تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تفريغ الجزء الثاني من الكياسة في فن السياسة للشيخ أبي إسحاق الحويني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي تفريغ الجزء الثاني من الكياسة في فن السياسة للشيخ أبي إسحاق الحويني

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الكياسة في السياسة
    الجزء[2]
    إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرر أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
    أما بعد.
    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .
    فأهلًا ومرحبًا بإخواني بعد غيبة خمسة عشر عامًا ، في
    آخر محاضرة ألقيتها هنا في مدينة بورسعيد كانت سنة خمس وتسعون في مسجد التوحيد ، وكانت بعنوان: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وأنا عادة قلما أنسى آخر كلام قلته في أي بلد من البلدان ، لأن محاضراتي كثيرة وفي بلاد كثيرة ، لكن كان بيني وبين هذه المدينة نوع محبة وارتباط فالحمد لله الذي أعادنا مرة أخرى لنصافح هذه الوجوه التي أسأل الله
    U أن تكون من جند الله ورسوله .
    كنت ألقيت في جامعة القاهرة محاضرة بعنوان( الكَياسة في فن السياسة) وأنهيت منها الجزء الأول ووعدت أن أتممه بجزء ثاني ولكن لم أتمكن من الذهاب مرة أخرى بسبب كثرة المحاضرات في المحافظات المختلفة والجامعات المتنوعة ، فإن شاء اللهU أن أتمم موضوعي هنا في هذه المحاضرة ، والموضوع الأول منفصل تمامًا عن هذا الذي أذكره الآن ، لأن معنى أنني أتمم الكلام أي الكلام له مقدمه فقد يبدو أو قد يظن أحد الجلوس أن الأول ناقص ، بل هو محاضرة مستقلة أيضا بأركان مستقلة وأمثلة كثيرة .
    لفظة السياسة لفظة غلبت على تسيير شئون الدولة والتعامل مع الدول الأخرى وهذا المصطلح غلب على هذه الكلمة حتى قال شيخنا الألباني رحمة الله عليه يومًا إن من السياسة ترك السياسة ، وكانت هذه العبارة مشهورة له ، والسياسة التي أعنيها بكلامي في هذه المحاضرة ليست هذا المعنى الضيق ولكن السياسة بمعناها العام
    السياسة بمعناها العام: هي كيف تصل إلى قلب من تخاطب؟ ويندرج تحتها مصطلحات كثيرة منها المصلحة فإنها لب السياسة ، وأيضًا توصيل العلم إلى الناس فإنه سياسة واختيار الواقع الملائم للدليل فهذا سياسة والمداراة سياسة ، والرفق سياسة ، حتى الخداع سياسة .
    فالسياسة شيء لازم لكل حي من غير الثقلين : الدواب والحشرات وغير ذلك والحرباء لما تلون نفسها إذا كانت على شجرة خضراء تكون خضراء وإذا كانت في الصحراء تكون صفراء ، هذه سياسة ، لما حتى تنقذ نفسها تكون بلون الشجر أو لون الصحراء .
    فالسياسة هي الحياة : ولذلك جعلت عنوان المحاضرة الكَياسة أي الفطنة والعقل في فن السياسة ، نحن خسرنا كثيرًا جدًا على مستوى الأفراد ومستوى الجماعات والمستوى الدولي بفشلنا السياسي .
    والذي يعنيني هو المجال الدعوي أننا ندعو الناس إلى الحق فهذه تحتاج إلى سياسة ، ألم يقل النبيr يومًا كما في حديث أبي مسعود ألبدري t وقال له رجل: يا رسول الله: إني لا أدرك الصلاة مما يطيل بنا فلان فغضب النبي r غضبًا لم يغضبه قط ، وقال: « أيها الناس إن منكم منفرين » الذي ينفر لا يعرف السياسة وتستغرب من كلام الرجل وشكواه يقول: إني لا أدرك الصلاة مما يطيل بنا فلان ، أي بسبب أن فلان يطيل الصلاة ، إمام يقرأ في العشاء بسورة البقرة في الركعة الأولى وأنت في أي طرف من أطراف البلد أليس هذا مدعاة أن تدركني في الركعة الأولى أم لا ؟ ، هو يقول له: بسبب أنه يطيل أنا لا أدرك ، فكيف يكون ذلك ، هو لأنه لا يستطيع أن يقف وقتًا طويلًا في الركعة الأولى فيقدر في ذهنه ، يجلس في البيت ويقول هو سيقرأ في الغالب نصف سورة البقرة في الركعة الأولى ، فنصف سورة البقرة تقريبًا تكون في كم من الوقت ؟ فيقول : يقرأها في ساعتين فيجلس ساعة في بيته ثم ينزل فيلحق ثلاثة آيات مع الركوع فيكون أدرك الركعة الأولى ، فالرجل يقصر في هذه المرة ويأتي فيجده قد انتهى من الصلاة بالكلية ، وليس في الركعة الأولى ، لا .
    فهو بسبب أنه يقدِّر أن فلان سيطيل فيقدِّر الوقت فيقول أنا لا أدرك الصلاة بسبب أن فلانًا يطيل ، لما ؟ لأنه يتأخر حتى ينتهي من الركعة الأولى ثم ينتهي من القراءة في الركعة الثانية ونلحق به في الركوع في الركعة الثانية ، والثالثة والرابعة ليس فيها قراءة فيكون أدرك الصلاة فالنبي r غضب غضبًا شديدًا وقال: « أيها الناس إن منكم منفرين ».
    السياسة تحتاج إلى حكمة وذكاء واستقراء : الاستقراء استفعال من القراءة أي كثرة القراءة ، وأنا لا أعني القراءة بمفهومها المحدود الذي يتبادر إلى الأذهان أنك تقرأ كتب العلم ، لا ، أن تقرأ نفوس الناس في وجوههم وهذا من الكياسة بمكان ، وأي رجل مدرب في صنعته يستطيع أن يصل إلى هذا ، الطبيب أحيانًا يأتيه المريض دون أن يشتكي فيقول المريض هذا عنده كذا وكذا وَكذا ، لماذا ؟ مر عليه هذا الشكل وهذا الوجه مائة مرة أو مائتين مرة ، ألف مرة ، والمرض أي مرض يكون له حدود معروفة ، الذي عنده القلب يظهر عليه والذي عنده الكبد يظهر عليه والذي عنده الصفراء يظهر عليه ، فتكون علامات يستطيع أن يدركها الطبيب المتأمل الممارس لفترة طويلة هناك مثل ضربته مرة ، كنت أسكن في القاهرة في مكان ورش وكان تحتي أو بجانب البيت الذي بجواري رجل ميكانيكي ، وأنا كنت أسكن على الأوتوستراد الذي هو شارع النصر الذي به المنصة بالقاهرة الذي يصل بك إلى حلوان والملك الصالح ، المهم ونحن نقف مع بعض أمام البيت مرت سيارة لها صوت ضجيج ، فقال لي: هذه السيارة الكرونة الخاصة بها ليس فيها شحم وهذا كله حديد يأكل في بعضه ، فكانت معلومة وانتهت ، واحد يبين لي أنه ماهر ، والغريب أن هذا الرجل كان قد أتى لهذا الميكانيكي ، أول ما رآه وهو يعرف لون السيارة ، أول ما رآه قال له: أنت مشكلة سيارتك أن الكرونة ليس بها زيت أو شحم وتأكل في بعضها وتعمل صوت رديء الرجل وقف وبهت وقال له: وما الذي عرفك ؟ قال له هذا عملي ، فلما فتح السيارة وجده كما قال بالضبط .
