فأما (مَنْ)، فإنها تكون للعِالِم نحو: (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْم الْكِتَابِ) ولغيره في ثلاث مسائل:
إحداها: أن يُنَزَّلَ منزلتَهُ نحو: (مَنْ لاَ يَسْتَجِيبُ له) وقوله:
*أسِرْبَ الْقَطَا هَلْ مَنْ يُعِيُر جَنَاحَهُ*
وقوله:
أَلاَ عِمْ صَباَحًا أَيُّهاَ الطّلَلُ البَالِي * وَهَلْ يَعِمَنْ مَنْ كَانَ في العُصُرِ الَخْالِي
فدُعاء الأصنام ونِداء القَطَا والطّلَل سوَّغَ ذلك.
الثانية: أن يجتمع مع العاقل فيما وقعت عليه (مَنْ) نحو (كَمنْ لاَ يَخْلُقُ) لشُمُوله الآدميينَ و الملائكةَ والأصنامَ ونحو (أَلَمْ تَرَ أنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّموَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ) ونحو (مَنْ يَمْشى عَلَى رِجْلَيْنِ) فإنه يشمل الآدمِىَّ والطائرَ
الثالثة: أن يقترن به في عمومٍ فُصِّل بمن نحو (مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ) و (مَنْ يَمْشِى عَلىَ أَرْبَعِ) لاقترانهما بالعاقل في عموم (كلّ دابة)
وأما (ما)،
فإنها لما لا يَعْقِلُ وَحْدَه نحو (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ) و
له مع العاقل نحو (سَبَّحَ للهِ مَا في السَّموَاتِ وَمَا فىِ الأَرْضِ)
ولأنواع مَنْ يعقل نحو (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ)
وللمُبَهمِ أمْرُهُ كقولك وقد رأيت شَبَحاً: (انْظُرْ إلى مَا ظَهَرَ)