أنت تقول
سامحك الله ، فليس بين أهل السنة خلاف في نفي تكفير المعينين إذا استوفوا الشروط وانتفت عنهم الموانع ، وكتب الفقه أكثرها تنص على باب أحكام المرتدين ولم يخالف في ذلك إلا أهل الضلال
يبدو أنك حقاً لا تقرأ شيئاً مما يكتب كما لاحظت أحد الأخوات ذلك من قبل وأنا ألاحظه أيضاً فأنت تقول الشيخ يتكلم عن المعين ولوكنت قرأت الفتوى كاملة لوجدته يقول سواء كان معيناً أو غير معين وإرجع إلى الفتوى تجد الكلام لازال موجوداً شاهداً على تخبطك فى فهمه .
أما عن إتهامك لى ببتر الكلام فهذا أيضاً ناتج عن عدم فهمك أو تجاهلك أو عدم قرائتك لكلامى فكيف تقول أبتر الكلام والمشاركة بالأعلى وتستطيع أن تفتضحنى ولكنى أخذت من المشاركة ما قمت بالرد عليه ثم قلت تحتها هذا الكلام الذى أنقله لك إقتباساً حتى لا تقول محرف أو مبتور
وأنا أتكلم فى الموضوع شيئاً فشيئاً فأردت التنبيه على مسألة التوسل بالنبى أما مسألة الإستغاثة فراجع فتاوى العلماء بالأعلى
فتأمل فى قولى أما مسألة الإستغاثة فكيف يبتر العبد كلاماً ثم ينبه عليه ألا فلتتقى الله عز وجل فى أعراض إخوانك
ثم أنت تقول
أعتقد يقيناً أنه كلما وجد الجهل وكان لصاحبه ثابتاً ، وجد معه في الشريعة العذر به ، خاصة في زمن التلبيس والتدليس ، الذي أجاز فيه كبير العمائم عندنا الاستغاثة بالنبي عليه الصلاة والسلام ، وكان كبار العمائم عندنا يحضرون بل يواظبون على حضور الموالد ، وينكرون أشد النكير على المخالفين ، بل ويستدلون بالنصوص مع تأويلها طبعاً ، ويأتيهم الناس ، وبعد البحث والتحري والسؤال ، يقولون لهم " قال رسول الله " إذا ضاقت بكم الصدور فعليكم بأصحاب القبور "فيا لضيعة عامة المسلمين ، بين مشايخ مضلين ، وبين منهج لا يرحم فيخرج المجتهد منهم وسعه من الدين .
[/
سبحان الله تعذرون من ذبحوا لغير الله وتوجهوا بدعائهم لغيره وإستغاثوا بالبدوى وتقولون ملبس عليهم وانا أقول أنت لست أرحم من الله بالناس فقد قال ربنا (( وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ )) ومع شدة التلبيس عليهم لم يعذرهم والذى يفهم من كلامك أن تعذرهم لتأثير البيئة المحيطة فيهم من علماء سوء وغيره وأنا أقول لك قد بين الله أثر البيئة على الأنسان في قوله تعالى (وصدها ماكانت تعبد من دون الله انها كانت من قوم كافرين), .ومع ذلك حكم عليها بالكفر فى نفس النص وغلاة القدرية تأثروا بالتلبيس وغلاة الجهمية والخوارج إلتبست عليهم الآيات فأنزلوا آيات الكفر على المسلمين ولم يعذر النصارى بتلبيس علماء السوء ولم يعذر اليهود كذلك .
وأعلم أن كل هؤلاء يحبون أنهم على الحق كما قال الله (( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِين َ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) ))
ويعتقدون أن هذا يقربهم من الله كما كان سلفهم ((وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)) ومع ذلك حكم الله بكفرهم ولم يعذرهم مع وجود التلبيس ولكن كان العلم موجوداً فكان زيد بن عمرو بن نفيل سيد الموحدين في عصره وحياته، فقد كان الناس يعبدون الأصنام وهو يوحد الواحد الديان، فخرج من صلبه هذا الجيل المبارك بالتوحيد، وعلى رأسهم الصحابي الجليل المبشر بالجنة سعيد بن زيد.