    هذا الميكانيكي مدة صنعته أربعون سنة ،يعمل في هذه المهنة أنا اعرف الصوت نفسه وأميز لو سمعت صوت معين في السيارة في الموتور أقول لك هذا يأتي من المكان الفلاني بدون أن أحضر لك آلة وأكشف عليها وغير ذلك ، فهذا الاستقراء وهذا الفهم في كل الصناعات وليس في العلم وحده ، كل ما الإنسان يكبر في السن مع محبته لمهنته ينجح فيها ، لذلك نحن :
    نقول لشبابنا في الدعوة استفيدوا بخبرة الشيوخ ويستفيد الشيوخ بسواعدكم : لأن نفس المرحلة التي مر بها الشباب نحن مررنا بها ، عندنا حماس وعندنا نشاط وغيره على السنة ومحبة للدين ، فكان كل هذا يدفعنا إلى تخطي حواجز الحكمة ، فكنا نفسد لأنه لم يكن لنا آنذاك من يربينا .
    ألعظامي والعصامي :أنا وكثير من إخواني على مذهب أبو ذراع ، أتعرفون مذهب أبو ذراع أي ممكن أقول لك أنا رجل عصامي ولست رجلًا عظاميًا ، والعصامي والعظامي بينهما فرق كبير ، العصامي معروف يقول لك هذا رجل عصامي أي بدأ من الصفر ، خرج بمفرده لم يكن أبوه رجل أعمال ولا غير ذلك وأخذ المسألة من بئر السلم ، اليوم هو رجل أعمال كبير واسمه يتردد في الأوساط التجارية وكان فقيرًا لا يجد أن يأكل هذا اسمه عصامي ، إنما العظامي أي الذي ركب على هيكل أبيه الهيكل العظمي لوالده أي لما مات والده ورثه ، فهو عظامي لأنه شب على عظام أبيه وتراث أبيه ، فنحن آباؤنا وأجدادنا لم يكونوا من العلماء إنما خرجنا عصاميين ورزقنا الله U آنذاك محبة السنة ومحبة الدين وامتن علينا I بأكبر منة أننا أخذنا طريق السلفية من أول يوم ، وطبعًا هناك فرق كثير بين الذي يثبت على طريقه من أول يوم وبين الذي يتقلب بين المذاهب والجماعات والأفكار .
    الذي يتقلب بين المذاهب والجماعات والأفكار لابد أن تترك كل جماعة ظلًا على فكره كنا في السجن سنة واحد وثمانين في أبو زعبل الزنزانة كانت ثلاثة وأربعين ، لما سجنا الأول في سجن استقبال طرة وكنا أول دفعة تدخل السجن لأن رائحة الدهان الجير كانت تزكم الأنوف ونحن أول ناس دخلنا السجن ، عنبر ألف ، فلما حدثت أحداث أسيوط والجماعة الإسلامية ضربت الشطة ، فأرادوا أن يعملوا استقبال طرة سلخانة استقبال طرة هذا داخل معهد أمناء الشرطة ، ومعهد أمناء الشرطة مزرعة طرة الشيخ كشك رحمه الله كان يقول كلمة لم نكن نعرف معناها إلا بعد أن دخلنا ، قال: الوحيد الذي يدخل سجن طرة ويخرج منه دون أن يمسك ملك الموت ، لأنك لو قفزت من استقبال طرة وهربت ستنزل في معهد أمناء الشرطة ، ولو قفزت من معهد أمناء الشرطة ستنزل في المزرعة ولو قفزت في المزرعة تنزل في مكان آخر ، فهل من المعقول أنك ستفلت من كل هذا الحرس الحديدي وهؤلاء العالم ، هل هي صحراء لا بل كلها بشر .
    فلما جاءوا بالجماعة من أسيوط لكي يعملوها سلخانة ذهبوا بنا إلى أبو زعبل ، أنا أريك الإنسان لما يتقلب في أكثر من فكر ماذا يحدث له ، في الاستقبال كان كل جماعة مع بعضها ولم يكن في مصر آنذاك إلا ما يسمى بالجماعة الإسلامية في الجامعات وكانت سلفية مائة بالمائة ، لم يكن أحد غير سلفي في الجامعات ، كانت جامعة القاهرة تخرج كتاب اسمه صوت الحق ، والإسكندرية تخرج كتاب اسمه السلفيون يتحدثون ، تحت هذا العنوان والآخر كانوا ينشرون كتب ابن تيمية وبن القيم وغير ذلك ، فكان السجن كله عبارة عن مذهب واحد ، لكن كان معنا الجماعة الفرماوية وأنا رأيت الفرماوي مؤسس الجماعة وكان عمره حوالي تسعين سنة، وكان جهازه التنفسي تقريبًا صلاحيته بدأت تنتهي ، كانوا الزنزانة فيها دورة المياه نصف جدار وطبعًا الشباك عالي جدًا بجوار السقف ،لكي يتنفس الرجل كانوا يجلسوه فوق الجدار ويضعوا أنفه في الخارج في الشباك لكي يأتي له الهواء ، من أين ؟ من الخارج علي الفور لماذا ؟ لأن الزنزانة زحمة وكثرة التنفس، لا يوجد أكسجين في الزنزانة المهم أنهم عندما رغبوا أن ينقلونا يصورونا فالفرماوي أفتى أن التصوير الفرماوية كانوا حوالي عشرين ثلاثين واحد في السجن كله تجمع في زنزانة واحدة تأخذ عشر مساجين وفعلوا كتلة بشرية خلف الباب لأن شيخهم قال لهم: أن التصوير حرام فرفضوا أن يتصوروا ، السجن كله يترحل ويتصور وهؤلاء مُصرين أنهم لا يتصوروا لأن التصوير حرام ، فأوقفوا عسكري علي باب الزنزانة لكي يمنعوا عنهم الأكل والشرب وبالتالي لابد أن يفتحوا الزنزانة وإلا سيموتوا من الجوع ، فكان الشيخ مصطفى درويش الله يرحمه كان رئيس أنصار السنة في سوهاج كان في الزنزانة التي فوقهم في الدور الثالث قال: نحن مختلفين معهم في الفكر صحيح لكن سنترك الطاغوت يقضي عليهم من الجوع نحن لابد أن نوصل لهم الأكل فكانوا يأتوا من الشباك من الخلف الفرماوي أنا ذكرت لك هو جالس علي الجدار الأوسط ويشم الهواء ، أنا ذكرت لك أن جهازه التنفسي صلاحيته بدأت أن تنتهي واحد دخل علي التسعين .
    فالشيخ مصطفى درويش يقطع البطانية ويربط فيها عيش وحلاوة وينزلها من الخلف فالفرماوي يمد يده في الهواء ويأتي بعيش ، ويمد يده يأتي بحلاوة ويعطي لجماعته ، من أين أتي بها ؟ فازدادوا به تمسكًا وأنه ولي إذا كان هذا يمد يده للسماء يأتي بعيش ، يمد يده للسماء يأتي بحلاوة فيكون هذا الرجل ولي فازدادوا به تمسكًا ، أنظر يا أخي سبحان الله إذا أراد الله شيئًا هيأ أسبابه ، والقصة كلها أنه قال: أننا لن نتركهم يموتوا من الجوع لابد أن نعطي لهم، فلهذا العمل للفرماوية هذه إدارة السجن اتخذت قرارًا عندما رغبت أن تنقلنا إلي أبو زعبل هذا الذي جعلني أن أحكي لكم قصة الفرماوية قال: كل زنزانة نضع فيها ثلاثة اتجاهات لا نضع السلفيين مع بعض ، ولا التكفير مع بعض ، ولا الفرماوية مع بعض ، لماذا ؟ ممكن يشكلون حزبًا .
