مدارج السالكين / ابن قيم الجوزية
و القصد : أن إضاعة الوقت الصحيح يدعو إلى درك النقيصة
إذ صاحب حفظه مترق في درجات الكمال
فإذا أضاعه لم يقف موضعه بل ينزل إلى درجات من النقص
فإن لم يكن في تقدم فهو متأخر ولا بد
فالعبد سائر لا واقف ,فإما إلى فوق و إما إلى أسفل , و إما إلى أمام ,و إما إلى وراء
و ليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف ألبتة ما هو إلا مراحل تطوى أسرع طيو إلى الجنة أو إلى النار
فمسرع و مبطىء, و متقدم و متأخر
و ليس في الطريق واقف ألبتة وإنما يتخالفون فى جهة المسير, و في السرعة والبطء
( إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر) المدثر : 35 -37
و لم يذكر واقفا, إذ لا منزل بين الجنة والنار ,و لا طريق لسالك إلى غير الدارين ألبتة
فمن لم يتقدم إلى هذه الأعمال الصالحة فهو متأخر إلى تلك بالأعمال السيئة.