427- بعض أنواع التمائم
و ( التمائم ) جمع تميمة ، و أصلها خرزات تعلقها العرب على رأس الولد لدفع العين ، ثم توسعوا فيها فسموا بها كل عوذة
قلت : و من ذلك تعليق بعضهم نعل الفرس على باب الدار ، أو في صدر المكان !
و تعليق بعض السائقين نعلا في مقدمة السيارة أو مؤخرتها ، أو الخرز الأزرق على مرآة السيارة التي تكون أمام السائق من الداخل ، كل ذلك من أجل العين زعموا .
و هل يدخل في ( التمائم ) الحجب التي يعلقها بعض الناس على أولادهم أو على أنفسهم إذا كانت من القرآن أو الأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
للسلف في ذلك قولان ، أرجحهما عندي المنع كما بينته فيما علقته على " الكلم الطيب " لشيخ الإسلام ابن تيمية ( رقم التعليق 34 ) طبع المكتب الإسلامي .
السلسلة الصحيحة/ الالباني/650/2/ المعارف/ الرياض
428- معنى حبس الشمس لنبي الله يوشع
( احبسها على شيئا ) هو منصوب نصب المصدر ، أي قدر ما تقتضي حاجتنا من فتح البلد . قال عياض ، اختلف في حبس الشمس هنا ، فقيل : ردت على أدراجها ،
و قيل : وقفت ،
و قيل : بطئت حركتها . و كل ذلك محتمل ، و الثالث أرجح عند ابن بطال و غيره .
قلت : و أيها كان الأرجح ، فالمتبادر من الحبس أن الغرض منه أن يتمكن النبي يوشع و قومه من صلاة العصر قبل غروب الشمس ، و ليس هذا هو المراد ، بل الغرض ، أن يتمكن من الفتح قبل الليل ، لأن الفتح كان يوم الجمعة ، فإذا دخل الليل دخل يوم السبت الذي حرم الله عليهم العمل ، و هذا إذا صح ما ذكره ابن كثير عن أهل الكتاب :
" و ذكروا أنه انتهى من محاصرته لها يوم الجمعة بعد العصر ، فلما غربت الشمس أو كادت تغرب ، و يدخل عليهم السبت الذي جعل عليهم و شرع لهم ذلك الزمان .......
السلسلة الصحيحة/ الالباني/398/1/ المعارف/ الرياض
429- هل حبست الشمس لأحد غير يوشع عليه السامل
قال الألباني:
و فيه أن الشمس لم تحبس لأحد إلا ليوشع عليه السلام ، ففيه إشارة إلى ضعف ما يروى أنه وقع ذلك لغيره ،
و من تمام الفائدة أن أسوق ما وقفنا عليه من ذلك :
1 - ما ذكره ابن إسحاق في " المبتدأ " من طريق يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه أن الشمس حبست لموسى عليه السلام لما حمل تابوت يوسف صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا موقوف ، و الظاهر أنه من الإسرائيليات . و قصة نقل موسى لعظام يوسف عليهما السلام من قبره في مصر في " المستدرك " ( 2 / 571 - 572 ) بسند صحيح عنه صلى الله عليه وسلم و ليس فيها ذكر لحبس الشمس .
2 - أنها حبست لداود عليه السلام .
أخرجه الخطيب في " ذم النجوم " له من طريق أبي حذيفة ، و ابن إسحاق في
" المبتدأ " بإسناد له عن علي موقوفا مطولا .
قال الحافظ :
و إسناده ضعيف جدا ، و حديث أبي هريرة المشار إليه عند أحمد أولى ، فإن رجال إسناده محتج بهم في الصحيح ، فالمعتمد أنها لم تحبس إلا ليوشع " .
3 - أنها حبست لسليمان بن داود عليهما السلام ، في قصة عرضه للخيل ، و قوله الذي حكاه الله عنه في القرآن : " ردوها علي " .
رواه الثعلبي ثم البغوي عن ابن عباس . قال الحافظ :
" و هذا لا يثبت عن ابن عباس و لا عن غيره ، و الثابت عن جمهور أهل العلم بالتفسير من الصحابة و من بعدهم أن الضمير المؤنث في قوله : ( ردوها علي ) للخيل . و الله أعلم " .
4 - ما حكاه عياض أن الشمس ردت للنبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق لما شغلوا عن صلاة العصر حتى غربت الشمس ، فردها الله عليه حتى صلى العصر .
قال الحافظ :
" كذا قال ! و عزاه للطحاوي ، و الذي رأيته في " مشكل الآثار " للطحاوي ما قدمت ذكره من حديث أسماء " .
قلت : و يأتي حديث أسماء قريبا إن شاء الله تعالى . و قصة انشغاله صلى الله
عليه وسلم عن صلاة العصر في " الصحيحين " و غيرهما و ليس فيها ذكر لرد الشمس
عليه صلى الله عليه وسلم ، انظر " نصب الراية " ( 2 / 164 ) .
5 - و من هذا القبيل ما ذكره يونس بن بكير في زياداته في " مغازي ابن إسحاق "
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر قريشا صبيحة الإسراء أنه رأى العير التي لهم و أنها تقدم مع شروق الشمس ، فدعا الله فحبست الشمس حتى دخلت العير .
قلت : و هذا معضل ، و أما الحافظ فقال :
" و هذا منقطع ، لكن وقع في " الأوسط " للطبراني من حديث جابر أن النبي أنّ النبي أمر الشمس فتأخّرت ساعة من نهار، وإسناده حسن.
قلت : وفي النفس من تحسينه شيء، وإن كان سبقه إليه شيخه الهيثمي في المجمع، ولعلّ الحافظ نقله عنه والله أعلم، ولئن صحّ هذا فلا يعارض حديث يوشع (عليه السلام) لإمكان الجميع بينهما، قال الحافظ: ووجه الجمع أن الحصر محمول على ما مضى للأنبياء قبل نبيّنا(صلى الله عليه وآله) فلم تحبس الشمس إلّا ليوشع، وليس فيه نفي أنها تحبس بعد ذلك لنبيّنا (صلى الله عليه وآله) .
وبعد كتابة ما تقدّم وقفت والحمد لله على إسناد الحديث، فتبيّن أنّه ليس بحسن، بل هو ضعيف أو موضوع، ولذلك أودعته في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة رقم 976
السلسلة الصحيحة/ الالباني/399/1/ المعارف/ الرياض