    ممكن أن يفعلوا قوة ضاغطة علي إدارة السجن تفعل لنا مشاكل ، أحسن شيء أن يكونوا شركاء متشاكسين نضع بعض التكفير علي بعض السلفيين علي بعض التبليغ علي بعض الفرماوية في زنزانة واحدة وقد كان فكان معنًا سبعة عشر واحد تكفير ونحن كنا حوالي أربعة عشر واحد سلفي ، واثنين فرماوية المهم كانت تشكيلة ، أول ما دخلنا ، نحن الآن أصبحنا شركاء في زنزانة واحدة نعد البلاط ونري حق كل واحد ، كم بلاطة ؟ فهم شركاء متشاكسون ، تكفير يريد حقه في السكن هو تمليك أنت لم تكن تعلم ، متى ستخرج ؟ فهي تمليك فنعد البلاطة يخرج لكل واحد بلاطة إلا ربع فيكون التكفير أخذ له مثلًا جانب ، ونحن نأخذ جانب ، والفرماوية جانب المهم الدنيا سارت هم بمفردهم يأكلوا ونحن بمفردنا نأكل ، والفرماوية بمفردهم يأكلوا وغير ذلك ، مضى يوم ثلاثة أربعة ، الجماعة التكفير يستيقظوا الصبح يلعبوا رياضة لديهم برنامج طبعًا نحن نائمين ويلعبوا رياضة يفعلوا صوت يوقظك من نومك، بدأ يحدث نوع من الشكل المدة طالت وكل واحد في حاله ، فجاء أحد التكفيريين لواحد من السلفيين ، قال: أنظروا يا جماعة أنتم كفرة تمام ونحن يجب علينا أن نقيم الحجة عليكم ونبلغ أحكام الله إليكم فنريد أن نفعل مناظرات بيننا وبينكم ونري من الذي علي الحق إذا كنتم أنتم علي الحق سنرجع لكم ، وإذا كنا نحن علي الحق ترجعوا لنا فواحد قال: وكلها تسالي واحد من الجالسين فالكلام ليس موزون ، أول ما يبدأ القصيدة يقول: يا جماعة أنتم كفرة أول القصيدة ، فبدأ يحدث مناظرات حتى والله كانت مرة واحد منهم يصلي من جماعة التكفير يصلي فوقف في آية لا يستطيع أن يأتي بها فواحد منا يرده لم يقبل منه الرد ، لماذا ؟ لأنه كافر نحن لم نكن نصلي كنا جالسين في ذلك الوقت فالمهم جلسنا ، فكان فيه أخ معنا تكفير من شربين و كان الزعيم وهو المناظر ، حدثت مناظرات بيننا وبينهم طويلة وظلت المناظرات حتى عندما خرجت وإخواني خرجوا بعدي بفترة ، المهم أنني فوجئت في يوم من الأيام أنا هذا الشخص الذي كان يناظر عن التكفير جاء لي البلد وقال لي: أنا أصبحت سلفيا .قلت له: كيف ؟ ، قال لي: مرة كنا نتناقش أنا وجماعة التكفير فاعترضت علي شكري مصطفى كتاب شكري مصطفى صاحب التكفير ضربوني علقة كسروا لي عظمي ولحقوني ونقلوني في سجن آخر فأقسمت بالله أن أفضحهم جميعًا ، هذه أول شيء تدل علي أن الرجل ليس علي اعتقادٍ سليم ،أنت كل ما تضربني أغير المذهب وبعد ذلك أفضح الدنيا لا ، فرحت به وقلت له: كيف تسير في الدعوة ؟ قال لي: أسير بالطريقة الفلانية ، ما هي مشكلته ؟ كان إذا غضب يكفر ، هذا بعد ما أصبح سلفي عندما أحد يغضبه جدًا يكفره ، وعندما يرضى ويهدأ يرجع سلفي مرة أخري ، ما هي المشكلة ؟ ، المشكلة لو أن رجلًا تقلب في اتجاهات عدة كل اتجاهٍ لابد أن يترك عليه ظلالًا منه لا يكون خالصا ولا صافيا أبدًا .
    فأنا أقول: تجربتنا التي بدأت أنا بدأت سنة خمس وسبعون في الدعوة وسبقني مشايخ من المشايخ الفضلاء الموجودين علي الساحة الآن بسنة أو اثنين أو ثلاثة ، كنا شباب في غاية الحماسة نحب السنة ولم يكن آنذاك علماء والأرياف كلها صوفية ، والعالم أصحاب الموالد وغير ذلك ، عندما بدأنا الدعوة فعلنا مشاكل كثيرة مع الناس، لكن عندما التقينا بالشيوخ وعلمنا معني العلم وطعم العلم ، وبعض شيوخي - رحمة الله عليه - دلني علي كتاب قال: ابحث عنه فإن الشافعي بدأ به ، وهو كتاب في الفِراسة لم يذكر لي اسم الكتاب ، قال لي: الشافعي كان يدرس كتب الفِراسة ، فقلت له: يا شيخنا ، ما معني الفراسة ؟ قال: الذكاء أن تتفرس في وجه محدثك وتعلم الرجل هذا ماذا يصلح له ؟ ، أنا الحقيقة لم أجد هذا الكتاب إطلاقًا علي مدار حياتي العلمية أسأل عن هذا الكتاب لا أعلم له وجودًا ، ولا أعلمه مطبوعًا ، ولا مخطوطًا حتى فلا أدري هل كان كتابًا أم أن الشافعي كان يجمع ما يجده من الحكايات في كتب أخبار الناس وأخبار العلماء وغير ذلك ، لكني اعتنيت بهذا اللون من العلم.
    السياسة كلها مبنية علي الفراسة :، فبدأت أجمع حكاية من هنا وحكاية من هنا فرأيت العجب العجاب من تصرفات العلماء ، سرعة البديهة مسألة مهمة جدًا بالنسبة للداعية ، سرعة البديهة أن تقرأ الذي أمامك قراءة صحيحة في ثوانٍ معدودات ،أهلي ألزموني أن أقدم في كلية الشرطة بعد ما انتهيت من الثانوية العامة ذهبت هناك وتجاوزت الامتحانات ولا يوجد إطلاقًا أي مشكلة في حاجة هناك اسمها اختبار هيئة ، اختبار الهيئة هذا هو اختبار سرعة الفراسة لأن ضابط الشرطة أو الضابط الذي في الجيش إذا لم يكن لديه سرعة الفراسة في اتخاذ القرار ممكن يضيع كل الذي وراءه ، افترض أنا ضابط جيش مثلًا ومعي خطة أسير بها فجأة العدو خرج لي بخطة جديدة أنا لم أفعل حسابي عليها إطلاقًا ، ما الذي ممكن أفعله ؟ لابد أن أتصرف حتى أنقذ جنودي ومعداتي ، أو أخرج بأقل قدر من الخسائر .
    ضابط شرطة مثلًا ذهب يقبض علي جماعة وكر مخدرات خرجت عليه كيف يتصرف وينجو ويفلت وغير ذلك ؟ هذه تحتاج إلي فراسة عالية جدًا ، فكان امتحان الهيئة هذا امتحان سرعة البديهة ، وكيف تخرج من المطب في ثواني معدودة كلمح البصر وكل ما تكون أسرع في الخروج من المطب كل ما تكون أذكي وتأخذ الدرجة النهائية ، أنا دخل معي اثنين لكن أنا حضرت مع واحد ولم أحضر مع الثاني ، أنا كان اختباري أنني اعد من مائة لواحد تنازلي ولا أأخذ نفسي ولا أبلع ريقي ، لو تلعثمت سقطت أي تأخذها مائة ، تسعة وتسعين ، ثمانية وتسعين ، سبعة وتسعين ستة وتسعين ، خمسة وتسعين ، أربعة وتسعين ، وهكذا ، لو وقفت تفكر سقطت هذه الحمد لله أنا نجحت فيها ، لكن الذي كان معي لو أنا سئلت سؤاله كان مستحيل أجيب أجابته ، الضابط الذي كان يمتحنه بصق في الأرض وقال له: انزل عوم ، قال له: ابعد حتى لا أسكب عليك ، هذا أخذ الدرجة النهائية علي الفور وأنا نفسي انبهرت بسرعة بديهيته سريع البديهة جدًا ما هي تسكب عليك هذه ، كيف أتت له ؟ لكن طبعًا لم أستطيع أن أستمر ، لماذا ؟ لأشياء أخري كثيرة رأيتها في الطابور ونحن نقدم الأوراق وغير ذلك
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ الجزء الثاني من الكياسة في فن السياسة للشيخ أبي إسحاق الحويني

