أحسنت يا شيخ عدنان، وجزاكم الله خيراً
كلامك واضحٌ لا إشكال فيه إلا عند من يجتهد في تصيُّد الأخطاء
أحسنت يا شيخ عدنان، وجزاكم الله خيراً
كلامك واضحٌ لا إشكال فيه إلا عند من يجتهد في تصيُّد الأخطاء
في «المدخل» لابن الحاج كلام حسن حول هذه المسألة، وكذا في «قوت القلوب»، لأبي طالب المكي ...
وفي الأول: (وقد منع علماؤنا رحمة الله عليهم الجلوس إلى القُصَّاص من الرجال، أعني: الوعَّاظ الذين يعملون في المساجد وغيرها ... وسبب المنع من ذلك أنهم ينقلون القصة على ما نقل فيها من الأقوال والحكايات الضعيفة التي لا تصح أن تنسب لمنصب من نُسبت إليه).اهـ
وفي الأخير: (كانوا يَرون القصص بدعة، ويقولون: لم يقص في زمن رسول اللّه ولا أبي بكر ولا عمر حتى ظهرت الفتنة، فلما وقعت الفتنة ظهر القصَّاص).اهـ
وعقد عبدالرزاق في مصنَّفه بابا، فقال: (باب ذكر القصَّاص).
وكذا ابن أبي شيبة، فقال: (إتيان القصاص ومجالستهم ومن فعله). وباب (من كره القصص وضرب فيه).
و للنقاش (ت 351 هـ): «أخبار القصاص».
ولابن الجوزي: «القصَّاص والمذكِّرون».
ولشيخ الإسلام: «أحاديث القصَّاص».
وللعراقي: «الباعث على الخلاص من حوادث القصَّاص».
وللسيوطي: «تحذير الخواص من أكاذيب القصَّاص».
الأربعة الأخيرة: تحقيق: الشيخ محمد بن لطفي الصبَّاغ.
ولفضيلة الشيخ محمد بن لطفي الصبَّاغ: «تاريخ القصَّاص، وأثرهم في الحديث النبوي، ورأي العلماء فيهم».
والله أعلم وأحكم، وجزاكم خيرا.
وقوله: (كانوا يَرون القصص بدعة).
يعني: بهيئة وأحوال خاصة ... راجع قوت القلوب
قال فضيلة الشيخ لطفي الصباغ في «تاريخ القصَّاص» ص33-35:
((وقد يظن ظانٌّ أنَّ موضوع إفساد القصَّاص لم يعد موجودًا الآن، وإنما هو أمر تاريخي بحت لا يتصل اليوم بواقع الحياة والناس. وهذا ظن خاطيء بعيد عن الصواب؛ ذلك أنَّ هؤلاء القصَّاص ما زالوا مع الأسف موجودين بأسماء أخرى - ذكرناها آنفا - يعيثون في الأرض فسادا.
ولئن كان المخادعون الدَّجالون يظهرون تحت عنوان (القصَّاص) فيما مضى، إنهم يظهرون في أيامنا هذه تحت عنوان: (الدَّاعية، والموجِّه، والمربِّي، والأستاذ، والكاتب، والمفكِّر) وما إلى ذلك من الألقاب.
ويبدو أنَّ المجاملة التي ليست في محلها أسهمت في تأخير كشف حقيقة هذا النَّفر .. فما يزال كثير من الناس لا يعرفون هؤلاء القوم على حقيقتهم، ويخلطون بين هؤلاء المرتزقين، وبين الدعاة إلى الله الواعين الصادقين.
وقد يكون مما ساعد على مجاملتهم والسكوت عنهم أمران:
• أنهم محسوبون على الدِّين، والدِّين يلقَى هجمة شرسة، ويتعرَّض لعدوان أثيم مخطط مدروس في كثير من بلدان المسلمين، فأي هجوم عليهم ينعكس على الدِّين الحق في هذه البلدان مما يجعل الغُيّر مُضطرين إلى السكوت عنهم على مضض وحرقة.
• أنَّ المجال فارغ والساحة خالية، فنحن الآن لا نجد من الدعاة الواعين العلماء أصحاب الفكر السليم النظيف البعيد عن الخرافة إلا عددا يسيرا لا يكاد يستطيع أن يصنع شيئًا. وهؤلاء المنحرفون الانتهازيون المبطلون يتركون أثرا حسنا في الشباب والشابات، فيضع هذا الواقع المرء الواعي في موقف حرج: كيف يقطع هذا الخير الذي يلمسه من الناس المتصلين بهم ؟ .
