قَال الْلَّه تَعَالَى :
{ يَأَّيهَا الْنَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَر وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُم شُعُوْبا وَقَبَائِل لِتَعَارَفُوَا إِن أَكْرَمَكُم عِنْد الْلَّه أَتْقَاكُم }
وَقَال تَعَالَى "وَجَعَلْنَاك م ازْوَاجَا"
قَال صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم { لَعَن الْمُتَشَبِّهِي ْن مِن الْرِّجَال بِالْنِّسَاء ، وَالْمُتَشَبِّه َات مِن الْنِّسَاء بِالْرِّجَال }
رَوَاه الْبُخَارِي مِن حَدِيْث ابْن عَبَّاس رَضِي الْلَّه عَنْهُمَا { وَلَعَن رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم الْرَّجُل
يَلْبَس لَبِس الْمَرْأَة ، وَالْمَرْأَة تَلْبَس لُبْس الْرَّجُل }
رَوَاه الْإِمَام أَحْمَد وَأَبُو دَاوَد قَال فِي الْآدَاب الْكُبْرَى : إِسْنَادِه صَحِيْح ،
وَهُو مِن حَدِيْث أَبِي هُرَيْرَة رَضِي الْلَّه عَنْه .
وَفِي رِوَايَة لِلْبُخَارِي { لَعَن رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم الْمُخَنَّثِين مِن الْرِّجَال ،
وَالْمُتَرَجِّل َات مِن الْنِّسَاء }
قَال الْحَافِظ الْمُنْذِرِي : الْمُخَنَّث بِفَتْح الْنُّوْن وَكَسْرِهَا مَن فِيْه انْخِنَاث ،
وَهُو الْتَّكَسُّر وَالتَّثَنِّي كَمَا يَفْعَلُه الْنِّسَاء لَا الَّذِي يَأْتِي الْفَاحِشَة الْكُبْرَى .
وَأَخْرَج الْإِمَام أَحْمَد بِسَنَد حَسَن عَن أَبِي هُرَيْرَة رَضِي الْلَّه عَنْه قَال
{ لَعَن رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم مُخَنَّثِي الْرِّجَال الَّذِيْن يَتَشَبَّهُوْن بِالْنِّسَاء ،
وَالْمُتَرَجِّل َات مِن الْنِّسَاء الْمُتَشَبِّهَا ت بِالْرِّجَال ، وَرَاكِب الْفَلَاة وَحْدَه } .
وَرَوَّى الْطَّبَرَانِي عَن أَبِي أُمَامَة مَرْفُوْعا
{ أَرْبَعَة لُعِنُوْا فِي الْدُّنْيَا ، وَالآَخِرَة وَأَمِنَت الْمَلَائِكَة :
رَجُل جَعَلَه الْلَّه ذَكَرَا فَأَنَّث نَفْسِه وَتُشَبَّه بِالْنِّسَاء ، وَامْرَأَة جَعَلَهَا الْلَّه أُنْثَى فَتَذَكَّرْت وَتَشَبَّهْت بِالْرِّجَال ،
وَالَّذِي يُضِل الْأَعْمَى ، وَرَجُل حَصُوْر ، وَلَن يَجْعَل الْلَّه حَصُوْرَا إِلَّا يَحْيَى ابْن زَكَرِيَّا } .
وَرَوَّى الْبَزَّار ، وَالْحَاكِم ، وَقَال صَحِيْح الْإِسْنَاد عَن ابْن عُمَر رَضِي الْلَّه عَنْهُمَا قَال
قَال رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم { : ثَلَاثَة لَا يَدْخُلُوْن الْجَنَّة : الْعَاق لِوَالِدَيْه ، وَالْدَّيُّوث ،
وَرَجُلَة الْنِّسَاء } .
قَال الْحَافِظ الْمُنْذِرِي : الْدَّيُّوث بِفَتْح الْدَّال الْمُهْمَلَة وَتَشْدِيد الْمُثَنَّاة تَحْت هُو الَّذِي يَعْلَم الْفَاحِشَة
فِي أَهْلِه وَيُقِرُّهُم عَلَيْهَا .
