تحية طيبة
سؤال من فضلكم:كثيرًا مايقرن بين الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر سواء في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية, فما المغزى من الجمع بينهما؟
تحية طيبة
سؤال من فضلكم:كثيرًا مايقرن بين الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر سواء في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية, فما المغزى من الجمع بينهما؟
لو وضعتي السؤال في مجلس العقيدة لكان أفضل.
(...ويأتي في القرآن والسنة الجمع بين الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر، وذلك لأن الإيمان بالله هو الأصل الذي تنبني عليه كل الأصول، والإتيان بالإيمان باليوم الآخر مع الإيمان بالله للتنبيه على الجزاء، وعلى ما يلقاه الإنسان في الدار الآخرة من الثواب والعقاب،
ويأتي في الترغيب والترهيب الجمع بينهما، ويكون المقصود من ذلك في مجال الترغيب العمل بالأمور المشروعة من أجل أن يحصل الإنسان على الثواب، والمقصود من ذلك في الترهيب أن يحذر الإنسان من الوقوع في الأمور المحرمة؛ لئلا يحصل له العقاب.
ومما جاء في القرآن من الجمع بينهما قول الله عز وجل:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
[النساء:59] وهذا في الترغيب؛ لأنه يتعلق بالرد إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وجاء في سورة الطلاق:ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
[الطلاق:2]. وأما في السنة فقد جاء ذلك في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلا مع ذي محرم) وكذلك جاء في الحديث الآخر: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)،
وهذا الحديث من أحاديث الأربعين النووية كما سيأتي، وهو من حديث أبي هريرة ،
وكل جملة فيه فيها الجمع بين الإيمان بالله واليوم الآخر، وذلك إما ترغيباً في فعل الخير ليحصل الأجر، وإما ترهيباً من فعل الشر حتى يسلم من الوزر. إذاً: فالجمع بين الإيمان بالله واليوم الآخر من أجل التنبيه على الاستعداد لذلك اليوم، فيقدَّم الإنسان الأعمال الصالحة، ويحذر من أن يقع في المحرمات؛ ليحصَّل له الثواب في الدار الآخرة وليسلم من العقاب فيها أيضاً.)
شرح الأربعين النووية [5]) للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) .