    فسرعة البديهة أولي الناس بها من يعامل الخلق : أي شيخ بضاعته الناس فرأس مال الشيخ الناس فأنتم كبلد تجاري عندما تنزل إلي السوق رأس مالك المال ، عندما تخرج خسران صفقة من السوق ترجع حزين ، لماذا ؟ خسرت ، وكلامي لشبابنا وأبنائنا وليس للمشايخ الكبار المشايخ الكبار لا يحتاجون إلي أحد يعلمهم ، لكن الكلام هذا لأبنائنا في الدعوة ، هل أنت عندما تحزن أحد وتفعل مشكلة هل تشعر وأنت راجع إلي البيت أنك خسرت صفقة ، وتشعر بحزنٍ كما يشعر التاجر إذا خسر صفقة في السوق ؟ ، إذا لم يدخل قلبك هذا الشعور فينبغي أن تراجع نفسك ، الفراسة هكذا ، أنت تعامل ناس علي ألوانٍ شتى فيهم اللئيم ، وفيهم الكريم ، وفيهم الزكي ، وفيهم الغبي ، وفيهم كل ما تتخيله ، كيف تستطيع أنت كشيخ أن تستوعب كل صفات هؤلاء وتخرج بنجاحٍ باهر أنت معك ألوف مؤلفة أو معك ملايين ويكونوا كلهم راضيين عنك ويحبوك وأنت مرجعيتهم ، كيف تصل إلي شيء مثل هذا ؟ لابد أن تدرس علم الفراسة ، أقول لكم أشياء من الفراسة العجيبة للعلماء الكبار ، فيه راوي من رواة الحديث لا يعرفه يمكن حتى دارسي الحديث أو كثير من دارسي الحديث ليس كل دارسي الحديث من الشباب والطلبة وغير ذلك اسمه يحي بن أكثم ،يحي بن أكثم هذا مرة يحكي يقول: كنا في مجلس سفيان بن عيينة ، سفيان بن عيينة هذا شيخ أحمد والشافعي وكان محدثًا ثبتًا كبير القدر قرآنيًا غير سفيان الثوري ، سفيان الثوري كان محدثًا ثبتًا فقيهًا زاهدًا ورعًا ، لكن سفيان بن عيينة يتميز علي سفيان الثوري في الغوص علي معاني القرآن ، فذات مرة سفيان بن عيينة دخل المجلس وهو ضجر غاضب لا يريد أن يكلمه أحد ، فجلس وجلس ينفخ فترة في المجلس ثم التفت إليهم وقال: أليس من الشقاء أن أجالس عمر بن دينار ؟ ورأي جابر بن عبد الله وأجالس عبد الله بن دينار وجالس ابن عمر ، وجالست تمرة بن ربيعة وجالس أبا سعيد ألخدري ، ثم أجالسكم ؟ ، أي يقول له: أليس من الشقاء أن يكون شيوخي الذين جالستهم هم الذين رأوا الصحابة وبعد ذلك في آخر المواخر أجلس معكم أنتم ؟ فقال شاب حدث: سنه مازال صغيرًا .قال: يا أبا محمد أتكلم علي الإنصاف ولا تغضب ؟ ، قال: نعم ، قال له: والله لشقاء من رأي رسول الله بك أعظم من شقائك بنا ، قال له: الذين رأوا النبي أنت كنت عبء عليهم أكثر مننا عليك ، لشقاء من رأي رسول الله r بك أعظم من شقائك بنا ، فكأنما ألقمه حجرًا لم يستطيع أن يتكلم فعلًا حجة قوية ، ثم سكت قليلًا وقال: أنشد أبيات أبي نواس الذي يقول فيها:

    خلِ جنبيك لرام


    وامض عنه بسلام


    مت بداء الصمت خير


    لك من داء الكلام




    خل جنبيك لرام


    رام: أي رامي

    وامض عنه بسلام


    لكي لا يصيبك بسهم أو غير ذلك

    مت بداء الصمت خير


    لك من داء الكلام


    كأنه الشيخ يقول: ما الذي جعلني أتكلم في هذه الساعة لكي يخرج لي هذا الولد يقول لي هاتين الكلمتين الذين يحرقوا الدم هؤلاء ، سفيان يريد أن يقول الكلمتين هؤلاء ، ثم قال سفيان: من الفتى ؟ قالوا: هذا يحي بن أكثم ، فقال: إن هذا يصلح لمجالسة هؤلاء أي السلاطين ، لماذا ؟ سريع البديهة والذي يجلس مع السلطان لابد أن يكون رأسه كلها عيون ، لماذا ؟ لأن السلطان إذا قص لا يقص غير الرقبة علي الفور علي قدر قربك من السلطان تغرف من بحر وتأخذ نقود وتأكل وتعبأ وغير ذلك ، لكن الغلطة بقطع رقبة ، علي قدر الفائدة تكون العقوبة ، فالذي يقترب من السلطان مثل الذي يذهب ناحية الأسد ، لابد أن يكون سريع البديهة ويعلم كيف يتكلم .
    جرير بن عطية: الذي كان يهجو الفرزدق أصحاب المناقبات ، جرير بن عطية هذا الذي أمسك بالفرزدق والأخطل وعصرهم في الهجاء ، حتى قالوا: أنه لا يصبر أحد لهجاء جرير ، هذا بالكلمة رفع أباه إلي السماء يفتخر بأبيه ، من هو أبوه الذي يقول: وأبي فعل وأبي طلع وطار بجناحين وبني فوق وتحت وغير ذلك ، من هو أبوة ؟ جرير ، جرير يسير هو وواحد فوجدوا واحد نائم تحت شاة ويرضع وذقنه فيها لبن وتسكب لبن وحالته كرب أي تراه ترجع ، فجرير يقول للذي معه يقول له: أتدري من هذا الذي يرضع من هذه الشاة ؟ قال له: لا ، قال له: ذاك أبي ، هذا هو أبوك وتقول لي: ذاك أبي وترفع رموشك لأعلى وغير ذلك ، لو كان أبوك عليه طلا أو لديه ضياع أو أملاك ، ماذا كنت ستفعل بنا ؟ ، لكن شاعر وصعد به السماء .
    جرير هذا كان مرة مع عبد الملك بن مروان ينشد قصيدة مدح له ، وكان عبد الملك بن مروان كان مضجعًا وجرير يتكلم إلي أن وصل جرير إلي هذا البيت وهذا البيت يقولونه: هو أمدح بيتٍ قالته العرب أول ما عبد الملك بن مروان سمع البيت هذا وقف في مكانه على الفور ، لماذا ؟ من روعة الكلام يقول له:

    ألستم خير من ركب المطايا


    وأندى العالمين بطون راح


    هذا البيت عندما قرأته عيني أدمعت لأنه لا يستحق هذا البيت إلا رسول الله r لأنه أندى العالمين يقول له:

    ألستم خير من ركب المطايا


    وأندى العالمين بطون راح


    راحة اليد: هي بطن اليد بطن الراحة .أنت عندما تعطي لواحد نقود أو تعطي عطية ، هل تعطيها له تضعها علي ظهر يدك وترميها في وجهه أم تضعها في يدك وتعطيها له ؟ تضعها في راحة يدك وتعطيها له فيقول له:

    وأندى العالمين بطون راح


    أي لا يوجد أحد مثلكم في الندى وفي السخاء وفي الكرم ولم يمتطي أحد صهوة دابة أشرف منكم في الدنيا ، أقول لك: عبد الملك بن مروان كان نائم وقف عندما سمع البيت هذا ، وقال: من كان مادحًا فليمدحنا بمثل هذا ، فالذي يقترب من الأمراء والذي يقترب من الملوك رجل لابد أن يكون له صفاتٍ خاصة ، ولديه كياسة مفرطة
    يحي بن أكثم: هذا وَليَّ القضاء وهو سنه سبعة عشر سنة ، فاثنين من الخصوم أتوا له كبار في السن ، فواحد نظر قال: أين القاضي هو يري غلام أمامه ، سبعة عشر سنة الغلمان عندنا مازالوا يمصوا مصاصات وينفخوا بلالين ويركبوا مراجيح سبعة عشر سنة ويفعل الكلام هذا ، هو دخل ، أين القاضي ؟ لا يراه ، المفروض القاضي واحد هكذا فقالوا له: القاضي هو هذا جالس سبعة عشر سنة فأحب أن يتهكم به ، فقال له: كم سن القاضي ؟ فقال له: سني هو سن عَتَّاب بن أسيد الذي ولاه النبي علي مكة فكأنما ألقمه حجرًا ، لا يوجد جواب أفضل من هذا ، قال له: أنا سني سن عتاب بن أسيد الذي جعله النبي r واليًا علي مكة في غزوة من الغزوات ، فكأنما ألقمه حجرًا ، فهذه مسألة الفراسة وأنت تقرأ الناس الاستقراء الذي ذكرته لكم ليس معناه استفعال من القراءة أنك تجلس تقرأ في كتاب ، لا ، لابد أن تقرأ وجوه الناس لتضع الكلام في الواقع الملائم .
    لذلك أنا أنصح أي رجل يتصدر للدعوة وأوصي أبنائي من الشباب الدعاة: قبل أن يدخلوا بلدًا من البلدان لابد أن يعلموا طبيعة البلد ، والدعوة الثائرة في البلد قبل أن يدخلوها ، حتى لا يصطدموا بها لاسيما إذا كانت الدعوة إلي الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح دعوةٍ وليدة ، وهذا شيء أنا جربته في بعض مراكز محافظة كفر الشيخ محافظتي واستفدت هذه الفائدة من مجلسٍ عام ، أتوا جماعة من المركز أحد مراكز المحافظة عندنا وقالوا: والله نحن نريدك أن تأتي لكي تدعو في خطبة جمعة وتعطي درسا شهريا ، فذهبت إليهم وبعد ذلك ونحن نتناول الغداء جرى حوار بين الجلوس فواحد قال: إن الشيخ فلان أحد مشايخ الدعوة السلفية المشهورين أتي الجمعة الماضية وألقى درسًا في المسجد الفلاني عن أصول الدعوة السلفية ، فكان يوجد اتجاه معين في البلد هو المسيطر عليها ، فقالوا: هذا الرجل لن يدخل البلد مرة أخرى ، هم يحكوا الحكاية هذه ونحن علي الغداء لم يكونوا يقصدوا أن يعطوا لي معلومة ولا غير ذلك ، أول ما أنا علمت وسمعت الحكاية هذه ، لابد أن يكون لي أيضًا أذكي ما يقولون بلغة العصر لابد أن أكون استراتيجيًا .
    وأنا كنت في بلدي وهي عاصمة المحافظة أنا أتكلم علي راحتي لأن لا أحد في البلد غير اتجاهنا ، لكن في المراكز الأخرى في اتجاهات أخرى ممكن تكون مناوئه لك ، فقررت بيني وبين نفسي ألا أذكر لفظة السلف طول ما أنا في المركز هذا ، كانت لفظة السلف تحدث حساسية حتى لو قلت السلف الصالح مع أن السلف الصالح ملك الجميع ، ما هو سلفك هل صالح ؟ لابد أن يكون صالح ، فالسلف الصلح كلمة لا تغضب أحد ، لكن السلف الصالح معناها السلفيين كانت تترجم إلي ذلك ، فأنا جلست أفكر فأنا ليس من الممكن أن أتجنب في كلامي كلمة السلف الصالح ، فلابد أن أقول: السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعي المتبوعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين الكلام الذي نقوله علي طول ويسير علي لساننا .
    فجلست أفكر ما الذي ممكن أن أفعله حتى لا أهيج هذا الاتجاه ضدي فيقتلوا دعوتي وليدة ؟ أنا أريد أن أقوي دعوتي حتى تصبح شجرة عندما يرغب أن يشدها يقلعها من الأرض لا يستطيع أن يخلعها ، لكن لو أنا بذرة وخارج علي وجه الأرض بورقتين يستطيع أن يشدني ويرميني وراء ظهره ، وقد رأيت خيرًا عظيمًا في هذا البلد وشباب جميل أنا أريد أن أواصل معهم جلست أفكر عن كلمة بديلة لكلمة السلف الصالح فأتت لي الكلمة التي كنت أذكرها دائمًا في دروسي علي منهج القرون الثلاثة الأول ، من هم القرون الثلاثة الأول ؟ النبي r عدلهم وزكاهم قال:« خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم » هذه الرواية الصحيحة ، فيه رواية فيها شك في القرن الرابع لكن هذا الشك لا يصح هم ثلاثة قرون فقط ، واللفظ الصحيح للحديث الذي ذكرته أنا وليس كما هو شائع بين الناس يقول:« خير القرون قرني » كلمة القرون لم تثبت رواية في الحديث إنما الذي ثبت في الحديث « خير الناس قرني » وليس « خير القرون » .
    فكنت: عندما أقول نحن علي مذهب القرون الثلاثة الأول الذي سينطق معي سيذهب في مصيبة ، فالقرون الثلاثة الأول ، من هم ؟ الصحابة والتابعون وتابعوهم ، الإمام مالك ليس من التابعين ولا من صغار التابعين ، لماذا ؟ لأنه لم يلحق أحد من الصحابة هذا متأخر أيضًا ، فعندما أقول القرن الثالث فنكون وصلنا إلي الزهري والجماعة الذين أغلب مشايخهم من كبار التابعين وأدرك بعض الصحابة ، وبدأت أسير وظللت أربع سنوات في البلد الاتجاه الآخر يحضر لي أجد رؤوسهم وكان فيهم فضلاء ، كان في الاتجاه الآخر ناس فضلاء ناس ملتزمين بالسنة ولديهم ديانة ولديهم زهد وكانوا هم قادة البلد وأنا أشهد لهم بهذا ، وبدأ يأتوا بإتباعهم أيضًا لكي يحضروا ابتعدت عن المسائل التي فيها خلاف وتمسكت بمسائل الأصول والمنهج .
    وظللت أربع سنوات لا إشكال إطلاقًا في هذا البلد لحين أن أصبحت البلد كلها ملكي ، أول ما جاء خلاف غبت عن البلد حوالي ستة أشهر ممنوع من التدريس حتى في بلدي ، وفي بلدي وأنا في الستة أشهر هذه الطلبة كنت أجلس معهم علي الرصيف المسجد أنا ممنوع منه ، لكن الرصيف لم يمنعني منه أحد لا يوجد قرار أنه يمنعني من الرصيف ، كنت أخرج من المسجد وأجلس علي الرصيف والطلبة حولي يمسكون الكتب يقرؤوا في الكتب ويسألوا وأنا أجيب وغير ذلك لحين مضت ونقل الطقم وجاء طقم ثاني واستأنفنا الشغل ، عندما غبت ست أشهر ، الشباب الذي ذكرته لكم ليس لديه خبرة استقوى بالوضع البلد كلها أصحبت تبع القرون الثلاثة الأول ، وبدأ يرفع عقيرته ويتكلموا بكلام فارغ في مسائل جزئية لم يدرسوها جيدًا حدثت مشكلة فقالوا: نرجع للرجل الذي أتي لنا بمذهب القرون الثلاثة الأول هذا .
    ذهبت لكي أحقق بينهم وجدت الجماعة رافعين الراية صريحة نحن السلفيين ، فقلت لهم: لماذا فعلتم هذا ؟ قالوا: حدث كذا وكذا ولن نبكي علي اللبن المسكوب فتعالوا نجلس جلسة ، قلت لهم: يا جماعة الكلام الذي ذكرته لكم علي مدار أربع سنوات ، هل أحد معترض علي الكلام نفسه ؟ قالوا: لا ، قلت لهم: لو أحببنا أن نسمي هذا المنهج باسم اختاروا له اسم فوقفوا ، قلت: لا ، نختار أي اسم نسميها الدعوة الإسلامية ، نسميها الدعوة النورانية ، سمي أي حاجة اختاروا اسم يا جماعة ، فسكتوا ، قلت لهم: ما رأيكم لو أسمناها السلفية ممكن تتركوا المنهج كله الذي ذكرته لكم وتفروا بسبب كلمة السلفية ؟ قالوا: لا طبعًا ، قلت لهم: الذي كنت أقوله هو السلفية ،وجلسنا وكانت جلسة مفيدة سكنا بها الأوضاع ثم لم أدخل البلد بعد ذلك ليس لشيء لأني انصرفت إلي بلدان أخرى أصبح في كوادر وفي شباب وفي غير ذلك .
    قبل أن تدخل البلد اسأل عن أهل البلد ، ما هي طبيعة الناس ؟ ممكن يقول لك: البلد هذه كلها قبور أولياء مقامات وموالد وغير ذلك ونحن ليس لنا ظل في البلد هذه ، ليس أول ما أدخل أقول: الصلاة في المساجد التي فيها قبور حرام ولا تجوز مع أنه لابد من هذا ، لا أستطيع أن نلعب فيه ولا نغيره لا نستطيع أن نغيره لكن ممكن نؤجله لأن عندي قضايا أهم ليست أهم في الأهمية ، لا ، تجريد التوحيد ليس هناك أهم من تجريد التوحيد ، لكن في قضية ممكن أن أؤخرها قليلًا لمصلحة راجحة ، أي إقامة الحد إذا وصل إلي الحاكم ، هل يستطيع الحاكم أن يسقطه ؟ لا يستطيع لأن إقامة الحد في هذه الحالة صارت حقًا لله محضًا ، الرسول r نفسه لا يستطيع أن يسقط الحد إذا وصل الحد إليه ، ولدينا في ذلك أحاديث أنتم كلكم تعلمون حديث أسامة بن زيد المرأة المخزومية التي كانت تأخذ المتاع وتجحده وغير ذلك عندما ذهب أسامة بن زيد قال له:« أتشفع في حدٍ من حدود الله ؟ والله لو أن فاطمة بنت محمدٍ سرقت لقطع محمد يدها » .
    وأنا أريدك أن تتأمل في العبارة هذه لم يقل: والله لو أن فاطمة ابنتي سرقت لقطعت يدها ، لم يقل هكذا ولكن قال:« والله لو أن فاطمة بنت محمد » ، من محمد ؟ رسول الله r لكن في الحدود الكل يستوي ، لا تقل لي فلان ولا غيره المسلمون تتكافأ دمائهم ، فأراد أن يقول: لو أن فاطمة سرقت سأقيم عليها الحد باعتبارها ابنة مسلم وليست بنت رسول الله ، ابنة مسلم تستوي مع أي مسلم في إقامة الحد ، ولم يقل ابنتي لأن إضافة الولد للإنسان يكون فيه نوع من الرحمة والشفقة والعطف لم يقلها لأنه لا يوجد شفقة في الحدود ، الأصل في الإسلام أنه يستر علي المحدود ، ومع ذلك قال:﴿وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾(النور:2) ، لماذا لم يجلدوا في السر ؟ والأصل الستر هنا فضيحة بأمر الله U ﴿وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ لأن فيه مصلحة لإظهار ذلك ، قال:« لقطع محمد » ، لم يقل لقطعت « لقطع محمد يدها » ، ولدينا حديث آخر أخفى من هذا يمكن لا يعلمه إلا الناس الدارسين علم وغير ذلك حديث صفوان بن أمية t .
    قال: كنت نائمًا في المسجد الحرام وتحت رأسي عباءة ،فجاء لص فأخذ العباءة من تحت رأسه وأراد أن يفر بها ، صفوان وراءه أمسكه فأخذه بالعباءة إلي النبي r وقال له: أنا نائم الرجل هذا أخذ العباءة من تحت رأسي ، فأمر النبي r بقطع يده أول ما صفوان صاحب العباءة سمع أن يده ستقطع بُهت ، وقال: يا رسول الله تقطع يده في أربعة عشر درهمًا وهبتها له يأخذها هدية مني له لكن لا تقطع له يده هذه أربعة عشر درهم فقط ، فقال له:« هلا قبل أن تأتيني ؟ » ، لكن عندما وصل لي الحد لا أستطيع أن أسقطه صار حقًا لله محضًا لا يستطيع أحدًا أن يسقطه .النبي r نهى عن إقامة الحد في أرض العدو ، لماذا أتكلم كل هذا الكلام ؟ لكي أصل إلي الشاهد هذا أن المسألة كلها ترجع إلي المصلحة ولابد أن تكون المصلحة حقيقية وليست وهمية أي موهومة ، إقامة الحد إذا كان هو حق الله ، في الغزو واحد سرق من حرز ما يتجاوز النصاب أو ما يبلغ النصاب نقطع يده ، المفروض نقطع يده طالما وصل إلى الأمير أو الحاكم وذلك بدلالة الحديثين الذي ذكرتهما الآن ، والنبي r نهى أن يقام الحد على أحد في أرض العدو ، سرق ما يبلغ النصاب لا أقطع يده ، لماذا ؟ ، قال: لأجل مصلحتين ، المصلحة الأولى: أننا نحتاج إليه ، هو خرج لماذا وكيف سيمسك السيف بيده ، الثانية: ممكن أن تأخذه الحمية ويلتحق بالعدو لأنه بينه وبين العدو لا يوجد إلا الحدود سيلتحق بالعدو ، فما هي المصلحة أنني أقطع يده وأخسره كرجل في الحرب ، والثانية ممكن تأخذه الحمية فيكفر ويلتحق بأرض العدو ، لا فأنا أؤخر الحد حتى إذا رجعت إلى البلد أقمت عليه الحد .
    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    994