قُلْت : وَهُو فِي حَدِيْث عَمَّار رَضِي الْلَّه عَنْه مُفَسِّر فِي الْمَرْفُوْع وَلَفْظُه
{ ثَلَاثَة لَا يَدْخُلُوْن الْجَنَّة أَبَدا : الْدَّيُّوث ، وَالْرَّجُلَة مِن الْنِّسَاء ، وَمُدْمِن الْخَمْر .
قَالُوْا يَا رَسُوْل الْلَّه : أَمَّا مُدْمِن الْخَمْر فَقَد عَرَفْنَاه ، فَمَا الْدَّيُّوث ؟ قَال [ ص: 171 ]
الَّذِي لَا يُبَالِي مَن دَخَل عَلَى أَهْلِه . قُلْنَا : فَمَا الْرَّجُلَة مِن الْنِّسَاء ؟ قَال : الَّتِي تَتَشَبَّه بِالْرِّجَال }
رَوَاه الْطَّبَرَانِي . قَال الْحَافِظ الْمُنْذِرِي : وَرُوَاتُه لَا أَعْلَم فِيْهِم مَجْرُوْحا . وَالْلَّه أَعْلَم .
قَال تَعَالَى :[يَا أَيُّهَا الْنَّاس اتَّقُوْا رَبَّكُم الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْس وَاحِدَة وَخَلَق مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَث مِنْهُمَا رِجَالْا كَثِيْرَا وَنِسَاءِا]
قَوْلُه تَعَالَى:
{ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْس وَاحِدَة وَخَلَق مِنْهَا زَوْجَهَا } (3)
وَفِي قَوِلِه تَعَالَى: { هُو الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْس وَاحِدَة وَجَعَل مِنْهَا زَوْجَهَا } (4)
وَفِي قَوْلِه: { وَمِن آَيَاتِه أَن خَلَق لَكُم مِّن أَنْفُسِكُم أَزْوَاجا لِّتَسْكُنُوَا إِلَيْهَا } (5)
وَفِي قَوْلِه: { وَالْلَّه جَعَل لَكُم مِّن أَنْفُسِكُم أَزْوَاجا } (6)
وَقَد قَال أَهْل الْتَّفْسِيْر: يَعْنِى: الْنِّسَاء، فَإِن حَوَّاء خُلِقَت مِن ضِلَع آَدَم عَلَيَه الْسَّلَام.
الْتَّفْسِيْر: يَعْنِى: الْنِّسَاء، فَإِن حَوَّاء خُلِقَت مِن ضِلَع آَدَم عَلَيَه الْسَّلَام هَذَا مَا قَالَه الْشَّيْخ الْأَرْنَاؤُوْط
بِالْحَرْف الْوَاحِد ..
قَال ابْن كَثِيْر: (وَقَد صَرَّح بِذَلِك مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، حَيْث قَال: لَمَّا فَرَغ الْلَّه مِن مُعَاتَبَة إِبْلِيْس،
أَقْبَل عَلَى آَدَم وَقَد عَلَّمَه الْأَسْمَاء كُلَّهَا، فَقَال: {يَا آَدَم أَنْبِئْهُم بِأَسْمَائِهِم}
إِلَى قَوْلِه: {إِنَّك أَنْت الْعَلِيْم الْحَكِيْم} قَال: ثُم أَلْقَيْت السِّنَة عَلَى آَدَم -
فِيْمَا بَلَغَنَا عَن أَهْل الْكِتَاب مِن أَهْل الْتَّوْرَاة وَغَيْرِهِم مِن أَهْل الْعِلْم،
عَن ابْن عَبَّاس وَغَيْرِه -ثُم أَخَذ ضِلْعا مِن أَضْلَاعُه مِن شِقِّه الْأَيْسَر، وَلِأُم مَكَانَه لَحْما،
وَآَدَم نَائِم لَم يَهُب مِن نَوْمِه، حَتَّى خَلَق الْلَّه مِن ضِلْعِه تِلْك زَوْجَتِه حَوَّاء، فَسَوَّاهَا امْرَأَة لِيَسْكُن إِلَيْهَا.
فَلَمَّا كُشِف عَنْه السِّنَة وَهَب مِن نَوْمِه، رَآَهَا إِلَى جَنْبِه، فَقَال -
فِيْمَا يَزْعُمُوْن وَالْلَّه أَعْلَم-: لَحْمِي وَدَمِي وَرُوْحِي)..