أطايب الكلام
ومن أطايب كلام سفيان -رحمه الله- قال: (نظرنا إلى أصل كل عداوة في العالم فوجدناها اصطناع المعروف إلى اللئام )، لله درك يا أبا عبد الله ، كلام من ذهب وهذا الكلام ينم عن تجربة ومعرفة بالناس ، كل الشرور الموجودة في العالم سببها اللئام ، لئيم لا يحفظ لك جميلًا ولو ظللت تخدمه طيلة عمرك .
ومن عيون كلامه رحمه الله قال:( لو همَّ رجل أن يكذب في الحديث في بيت في جوف بيت لأظهره الله عليه ) فإذا هم رجل أن يكذب وهو في بيت في جوف بيت في جوف بيتٍ لفضحه الله تعالى .
يقول عبد الله بن المبارك الإمام المبارك- رحمه الله-:( لوهم رجل أن يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم في البحر لفضحه الله في البر وأصبح الناس يقولون فلان يكذب على النبي- صلى الله عليه وسلم- ).والكذب على النبي- صلى الله عليه وسلم- من ناقل الخبر كان يسقطه في هوة الجرح ، أي لو كذب رجل مرة واحدة يسقط رأس ماله كله ، كأنما ما رحل ولا كتب سوداء في بيضاء ، وهذا صيانة لحديث النبي- صلى الله عليه وسلم- حتى لا يُبدَّل الدين ، لأنه لو جاز حتى عقلاً أن ينطلي الكذب على الأمة كلها ، لقال كل واحد في كل حديث يصله لعله كذب ومن أدراك أنه ليس بكذب فحينئذٍ يُكذَّب الصدق لأجل هذا الاحتمال ، .