بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سمعت كلام يتعلق بالآية الكريمة و فكرت في شيء آخر عله يجيب على أسئلتي الكثيرة بالفرضية التي كنت أبنيها معتمدا على وحدة دعوة الأنبياء و هذه الآية من سورة الفاتحة.

لست مطلعا على كثير من التفاسير و ما قيل في تفسير الآية و تأويلها لأبرر فرضيتي بنوع من دراسة مقارنة بينها لكنها أصبحت عندي فرضية متجانسة تربط بين كثير من الأشياء التي تكلم عنها متخصصون في مقارنة الأديان و الانتربولوجيين و علماء النفس و غيرهم من المفكرين و الباحثين.

تلاحظ أن الاديان كلها تشترك في صفات معينة، فكيف نفسر هذا الاشتراك؟
كثير من المقولات الدينية خصوصا في الأديان الكتابية تؤكد على غريزة و فطرة ما.
و كثير من علماء الانسانيات و النفس أكدوا هذه الغريزة و أن الإنسان مفطور عليها.
و كثير من الاديان الفلسفية و الفلسفات الدينية إنطلقت من مفاهيم لم يكن له وجود و لا معنى إلا في دين كتابي.
كل إنسان طبيعي يسأل نفسه في وقت ما نفس الأسئلة المصيرية.
أبطلت الدراسات الوضعية في الإنسانيات فكرة أصلية اللأدرية أو عدم الإيمان أو الوثنية.
الفلسفات الوضعية في حقيقتها هي المذاهب الأكثر تطرفا في الـتأويل الباطني (أو التصوري) لأديان كتبية و الإنتقائية (الايمان ببعض الكتاب و الكفر ببعضه) فيها.

أما الذي سمعته
و لا أتذكر من قالها أن المغضوب عليهم هم اليهود و هم مغضوب عليهم بسبب الشهوات.
و ان الضاليين النصارى و هم ضاليين بسبب الشبهات.

نتسائل هنا
لماذا يجب حصر تفسير الآية في اليهود و النصارى؟
القرآن يؤكد على عالمية التوحيد و شمولية الرسالة المحمدية الأخيرة، لذلك أظن أن المغضوب عليهم يدخل فيها كل دين وضعي كان او اسطوري او محرف وصل إلى ما وصل إليه بسبب الشهوات. و الضاليين يدخل فيها كل دين وضعي كان او اسطوري او محرف وصل إلى ما وصل إليه بسب الشبهات.

إذا صح تفسير من فسرها كذلك أي ربط اليهودية بالشهوة و الهوى، و ربط النصرانية بالتشابه الذي هو اصل الجهل و الانحراف.

و الذي فكرت فيه
و هنا اقصد فرضيتي

1) تفسر ظاهرة الإيمان و الروحانيات و الأخلاق
2) و تفسر العلاقات المتصلة بين كل الاديان الايمانية و الروحانية و الاخلاقية و الدين هنا اقصد به الدين بمعناه الشامل الذي يدخل فيه النظام و نوعية التفكير و الاجابة و العمل و التعاليم.


توضيح للرسم التبياني
- الأسئلة المصيرية: موقع الانسان في العالم من يكون و لماذا كيف و ما المراد بوجوده و هل وراء وجوده ارادة و مراد، اذا كان كذلك فلماذا و كيف معرفة ذلك.
(السهم من الخارج إلى الداخل: هذه الأسئلة يدفعها العالم اي المحيط و التاريخ داخل ضمير الانسان وقلبه و باله، أما السهم من الداخل إلى الخارج ففطرة الانسان الذي فطر ليكون على دين و من اجل حكمة و على طريقة هي التي تلتقي بالعوامل الخارجية و الجمع يعني العالم و النفس)

- الدائرة الثانية: هي إجابات الأنبياء.
(السهم من الخارج دعوة الأنبياء و توجيه خطابهم للناس، اما السهم من الداخل فالحياة تذعن للدعوة بعد استقرار الجواب و اتحاده مع الفطرة السليمة).

- الدائرة الثالثة: هي المواقف الأخرى التي لا تستلسم للدعوة على اساس الشبهات.
(السهم من الخارج و الداخل على شكل عوائق مادية كمحاربة اهل التطهر، الإنتقاء تأخذ شيء أخلاقي و تترك اشياء عبادة و عقيدة، او تاخذ شعائر روحية و تترك الباقي، تشوه الرسالة الوحيية، عدم النقل الصحيح، التأويل المبني على اختراق قواعد اللغة و عدم الاهتمام بالنقل، التأويل الباطني، التأويل الذي يقوم على النقد الغير الممنهج، التأويل العقلاني الذي لا ينتقل من تصور صحيح للمحيط الطبيعي و الخارجي و لا من تصور صحيح للنفس و الانسان، الكسل .. و التأويل من جيل لآخر فيحدث تأثير و تأثر فيكون الاختلاط حيث ترى مظاهر الوحي في شيء و تراى هوى الانسان و الجهل و الاختلاط في اشياء أخرى هكذا مع مرور الزمن، و الكسب من العادة و اتباع الآباء و الأكابر)

- الدائرة الرابعة: مواقف لا تستسلم للدعوة على أساس الشهوات.
(السهم من الخارج على شكل أئمة و قادة ضالين مضلين يستخدمون الدين من أجل مصالحهم، يحرفون عمدا و يضعون هيئات و مدارس تمثل نظرتهم للدين من أجل مصالح مادية محضة أو حسدا من عند انفسهم او حبا في الشر و الضلال الذي يكسبون منه، و التشكيك المتعمد و خلق البلبلة السفسطائية في عقول الناس بالتركيز خصوصا على اهل القلم و الكلمة. أما السهم من الداخل فنفس شريرة امارة بالسوء. ثم تحمل كل تلك الاشياء جيل بعد جيل تظهر فلسفات و افكار و اديان و مذاهب اصلها يرجع الى موقف من رسالة الانبياء و مواجهتها بالشهوات).



و السؤال بعد ما تقدم من أسئلة
هل هناك فعلا في مقارنة التفاسير ما يمكن أن يدعم هذه الفرضية. أم هذا تفسير بالرأي المنهي عنه؟