وأصدق وأحكم
    محب للعلم والعلماء
    https://www.facebook.com/abouelwalide

  6. #6

    افتراضي رد: يا حامل القنديل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الوليد الصفريوي مشاهدة المشاركة

    رابعا : استمداد قوتي اللغوية ـ لو وجدت ـ هي من كتاب الله بالدرجة الأولى ، فهو الذي يقوم اللسان ويقوي الجنان، فأُذكر إخواني بكثرة التلاوة ،فهو أساس السبق والنجاح والفلاح في الأمور كلها .
    خامسا : الحرقة التي بداخلي تجاه ديني وما يعانيه العلم و أهله ، يهيج شعوري ويدمي خاطري ، فينطلق لساني مترجما ما يلاقيه قلبي من كمد وآلام ، فتخرج الكلمات كما هو ظاهر .
    سادسا : أوصيكم بالشعر العربي الفصيح بعد القرآن ، فهو يساعد كثيرا على تنمية الذوق وصقل الاحساس ، هذا طبعا مع دعاء الله تبارك وتعالى والتضرع اليه .
    والله تعالى أعلى وأعلم وأصدق وأحكم


    بورك فيكم وحقيقة ان هذه النصائح انا اعرفها وقد ذكرتني في ما لم انسى غير انني اريد امور ملموسة بشكل تفصيلي من حيث المران فليس كل من يقراء القرآن بكثرة يصل الى ما قد يصل اليه البعض وليس من يسمع الشعر ويقرءه ايضاً يصل الى ما قد يصل البعض انا حقيقة اريد تفصلاً اكثر بكيفية اكتشاف المواهب اللغوية والوصول الى اللسان الفيصح بالغ البيان الكامنة في الانسان والسُبل الى تنميتها وهذا ما اريد خصوصاً عندما اقراء ان انساناً في عدة اشهر لديه الجزالة في الخاطرة او النثر او العبرة او الشعر او المقال فاريد اشياء ملموسة في الكيفية اكثر.

    إني اصاحب حلمي وهو بي كرم
    ولا اصاحب حلمي وهو بي جبن


  7. #7

    افتراضي رد: يا حامل القنديل

    أختي أنا عاجز عن إجابتك
    فلست أدري أي أمور ملموسة أساعدك بها
    ولو اكتشفتها سأخبرك بكل تأكيد
    محب للعلم والعلماء
    https://www.facebook.com/abouelwalide

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •