فسرعة البديهة أولي الناس بها من يعامل الخلق : أي شيخ بضاعته الناس فرأس مال الشيخ الناس فأنتم كبلد تجاري عندما تنزل إلي السوق رأس مالك المال ، عندما تخرج خسران صفقة من السوق ترجع حزين ، لماذا ؟ خسرت ، وكلامي لشبابنا وأبنائنا وليس للمشايخ الكبار المشايخ الكبار لا يحتاجون إلي أحد يعلمهم ، لكن الكلام هذا لأبنائنا في الدعوة ، هل أنت عندما تحزن أحد وتفعل مشكلة هل تشعر وأنت راجع إلي البيت أنك خسرت صفقة ، وتشعر بحزنٍ كما يشعر التاجر إذا خسر صفقة في السوق ؟ ، إذا لم يدخل قلبك هذا الشعور فينبغي أن تراجع نفسك ، الفراسة هكذا ، أنت تعامل ناس علي ألوانٍ شتى فيهم اللئيم ، وفيهم الكريم ، وفيهم الزكي ، وفيهم الغبي ، وفيهم كل ما تتخيله ، كيف تستطيع أنت كشيخ أن تستوعب كل صفات هؤلاء وتخرج بنجاحٍ باهر أنت معك ألوف مؤلفة أو معك ملايين ويكونوا كلهم راضيين عنك ويحبوك وأنت مرجعيتهم ، كيف تصل إلي شيء مثل هذا ؟ لابد أن تدرس علم الفراسة ، أقول لكم أشياء من الفراسة العجيبة للعلماء الكبار ، فيه راوي من رواة الحديث لا يعرفه يمكن حتى دارسي الحديث أو كثير من دارسي الحديث ليس كل دارسي الحديث من الشباب والطلبة وغير ذلك اسمه يحي بن أكثم ،يحي بن أكثم هذا مرة يحكي يقول: كنا في مجلس سفيان بن عيينة ، سفيان بن عيينة هذا شيخ أحمد والشافعي وكان محدثًا ثبتًا كبير القدر قرآنيًا غير سفيان الثوري ، سفيان الثوري كان محدثًا ثبتًا فقيهًا زاهدًا ورعًا ، لكن سفيان بن عيينة يتميز علي سفيان الثوري في الغوص علي معاني القرآن ، فذات مرة سفيان بن عيينة دخل المجلس وهو ضجر غاضب لا يريد أن يكلمه أحد ، فجلس وجلس ينفخ فترة في المجلس ثم التفت إليهم وقال: أليس من الشقاء أن أجالس عمر بن دينار ؟ ورأي جابر بن عبد الله وأجالس عبد الله بن دينار وجالس ابن عمر ، وجالست تمرة بن ربيعة وجالس أبا سعيد ألخدري ، ثم أجالسكم ؟ ، أي يقول له: أليس من الشقاء أن يكون شيوخي الذين جالستهم هم الذين رأوا الصحابة وبعد ذلك في آخر المواخر أجلس معكم أنتم ؟ فقال شاب حدث: سنه مازال صغيرًا .قال: يا أبا محمد أتكلم علي الإنصاف ولا تغضب ؟ ، قال: نعم ، قال له: والله لشقاء من رأي رسول الله بك أعظم من شقائك بنا ، قال له: الذين رأوا النبي أنت كنت عبء عليهم أكثر مننا عليك ، لشقاء من رأي رسول الله r بك أعظم من شقائك بنا ، فكأنما ألقمه حجرًا لم يستطيع أن يتكلم فعلًا حجة قوية ، ثم سكت قليلًا وقال: أنشد أبيات أبي نواس الذي يقول فيها:
خلِ جنبيك لرام
وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت خير
لك من داء الكلام
رام: أي رامي
لكي لا يصيبك بسهم أو غير ذلك
مت بداء الصمت خير
لك من داء الكلام
كأنه الشيخ يقول: ما الذي جعلني أتكلم في هذه الساعة لكي يخرج لي هذا الولد يقول لي هاتين الكلمتين الذين يحرقوا الدم هؤلاء ، سفيان يريد أن يقول الكلمتين هؤلاء ، ثم قال سفيان: من الفتى ؟ قالوا: هذا يحي بن أكثم ، فقال: إن هذا يصلح لمجالسة هؤلاء أي السلاطين ، لماذا ؟ سريع البديهة والذي يجلس مع السلطان لابد أن يكون رأسه كلها عيون ، لماذا ؟ لأن السلطان إذا قص لا يقص غير الرقبة علي الفور علي قدر قربك من السلطان تغرف من بحر وتأخذ نقود وتأكل وتعبأ وغير ذلك ، لكن الغلطة بقطع رقبة ، علي قدر الفائدة تكون العقوبة ، فالذي يقترب من السلطان مثل الذي يذهب ناحية الأسد ، لابد أن يكون سريع البديهة ويعلم كيف يتكلم .
جرير بن عطية: الذي كان يهجو الفرزدق أصحاب المناقبات ، جرير بن عطية هذا الذي أمسك بالفرزدق والأخطل وعصرهم في الهجاء ، حتى قالوا: أنه لا يصبر أحد لهجاء جرير ، هذا بالكلمة رفع أباه إلي السماء يفتخر بأبيه ، من هو أبوه الذي يقول: وأبي فعل وأبي طلع وطار بجناحين وبني فوق وتحت وغير ذلك ، من هو أبوة ؟ جرير ، جرير يسير هو وواحد فوجدوا واحد نائم تحت شاة ويرضع وذقنه فيها لبن وتسكب لبن وحالته كرب أي تراه ترجع ، فجرير يقول للذي معه يقول له: أتدري من هذا الذي يرضع من هذه الشاة ؟ قال له: لا ، قال له: ذاك أبي ، هذا هو أبوك وتقول لي: ذاك أبي وترفع رموشك لأعلى وغير ذلك ، لو كان أبوك عليه طلا أو لديه ضياع أو أملاك ، ماذا كنت ستفعل بنا ؟ ، لكن شاعر وصعد به السماء .
جرير هذا كان مرة مع عبد الملك بن مروان ينشد قصيدة مدح له ، وكان عبد الملك بن مروان كان مضجعًا وجرير يتكلم إلي أن وصل جرير إلي هذا البيت وهذا البيت يقولونه: هو أمدح بيتٍ قالته العرب أول ما عبد الملك بن مروان سمع البيت هذا وقف في مكانه على الفور ، لماذا ؟ من روعة الكلام يقول له:
ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطون راح
هذا البيت عندما قرأته عيني أدمعت لأنه لا يستحق هذا البيت إلا رسول الله r لأنه أندى العالمين يقول له:
ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطون راح
راحة اليد: هي بطن اليد بطن الراحة .أنت عندما تعطي لواحد نقود أو تعطي عطية ، هل تعطيها له تضعها علي ظهر يدك وترميها في وجهه أم تضعها في يدك وتعطيها له ؟ تضعها في راحة يدك وتعطيها له فيقول له:
أي لا يوجد أحد مثلكم في الندى وفي السخاء وفي الكرم ولم يمتطي أحد صهوة دابة أشرف منكم في الدنيا ، أقول لك: عبد الملك بن مروان كان نائم وقف عندما سمع البيت هذا ، وقال: من كان مادحًا فليمدحنا بمثل هذا ، فالذي يقترب من الأمراء والذي يقترب من الملوك رجل لابد أن يكون له صفاتٍ خاصة ، ولديه كياسة مفرطة
يحي بن أكثم: هذا وَليَّ القضاء وهو سنه سبعة عشر سنة ، فاثنين من الخصوم أتوا له كبار في السن ، فواحد نظر قال: أين القاضي هو يري غلام أمامه ، سبعة عشر سنة الغلمان عندنا مازالوا يمصوا مصاصات وينفخوا بلالين ويركبوا مراجيح سبعة عشر سنة ويفعل الكلام هذا ، هو دخل ، أين القاضي ؟ لا يراه ، المفروض القاضي واحد هكذا فقالوا له: القاضي هو هذا جالس سبعة عشر سنة فأحب أن يتهكم به ، فقال له: كم سن القاضي ؟ فقال له: سني هو سن عَتَّاب بن أسيد الذي ولاه النبي علي مكة فكأنما ألقمه حجرًا ، لا يوجد جواب أفضل من هذا ، قال له: أنا سني سن عتاب بن أسيد الذي جعله النبي r واليًا علي مكة في غزوة من الغزوات ، فكأنما ألقمه حجرًا ، فهذه مسألة الفراسة وأنت تقرأ الناس الاستقراء الذي ذكرته لكم ليس معناه استفعال من القراءة أنك تجلس تقرأ في كتاب ، لا ، لابد أن تقرأ وجوه الناس لتضع الكلام في الواقع الملائم .
لذلك أنا أنصح أي رجل يتصدر للدعوة وأوصي أبنائي من الشباب الدعاة: قبل أن يدخلوا بلدًا من البلدان لابد أن يعلموا طبيعة البلد ، والدعوة الثائرة في البلد قبل أن يدخلوها ، حتى لا يصطدموا بها لاسيما إذا كانت الدعوة إلي الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح دعوةٍ وليدة ، وهذا شيء أنا جربته في بعض مراكز محافظة كفر الشيخ محافظتي واستفدت هذه الفائدة من مجلسٍ عام ، أتوا جماعة من المركز أحد مراكز المحافظة عندنا وقالوا: والله نحن نريدك أن تأتي لكي تدعو في خطبة جمعة وتعطي درسا شهريا ، فذهبت إليهم وبعد ذلك ونحن نتناول الغداء جرى حوار بين الجلوس فواحد قال: إن الشيخ فلان أحد مشايخ الدعوة السلفية المشهورين أتي الجمعة الماضية وألقى درسًا في المسجد الفلاني عن أصول الدعوة السلفية ، فكان يوجد اتجاه معين في البلد هو المسيطر عليها ، فقالوا: هذا الرجل لن يدخل البلد مرة أخرى ، هم يحكوا الحكاية هذه ونحن علي الغداء لم يكونوا يقصدوا أن يعطوا لي معلومة ولا غير ذلك ، أول ما أنا علمت وسمعت الحكاية هذه ، لابد أن يكون لي أيضًا أذكي ما يقولون بلغة العصر لابد أن أكون استراتيجيًا .
وأنا كنت في بلدي وهي عاصمة المحافظة أنا أتكلم علي راحتي لأن لا أحد في البلد غير اتجاهنا ، لكن في المراكز الأخرى في اتجاهات أخرى ممكن تكون مناوئه لك ، فقررت بيني وبين نفسي ألا أذكر لفظة السلف طول ما أنا في المركز هذا ، كانت لفظة السلف تحدث حساسية حتى لو قلت السلف الصالح مع أن السلف الصالح ملك الجميع ، ما هو سلفك هل صالح ؟ لابد أن يكون صالح ، فالسلف الصلح كلمة لا تغضب أحد ، لكن السلف الصالح معناها السلفيين كانت تترجم إلي ذلك ، فأنا جلست أفكر فأنا ليس من الممكن أن أتجنب في كلامي كلمة السلف الصالح ، فلابد أن أقول: السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعي المتبوعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين الكلام الذي نقوله علي طول ويسير علي لساننا .
فجلست أفكر ما الذي ممكن أن أفعله حتى لا أهيج هذا الاتجاه ضدي فيقتلوا دعوتي وليدة ؟ أنا أريد أن أقوي دعوتي حتى تصبح شجرة عندما يرغب أن يشدها يقلعها من الأرض لا يستطيع أن يخلعها ، لكن لو أنا بذرة وخارج علي وجه الأرض بورقتين يستطيع أن يشدني ويرميني وراء ظهره ، وقد رأيت خيرًا عظيمًا في هذا البلد وشباب جميل أنا أريد أن أواصل معهم جلست أفكر عن كلمة بديلة لكلمة السلف الصالح فأتت لي الكلمة التي كنت أذكرها دائمًا في دروسي علي منهج القرون الثلاثة الأول ، من هم القرون الثلاثة الأول ؟ النبي r عدلهم وزكاهم قال:« خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم » هذه الرواية الصحيحة ، فيه رواية فيها شك في القرن الرابع لكن هذا الشك لا يصح هم ثلاثة قرون فقط ، واللفظ الصحيح للحديث الذي ذكرته أنا وليس كما هو شائع بين الناس يقول:« خير القرون قرني » كلمة القرون لم تثبت رواية في الحديث إنما الذي ثبت في الحديث « خير الناس قرني » وليس « خير القرون » .
فكنت: عندما أقول نحن علي مذهب القرون الثلاثة الأول الذي سينطق معي سيذهب في مصيبة ، فالقرون الثلاثة الأول ، من هم ؟ الصحابة والتابعون وتابعوهم ، الإمام مالك ليس من التابعين ولا من صغار التابعين ، لماذا ؟ لأنه لم يلحق أحد من الصحابة هذا متأخر أيضًا ، فعندما أقول القرن الثالث فنكون وصلنا إلي الزهري والجماعة الذين أغلب مشايخهم من كبار التابعين وأدرك بعض الصحابة ، وبدأت أسير وظللت أربع سنوات في البلد الاتجاه الآخر يحضر لي أجد رؤوسهم وكان فيهم فضلاء ، كان في الاتجاه الآخر ناس فضلاء ناس ملتزمين بالسنة ولديهم ديانة ولديهم زهد وكانوا هم قادة البلد وأنا أشهد لهم بهذا ، وبدأ يأتوا بإتباعهم أيضًا لكي يحضروا ابتعدت عن المسائل التي فيها خلاف وتمسكت بمسائل الأصول والمنهج .
وظللت أربع سنوات لا إشكال إطلاقًا في هذا البلد لحين أن أصبحت البلد كلها ملكي ، أول ما جاء خلاف غبت عن البلد حوالي ستة أشهر ممنوع من التدريس حتى في بلدي ، وفي بلدي وأنا في الستة أشهر هذه الطلبة كنت أجلس معهم علي الرصيف المسجد أنا ممنوع منه ، لكن الرصيف لم يمنعني منه أحد لا يوجد قرار أنه يمنعني من الرصيف ، كنت أخرج من المسجد وأجلس علي الرصيف والطلبة حولي يمسكون الكتب يقرؤوا في الكتب ويسألوا وأنا أجيب وغير ذلك لحين مضت ونقل الطقم وجاء طقم ثاني واستأنفنا الشغل ، عندما غبت ست أشهر ، الشباب الذي ذكرته لكم ليس لديه خبرة استقوى بالوضع البلد كلها أصحبت تبع القرون الثلاثة الأول ، وبدأ يرفع عقيرته ويتكلموا بكلام فارغ في مسائل جزئية لم يدرسوها جيدًا حدثت مشكلة فقالوا: نرجع للرجل الذي أتي لنا بمذهب القرون الثلاثة الأول هذا .
ذهبت لكي أحقق بينهم وجدت الجماعة رافعين الراية صريحة نحن السلفيين ، فقلت لهم: لماذا فعلتم هذا ؟ قالوا: حدث كذا وكذا ولن نبكي علي اللبن المسكوب فتعالوا نجلس جلسة ، قلت لهم: يا جماعة الكلام الذي ذكرته لكم علي مدار أربع سنوات ، هل أحد معترض علي الكلام نفسه ؟ قالوا: لا ، قلت لهم: لو أحببنا أن نسمي هذا المنهج باسم اختاروا له اسم فوقفوا ، قلت: لا ، نختار أي اسم نسميها الدعوة الإسلامية ، نسميها الدعوة النورانية ، سمي أي حاجة اختاروا اسم يا جماعة ، فسكتوا ، قلت لهم: ما رأيكم لو أسمناها السلفية ممكن تتركوا المنهج كله الذي ذكرته لكم وتفروا بسبب كلمة السلفية ؟ قالوا: لا طبعًا ، قلت لهم: الذي كنت أقوله هو السلفية ،وجلسنا وكانت جلسة مفيدة سكنا بها الأوضاع ثم لم أدخل البلد بعد ذلك ليس لشيء لأني انصرفت إلي بلدان أخرى أصبح في كوادر وفي شباب وفي غير ذلك .
قبل أن تدخل البلد اسأل عن أهل البلد ، ما هي طبيعة الناس ؟ ممكن يقول لك: البلد هذه كلها قبور أولياء مقامات وموالد وغير ذلك ونحن ليس لنا ظل في البلد هذه ، ليس أول ما أدخل أقول: الصلاة في المساجد التي فيها قبور حرام ولا تجوز مع أنه لابد من هذا ، لا أستطيع أن نلعب فيه ولا نغيره لا نستطيع أن نغيره لكن ممكن نؤجله لأن عندي قضايا أهم ليست أهم في الأهمية ، لا ، تجريد التوحيد ليس هناك أهم من تجريد التوحيد ، لكن في قضية ممكن أن أؤخرها قليلًا لمصلحة راجحة ، أي إقامة الحد إذا وصل إلي الحاكم ، هل يستطيع الحاكم أن يسقطه ؟ لا يستطيع لأن إقامة الحد في هذه الحالة صارت حقًا لله محضًا ، الرسول r نفسه لا يستطيع أن يسقط الحد إذا وصل الحد إليه ، ولدينا في ذلك أحاديث أنتم كلكم تعلمون حديث أسامة بن زيد المرأة المخزومية التي كانت تأخذ المتاع وتجحده وغير ذلك عندما ذهب أسامة بن زيد قال له:« أتشفع في حدٍ من حدود الله ؟ والله لو أن فاطمة بنت محمدٍ سرقت لقطع محمد يدها » .
وأنا أريدك أن تتأمل في العبارة هذه لم يقل: والله لو أن فاطمة ابنتي سرقت لقطعت يدها ، لم يقل هكذا ولكن قال:« والله لو أن فاطمة بنت محمد » ، من محمد ؟ رسول الله r لكن في الحدود الكل يستوي ، لا تقل لي فلان ولا غيره المسلمون تتكافأ دمائهم ، فأراد أن يقول: لو أن فاطمة سرقت سأقيم عليها الحد باعتبارها ابنة مسلم وليست بنت رسول الله ، ابنة مسلم تستوي مع أي مسلم في إقامة الحد ، ولم يقل ابنتي لأن إضافة الولد للإنسان يكون فيه نوع من الرحمة والشفقة والعطف لم يقلها لأنه لا يوجد شفقة في الحدود ، الأصل في الإسلام أنه يستر علي المحدود ، ومع ذلك قال:﴿وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾(النور:2) ، لماذا لم يجلدوا في السر ؟ والأصل الستر هنا فضيحة بأمر الله U ﴿وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ لأن فيه مصلحة لإظهار ذلك ، قال:« لقطع محمد » ، لم يقل لقطعت « لقطع محمد يدها » ، ولدينا حديث آخر أخفى من هذا يمكن لا يعلمه إلا الناس الدارسين علم وغير ذلك حديث صفوان بن أمية t .
قال: كنت نائمًا في المسجد الحرام وتحت رأسي عباءة ،فجاء لص فأخذ العباءة من تحت رأسه وأراد أن يفر بها ، صفوان وراءه أمسكه فأخذه بالعباءة إلي النبي r وقال له: أنا نائم الرجل هذا أخذ العباءة من تحت رأسي ، فأمر النبي r بقطع يده أول ما صفوان صاحب العباءة سمع أن يده ستقطع بُهت ، وقال: يا رسول الله تقطع يده في أربعة عشر درهمًا وهبتها له يأخذها هدية مني له لكن لا تقطع له يده هذه أربعة عشر درهم فقط ، فقال له:« هلا قبل أن تأتيني ؟ » ، لكن عندما وصل لي الحد لا أستطيع أن أسقطه صار حقًا لله محضًا لا يستطيع أحدًا أن يسقطه .النبي r نهى عن إقامة الحد في أرض العدو ، لماذا أتكلم كل هذا الكلام ؟ لكي أصل إلي الشاهد هذا أن المسألة كلها ترجع إلي المصلحة ولابد أن تكون المصلحة حقيقية وليست وهمية أي موهومة ، إقامة الحد إذا كان هو حق الله ، في الغزو واحد سرق من حرز ما يتجاوز النصاب أو ما يبلغ النصاب نقطع يده ، المفروض نقطع يده طالما وصل إلى الأمير أو الحاكم وذلك بدلالة الحديثين الذي ذكرتهما الآن ، والنبي r نهى أن يقام الحد على أحد في أرض العدو ، سرق ما يبلغ النصاب لا أقطع يده ، لماذا ؟ ، قال: لأجل مصلحتين ، المصلحة الأولى: أننا نحتاج إليه ، هو خرج لماذا وكيف سيمسك السيف بيده ، الثانية: ممكن أن تأخذه الحمية ويلتحق بالعدو لأنه بينه وبين العدو لا يوجد إلا الحدود سيلتحق بالعدو ، فما هي المصلحة أنني أقطع يده وأخسره كرجل في الحرب ، والثانية ممكن تأخذه الحمية فيكفر ويلتحق بأرض العدو ، لا فأنا أؤخر الحد حتى إذا رجعت إلى البلد أقمت عليه الحد .