ولكن هذا الوضع لا يجوز أن يدوم.
لا بدَّ من أن تقوم حركة تعنَى بالدعوة، وتكون هذه الحركة قائمة على أساس متين من الوعي والصدق والصفاء والبُعد عن الانحراف والتدجيل والخرافة.
إنَّ نجاح هؤلاء المخرِّفين ينبغي أن يُغري الصادقين بالعمل .. لا أن يجعلهم يتركون المجال لأولئك المنحرفين.
وكشف الدجالين ينبغي أن يكون بالحكمة ومراعاة المصلحة العليا للدعوة إلى الله حتى يُحال دون استغلال هذا الكشف مِن قِبل أعداء الإسلام ... )). إلخ. وهذا كلام نفيس.
على كلٍ من المحدث أو الفقيه أو طالب العلم أو الداعية أوالعابد أو الخطيب أو المفكر أو السياسي أو الواعظ أو القاص وغيرهم
الالتزام بما أعطاه الله عز وجل من فضله
وفضل الله درجات يمن به على من يشاء من عباده بما هو أنفع له .
ولا يحق لأحد كان من كان انتزاع حق ليس له !
كلٌ يكمل الآخر
والمؤمنون كالبنيان يشد بعضه بعضا
كالجسد الواحد
أما أن يتكلم المؤمن فيما لا يحسن
فهو من إسناد الأمر إلى غير أهله .
فانتظر الساعة .
الإخوة الأفاضل الكرام... جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم
يرفع..
جزاك الله خيرا ياشيخ أشرف على هذه الإضافات القيمة ونريد تعليق صاحب المقال عليها وخاصة الإضافة الأخيرة
الأخ الكريم الشيخ عبدالله الحمادي... بارك الله فيكم..
نعم.. لا تعارض بين كلامي ونقولي ونقول الأخ محمد أشرف، ومن تأمَّل تبيَّن.
الأخ عدنان
أراك قلبت اسمي : )
أعتذر إليك بشدَّة.. والله ما قصدت ذلك فأرجو المعذرة
لا عليك أخي الحبيب، ووالله ما ظننت بك السوء، فأنت لكل كريم أهل، وفقك الله ونفع بك.
يا أيها الإخوة الأحبة لماذا تسيؤون الظن بأخيكم أنا أردت فقط تعليق صاحب الموضوع فلماذا يتهرب
يتهرب من ماذا أخي الكريم ؟!
عفا الله عنك
نقولاتي أتيت بها لتعزيز مقالة الأخ الكريم، ولو أردت المدافعة والمناظرة والمخالفة لصرحت بذلك .. ما يمنعني ؟!
هذا مع تقديري لشخصك الكريم، وحياك الله.
جزاكم الله خيرا شيخنا عدنان البخاري ورفع قدركم في الدارين الدنيا والاخرة
ولكن يا شيخ عندي ملاحظة عن المهتدين على ايدي الدعاة والوعاظ(القصاصي على حسب تسمية السلف لهم)
نرى معظمهم ان صح التعبير ضعاف العقيدة من ناحية الولاء والبراء وساءر كلامهم مع العصاة هو ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة( فالبعض منهم ينكر تطبيق الاحكام الشرعية )
ويحتجون عليك اننا كنا مثل هؤلاء العصاة ومن الله علينا بالهداية فلعل الله تعالى يهديهم كما هدانا
وكدالك تعاملهم مع الكفار والمشركين يختلقون لهم الاعدار كثيرا وتراهم في الطابور الاول ضد الجهاد في سبيل الله
وهدا مما لا شك فيه يضر بالاسلام والمسلمين
نرجو توجيهكم في هده المسالة
ابنكم ابو عبد البر السوسي
بارك الله فيكم أخي الكريم... نعم لا شكَّ أنَّ الواقع هو ما ذكرتَه في كثيرٍ من البلاد.
من تمييع الدِّين، والانسلاخ من أحكامه، واختزال التديُّن والالتزام عند كثيرٍ من أتباع مشيخة القُصَّاص في قطعة قماش تضعه المرأة على طرف رأسها فقط! أوصلاة يؤدِّيها شاب في وقتها وبس!
أمَّا أن تكون هناك عقيدة فاسدة من الأساس، أوعلاقات عاطفيَّة محرَّمةٍ، أواستماع للغناء، أوغيرها من المحرَّمات فلا يهمُّ كثيرًا...
أخبرني رجلٌ من الثِّقات أنَّه قابل امرأةً يُقال إنَّها (ملتزمة) في بلدٍ من بلاد العرب، فإذا هي تضع حجابًا، ثم قدِّر لقاء مع شاب أجنبيٌّ عنها وهو حاضر فقامت بتقبيله وقبَّلها على أساس الترحاب وبنيَّة صالحة (وما فيها شيء)؟! فلله الشَّكوى!
لذا صار التديُّن في بلاد الله على صور وأشكال ومصطلحات، فما كان تديُّنًا في بعض قنوات الإعلام الفاسد الفاجر هو انسلاخ في حقيقة الأمر وتمييع للدِّين في ميزان الشَّرع؛ لذا يصمون من التزم أحكام الشَّرع في العلاقات الاجتماعيَّة والعقيدة والمعاملات بالتطرُّف والتشدُّد والإرهاب.
إنَّ هؤلاء الذين يروجون لمثل هذا الالزام المزعوم يفسدون الدِّين من طرفٍ خفيٍّ، حتى يغدو المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، والصَّالح خارجيًّا والفاسق متديِّنًا صالحًا.
هذا ما تلقُّوه من فضيلة شيخهم (القصَّاص)؟! ثم قد يجدون من يؤازرهم على انحرافاتهم السمجة تلك، من بعض (المشيخة) الذين لمَّعتهم الفضائيَّات، لا يفتأون يثنون على منهجهم المنحرف بأنَّه وسطيّةٌ واعتدال، ويلهجون ويهذرون كلامًا مفاده أنَّهم هم الحق وغيرهم متطرِّفون متشدِّدون.
وبعضهم ممَّن قال الله فيهم: ((الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنَّهم يحسنون صنعًا)).
وأصدق ما في وصف هذه الحال ما رُوِي في الحديث: ((سيأتي على الناس سنوات خدَّاعات، يصدَّق فيها الكاذب، و يكذَّب فيها الصَّادق، و يؤتمن فيها الخائن، ويخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟
قال : الرَّجل التَّافه يتكلم في أمر العامة)).
ولو قطعت الاستطراد وعدُّت إلى أصل الموضوع فقد ذكرتُ سلفًا أنَّ مهمَّة القاص هو تتويب الناس بوعظهم، وإرشادهم إلى ما ينبغي لهم فعله بعد توبتهم، بطرقٍ في موعظة حسنة، لا تمييع الدِّين أومجاملة ((الجمهور)) لدفع الحرج، أوتحقيق ما يطلبه المشاهدون فقط!
كما يجب عليه أن يبيِّن للنَّاس بصراحةٍ ((وترك مسرحيَّة التواضع)) أنَّه إنسان بسيط في العلم، وأنَّه ليس أهلًا للإفتاء، وأنَّه يجب عليهم الرجوع لأهل العلم الموثوق بورعهم وورعهم وورعهم ثم علمهم، في الافتاء وغيره.
أمَّا أن يصير هو الكل في الكل، وإذا أُحرج ببعض الأسئلة أخذه الكبر فأجاب بإجابات دبلوماسيَّة تنمُّ على ضعفه وفساد قلبه هو أصلًا فكيف يعلِّم غيره، وفاقد الشيء لا يعطيه.
والكلام في مثل هذا كثيرٌ، والشَّكوى من أمثال هؤلاء زادت.
ثم قد صارت الدَّعوة ملحَّة إلى عقد دورات تأهيليَّة للقصَّاص، كما لأئمَّة المساجد أوالخطباء أوغيرهم، وليت ذلك ممكنًا!
بارك الله فيكم يا شيخ على هدا التوضيح ..فقد احسنت الطرح...نسال الله تعالى ان يزيدكم من فضله
وان يبارك لكم في اوقاتكم واهليكم...ءاميين ءامييين
لا تنسونا من دعاءكم يا شيخ خاصة في هده الليالي المباركة
ابنكم ابو عبد البر السوسي
الأخ المبارك أبو عبدالبَر... وفقه الله في الدارين
آمين... وأسأل الله تعالى أن يبارك في أعمارنا وأعمالنا
للإفادة حسبُ.. الإمام الذهبي لم يشكِّك في الحكم على القصَّة بالوضع (لا الضعف)، بل استنكرها وأبطلها، إنَّما محلُّ توقُّفه أو بالأصحِّ (تردُّده) إنَّما كان في واضعها ومخترعها.
وبين الأمرين فرقٌ.