لما لا نجد جوابا ...تأنيث المحلات النسائية
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
من الكذب ما يروجه بعض الناس من أن علماءنا يحرمون أو يرفضون تأنيث المحلات النسائية هكذا بلا قيد ولا شرط ,
وبعض الناس ممن وافق القرار الأخير لم يتضح له موضع الإشكال عند العلماء والصور التي طالبوا بها والصور التي
وافقوا عليها ولا مانع من تطبيقها والصور التي رفضوها , فهي إذا ثلاث صور :
1 – الصورة التي طالب بها العلماء :
تأنيث غالب الأسواق لتكون خاصة بالنساء مع الإبقاء على بعضها للعائلات وذلك لأن غالب من يذهب إلى الأسواق
النساء وغالب الرجال لا يطيقونها .
ولهذه الصورة فوائد منها :
بعض الرجال ينزل أهله للسوق ولا ينزل معهم فقد يبقى في السيارة أو يقول لهم سأذهب وإذا فرغتم اتصلوا بي
وهذا قد يعرضهم للتحرش ممن لا خلاق لهم فبإذن الله تأمن المرأة على نفسها ويتفرغ الرجل لنفسه وأموره.
كذلك تأخذ المرأة راحتها ووقتها في التسوق فإن غالب الرجال إن ذهب مع زوجته أو عائلته وهو غالبا مكره ,
فلا يكاد يجعلها تتسوق فتسمع منه بمعدل كل دقيقة : (تأخرنا , ما خلصتوا , يلّه ترى زودتوها! ), وهلم جرا .
وللرجال الذين يريدون التنزه مع العائلة والأولاد فيذهبون إلى الأسواق العائلية التي استثنيناها. وهذا يتضمن حلا لمشكلة البطالة النسائية أيضا..
فما المانع من قبول هذا المشروع ؟ الله أعلم !
2 - الصورة الثانية التي وافق عليها العلماء :
تخصيص قسم أو دور في كل سوق من الأسواق الموجود فيها محلات خاصة بمستلزمات النساء يكون معزولا وله مدخل
خاص تبيع فيه النساء ويتسوقن ما يخصهن بكل راحتهن .
فما المانع من قبول هذا المشروع أيضا ؟ هلا أجابني العقلاء
3 – الصورة الثالثة التي حرمها العلماء :
الزج بمحلات النساء بين محلات الرجال وإن كان هذا الحل سيحل مشكلة المشترية فسيجلب مشاكل كبيرة للبائعة,
وما المشترية بأولى بالغيرة عليها من البائعة فكلاهما سواء .
فالزج بالبائعة بين الباعة الذكور مدة الـعمل كل يوم عرضة لفتنتها وفتنتهم .
فمعلوم أن المرأة التي تختلط بالرجال اختلاطا عابرا كطريق أو بيع وشراء ثم تذهب وقد لا تراه ولا يراها بعدها أبدا
بخلاف المرأة التي بجانب الرجل على الأقل 8 ساعات يوميا طوال العام .
فيبدأ الوضع بالسلام عليكم ثم بعد فترة تتحول السلام عليكم إلى صباح الخير ثم بعد فترة كيف حالك ثم لو سمحت عندك
صرف وإلى آخر خطوات الشيطان ومن لم يقتنع فلينظر لظاهرة ما يسمى بزملاء العمل في المستشفيات وغيرها من
الوظائف المختلطة فترى الموظف والموظفة يتمازحون ويضحكون أمام الناس بلا حياء من الله أولا ولا حياء من الناس .
فما بالنا وافقنا على هذه الصورة ولم نوافق على الصورتين السابقتين ؟
ومن التناقض العجيب تجد من بحت أصواتهم للمطالبة بهذه الصورة بدعوى الغيرة على النساء يرفضون مطالب العلماء
والغيورين بتأنيث أقسام النساء والولادة والتجميل في المستشفيات ولم يكتب أحدهم للمطالبة بهذا .
فهل غيرتهم على أن يعرف البائع مقاس الملابس الداخلية للنساء أو شكلها أكثر من غيرتهم على أن يرى الدكتور أعضاء النساء الداخلية ؟؟!!
نعوذ بالله من الهوى .
عبدالرحمـٰـن الوادي
.