الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى لا سيما عبده المصطفى صلوات الله وسلامه
عليه ,,
وبعد ,,
فاثناء تحقيقى للكتاب الفذ الذى لم ينسج على منواله ، ولم يسبق لمثله " أمثال القرأن " للإمام
العلم الماواردى رحمة الله عليه تعرضت للكلام على حديث الصحابى الجليل البراء بن عازب رحمة
الله عليه ورضى عنه ,
وهذا البحث استللته من تحقيقى لرسالة للإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله ( حال الميت فى قبره )
وهذه الرسالة انتهيت من تحقيقها تحقيقا علميا رزينا منذ حمس سنوات وسلمتها للناشر وهى
حبيسة الأدراج
فخشيت ان تعالجنى المنيت فكان من توفيق الله سبحانه وتعالى أن أدرجت هذا البحث فى هذا الكتاب الماتع
وبالمناسبة فأنعى أعمالى التى انهيت منها وحبسها الناشر بلا سبب !!
فأرجع وأقول مستعينا به جل فى علاه طالبا من السداد
قال أبو عمرو: والرواية التي أسوقها هنا هي تأليف الشيخ العلامة شيخنا الألباني حفظه الله
فقد قال:
« وقد سقته سياقًا واحدًا ضامًّا إليه جميع الزوائد والفوائد التي وردت في شيء من طرقه الثابتة عند هؤلاء وغيرهم، بصورة لا يجدها في غيره، والحمد لله على توفيقه » .
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ق فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ.
فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ ق مستقبل القبلة وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ.
فجعل ينظر إلى السماء وينظر إلى الأرض وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثًا.
ثم َقَالَ: اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.
ثم قال: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبرثلاثًا ثُمَّ قَالَ:
إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ. =
= قَالَ: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا.
وفي رواية: حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء، وفتحت له أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم ويدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم.
فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ فذلك قوله تعالى: ﱹﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﱸ
وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ.
قَالَ: فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ يَعْنِي بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟
فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُو نَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ.
فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ ﱹ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﱸ فيكتب كتابه في عليين ثم قال:
وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ فَإِنِّي وعدتهم أني مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى.
قَالَ: فيرد إلى الأرض فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ .
قال: فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه مدبرين.
فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ شديدا الانتهار فينتهرانه فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ:
مَنْ رَبُّكَ؟!
فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ.
فَيَقُولَانِ: ومَا دِينُكَ؟!
فَيَقُولُ: دِينِيَ الْإِسْلَامُ.
فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟!
فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ ق.
فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ؟!
فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ.
فينتهره فيقول: من ربك؟ وما دينك؟ وما نبيك؟ =
= وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن، فذلك حين يقول الله لأ:
ﱹ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﱸ
فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد ق.
فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ.
قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ.
قَالَ: وَيَأْتِيهِ .. وفي رواية: يمثل له رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ أبشر برضوان من الله وجنات فيها نعيم مقيم هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ.
فَيَقُولُ لَهُ: وأنت، فبشرك الله بخير مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ.
فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ، فوالله ما علمتك إلا كنت سريعًا في إطاعة الله بطيئًا في معصية الله فجزاك الله خيرًا.
ثم يفتح له باب من الجنة وباب من النار.
فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله، أبدلك الله به هذا.
فإذا رأى ما في الجنة قال: فَيَقُولُ رَبِّ عجل قيام السَّاعَةَ كيما أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي فيقال له: أسكن.
قَالَ: وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ وفي رواية: الفاجر إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ غلاظ شِداد سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ من النار َيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ.
قَالَ: فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ الكثير الشعب مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فتقطع معها العروق والعصب فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء فتغلق أبواب السماء ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرج روحه قبلهم.
فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ فَيَقُولُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا ويأتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه ويُجلسانه فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ =
= فلا يهتدي لاسمه فيقال: محمد فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي سمعت الناس يقولون ذاك
قال: فيقال لا دريت ولا تلوت.
فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ في قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ وَيَأْتِيهِ – وفي رواية: يمثل له - رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ وأنت فبشرك الله بالشر مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ فوالله ما علمت إلا كنت بطيئًا عن طاعة سريعًا إلى معصية الله فجزاك الله شرًا ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جمل كان ترابًا فيضربه ضربة حتى يصير بها ترابًا ثم يعيده الله كما كان، فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين، ثم يفتح له باب من النار ويمهد من فرش النار.
فَيَقُولُ رَبِّ لَا تُقِمْ السَّاعَةَ.
غريب الحديث: