كلما مرت بخاطري ابتسمت ولدموع عيني أطعت ، شوقا إلى رفقة فقدتُ :
من قديم الزمان - ليس كثيرا جدا فلا تطلقن لخيالكن العنان -
كنت في مجلس علم وكل واحدة معها كتابها ، تخط في حواشيه بأقلامها
تقرأ إحدنا وتستمع الأخريات ، ثم نتوقف لنناقش ما قد يعرض فيما قرأتْ من اشكالات
، ويبدو أني انشغلت في حاجة لصغيري ، فلم انتبه إلا وهن حائرات يتباحثن متسائلات :
من سمعت عن (بَنْدَرَة ) بالذات ؟ من هو ( بَنْدَرَة ) من تعرف من الأخوات؟
فتعجبت من السؤال ، واستفسرت عن السبب في الحال !!
فأعادت القارئة على سمعي ما سبب الاشكال وأثار ذاك السؤال :
[.... ونَقَلَ هذا القَوْلَ بَنْدَرَةُ ] انتهت القراءة
والسؤال :
من هو هذا البَنْدَرَةُ ؟
فاسارعتْ أختنا لنا قائلة :
لعله بُنْدُرَة ؟
ومن نافلة القول أن الكتاب كان غير مشكول ، تقرأه أحدانا بما تظنه معقول ومقبول
فقلت: يا أختنا أظن أن الجملة تُقرأ :
[ .... ونُقِلَ هذا القولُ بِنُدْرَةٍ ]
فأغرقنا جميعا في الضحك الشديد حتى دمعت منا العيون ، وطال علينا ذلك الحال حتى عاد إلينا السكون
وعلمنا جميعا في الحال ما سبب الإشكال ، و إجابة ذلكم السؤال ...!!
** وكلما التقينا بعدها وعلى مر السنوات تذاكرنا معا تلكم الذكرى بالذات
حتى بعدت بنا السنوات ومات منا من مات وبقيت تلكم الذكرى تواتيني مصاحبة
بسمات مختلطة بالعَبرات يحلق قلبي في سمائها مع أعطر الذكريات ...