(9) شعر ابن عقيل
قال ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة (3/134) :
قال ابن النجار : قرأتُ في كتاب أبي نصر المعمر بن محمد بن الحسن البيع بخطه ، وأنبأنا عنه أبو القاسم الأزجي ، قال : أنشدنا أبو الوفاء عليّ بن عقيل بن محمد بن عقيل الحنبليّ لنفسه :
يقولون لي ما بال جسمك ناحلٌ *** ودمعك من آماق عينيك هاطلُ.
وما بال لون الجسم بدل صفرةً *** وقد كان محمرًّا فلونك حائلُ.
فقلتُ سقامًا حلّ في باطن الحشا *** ولوعة قلب بلبلته البلابلُ
وأنَّى لمثلي أن يبين لناظر *** ولكنني للعالمين أُجاملُ
فلا تغتررْ يوماً ببشري وظاهري *** فلي باطن قد قطّعته النوازلُ
وما أنا إلا كالزناد تضمّنتْ *** لهيباً ولكنّ اللهيبَ مُداخلُ
إذا حُمل المرء الذي فوق طوره *** يرى عن قريب من تجلد عاطلُ
لعمري إذا كان التجمّل كلفة *** يكون كذا بين الأنام مجامِلُ
فأما الذي أثنى له الدهر عطفه *** ولان له وعر الأمور مواصلُ
بألطاف قربٍ يسهل الصعب عندها *** وينعم فيها بالذي كان يأملُ
تراه رخيّ البال من كل علقةٍ *** وقد صميت منه الكَلا والمفاصلُ