وسوف يبعث يوم القيامة أمة وحده )) ..
زيد هذا كان يُحيي الموءودة؛ يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: مَهْ؛ لا تقتلها؛ أنا أكفيك مؤنتها، فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤنتها. {أخرجه الحاكم 3-404 وصححه ووافقه الذهبي}
وكان يعيب على قريش عبادتهم غير الله، وذبحهم على غير اسمه جل وعلا، ويقول لهم: الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله؟! إنكارًا لذلك وإعظامًا له، وقُرِّب إليه طعام فقال لأصحابه: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذُكر اسم الله عليه.
{البخاري 3614}
زيد بن عمرو بن نفيل فوقف فلم يدخل في يهودية ولا نصرانية، وفارق دين قومه، فاعتزل الأوثان والميتة والدم والذبائح التي تُذبح على الأوثان، وتورع عن قتل الموءودة، وقال: أعبدُ ربَّ إبراهيم؛ وبادى قومه بعيب ما هم عليه.
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نُفيل شيخًا كبيرًا مُسندًا ظهرهُ إلى الكعبة وهو يقول: يا معشر قريش؛ والذي نفسُ زيد بن عمرو بيده، ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري، ثم يقول: اللهم لو أني أعلم أيَّ الوجوه أحبَّ إليك عبدتك به، ولكني لا أعلمه، ثم يسجدُ على راحته.
قال ابن إسحاق: وحُدّثت أن ابنه سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل، وعمر بن الخطاب وهو ابن عمّه قالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنستغفرُ لزيد بن عمرو؟ قال: "نعم فإنه يُبعثُ أمةً وحدهُ".
{رواه أحمد (1648)}
وقال زيد بن عمرو بن نفيل في فِراق دين قومه، وما كان لقي منهم في ذلك:
أربٌّ واحدٌ أم ألفَ ربِّ
أدينُ إذا تُقُسِّمتِ الأمورُ؟
عزلتُ اللات والعُزَّى جميعًا
كذلكَ يفعلُ الجَلْدُ الصبورُ
فلا العُزى أدينُ ولا ابنتيها
ولا صَنَمي بني عمرٍو أزُورُ
ولا هُبلا أدينُ وكان ربًا
لنا في الدهر إذ حِلمي يسيرُ
عجبتُ وفي الليالي مُعجباتٌ
وفي الأيام يعرفها البصيرُ
بأنَّ الله قد أفنى رجالا
كثيرًا كان شأنهم الفجورُ
وأبقى آخرين ببرِّ قومٍ
فيربل منهمُ الطفلُ الصغيرُ(1)
وبينا المرءُ يَفْتُر ثابَ يومًا
كما يتروَّح الغُصنُ المطيرُ(2)
ولكن أعبُدُ الرحمن ربِّي
ليغفرَ ذنبيَ الرَّبُّ الغفورُ
فتقوى الله ربكُم احفظوها
وعدى ابن حات الطائى كان يتبع علماء السوء من النصارى ولا يعلم ومع ذلك لم يعذر فى هذه المسألة
فق سمع النبى و هو يقرأ سورة براءة فقرأ هذه الآية { اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله } حتى فرغ منها فقلت انا لسنا نعبدهم فقال : ( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه و يحلون ما حرم الله فتستحلونه ؟ ) قلت بلى قال : ( فتلك عبادتهم )
وأنا لا أعلم لم تتجاهل إلى الآن معنى إقامة الحجة عند إبن تيمية ولا أعلم لم تتجاهل إلى الآن فتاوى كبار العلماء بعدم العذر بالجهل لمن كان يعيش بين المسلمين .
ثم أنت تقول تحية عجبية فتقول والسلام وأنا أقول لك تحية الإسلام هى السلام عليكم ورحمة الله