    افتراضي رد: تفريغ الجزء الثاني من الكياسة في فن السياسة للشيخ أبي إسحاق الحويني

    فالشريعة مصلحة كلها ورحمة كلها :وكل أمر يخالف المصلحة فليس من الشريعة أبدًا ولو دخل فيها بتأويل سيكون تأويل فاسد في مثل هذه الحاجة .
    فاليوم عندما أدخل بلد كلها قبور وأولياء وموالد وغير ذلك وأنا أريد أن أعمل دعوة قوية حتى أجتاح هذا المشهد المنافي للتوحيد وأريد أن يكون عندي عدد وكثرة ، ناس مربون ، لا جناح علي إذا أخرت هذا الموضوع وأبدأ أتكلم في موضوعات أخرى لا تقل أهمية عن هذا الموضوع حتى أؤسس بنياني ، وبعد أن أؤسس بنياني أنظر إلى المرحلة القادمة ، المصلحة أنني أهجم أم أن المصلحة أنني أخاطب كبراء القوم ، لما ظهرت على قناة الناس بعد مضي حوالي سنتين كان فيه واحد في محافظة قنا من كبار الصوفية ، وكان هذا الرجل يتبعه خلق ، وكان ابنه على خلاف دائمًا يعمل مشاكل مع أبيه لأنه صاحب لحية ويحب السنة وأبوه قطب من الأقطاب وخلفه جماعة كبيرة من الناس .
    ففي يوم من الأيام كنت أتكلم عن العبودية ودخلت من مسألة العبودية إلى مسألة أنا سميتها باصطلاحي أنا رعاية المسافات ، الأب كان يجلس أمام التليفزيون مع ابنه في هذه المحاضرة ، أنا عادة عندما تسمعني لا أبلع بسهولة خاصة في التليفزيون ، أنا جلست ستة أشهر لا أحد يبلعني نهائيًا ، المشايخ الأخرى بسم الله ما شاء الله يمشون كالهواء ، الشيخ حسان ويعقوب وغيرهم كلهم واصلين وجماهيرهم بالألوف المؤلفة وأنا أقف عقلة في الحلق ، لأنني لي طريقة تعودت عليها من صغري ، طريقة علمية وأنا لم أكن في الأصل مؤهل أنني أعطي للناس في المساجد ، كانت أمنيتي كلها أن أكون محدث كالدار قطني وابن مدين وشيخنا الألباني وأريد أن أكون محدث وأعمل في المخطوطات وأحقق الكتب وحياتي تكون في المكتبة ، لكن كوني أخرج وأتكلم في مسجد هذه ليست كانت من طموحي ، حتى بدأت أتكلم في المسجد وأذهب إلى القرية الفلانية والقرية الفلانية فكبرت في رأسي وظللت أمشي ، فالذي يسمعني لأول مرة لا يبلعني يحس أنا كلامي جامد وغير مفهوم .
    بعد مرور سنتين كنت أتكلم عن العبودية وبدأت أفهم الخطاب الإعلامي والفرق بينه وبين خطاب المساجد ، فأنا الآن أكلمكم كأخوة لما أتكلم بأسلوب معين أنتم جميعًا تفهمونني ، لكن الذين يتابعون التليفزيون أنماط مختلفة وأنا أخاطب الكاميرا ولا أعرف الجمهور الذي أمامي ، أنا الآن أرى وجوهكم وأراكم منفعلين مع كلامي أم لا ، فالمهم أنني لو أحسست أنكم كلكم تريدون أن تناموا فلابد أن أغير الموضوع أو أخفف قليلًا ، لكن جمهوري الذي لا أراه في التليفزيون فماذا أعمل معه الذي لا أراه ، فبدأت أفهم الخطاب الإعلامي وأحاول أن أوصل ،فكنت أتكلم عن رعاية المسافات ، وهذه قلت فيها أن اللهU لما خلق الخلق جعل بينهم مسافات ورتب على المسافات أحكامًا ، إذا اختصرت أي مسافة جعلها الله بين اثنين فسدت منظومة الحياة وضربت المثل بالرجل مع امرأته والرجل مع ابنه كمثلين .
    الرجل مع امرأته جعل الله بين الرجل والمرأة مسافة ، قال:﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾(البقرة:228) ، هذه مسافة أم لا ؟ مسافة فالرجل يكون هنا والمرأة هنا ، وليس معنى أن المرأة هنا أنها تحت وأقل من الرجل ، لا ، لكن هذا مكان التي لا تصلح إلا فيه ، فربنا U وضعها في مكان والرجل فوقها ، فإذا اختصرنا المسافة وتبادلنا الكراسي وصارت العصمة في يد المرأة ما الذي سيحدث ؟ أي غضب ستقول له: أنت طالق وستطلقه على الفور ، ولم يجعل الطلاق بيد المرأة لان المرأة سريعة الغضب ، ثم هي أثناء غضبها قد تنسى جميل زوجها وهذا ليس كلامي ، أنا لا أريد النساء تفهم خطأ لأن بعض النساء ترسل لي وتقول أنك معروف بأنك ضد النساء ولا تحبهم ، لا أنا متزوج أربعة ، فلا أحد يقول لي أنا عدو النساء ، لأن لو أنا عدو النساء كنت عشت عزبًا بمفردي ، لكن بالعكس النساء قرة عيني ولا شك في ذلك ، ولكننا نريد أن نضع المسائل كما هي .
    الدين ليس فيه مجاملة : لما أنا أقول أن الرجل يكره المرأة الغبية ، لا يغضب مني إلا المرأة الغبية ، لكن المرأة الذكية التي تريح زوجها لما تغضب مني ، لا أنا أثني على هذه المرأة ، ودائمًا أقول قاعدة بنيان الأمة المسلمة هي المرأة ، إذا صلح نساؤنا سنكون دولة عظمى في أقل من عشر سنوات ، ومصر والحمد لله مملوءة مواهب ومصر بلد ثقيلة وليست سهلة لكنهم همشوها وجعلوها لا تساوي ذرة في الميزان الدولي وفي الميزان الإقليمي ، مصر لم تكن هكذا طوال عمرها ، مصر طول عمرها قوية ورأس ، قدرها هكذا وهي التي علمت البلاد العربية بالبعثات والمدرسين وغير ذلك ، ولذلك تجد اللهجة المصرية مفهومة في كل البلاد العربية وذلك بسبب المدرسين والابتعاث وغير ذلك .
    مصر بلد تفخر بمواهبها وطاقاتها ، لو نساؤنا عرفن حقيقة دورهن نحن سنصبح دولة عظمى في أقل من عشر سنين ، فأنا لما أنا أقول هذا عن النساء فأنا لا أقصد أن أهاجم المرأة ولكن أنا أتكلم عن رعاية المسافات ، لو أن المرأة أتت مكان الرجل والرجل مكان المرأة تفسد الحياة أم لا ؟ تفسد الحياة .
    لو أن رئيس الدولة مع المرؤوس الاثنين قاموا بمبادلة الكراسي المرؤوس طلع فوق والرئيس نزل تحت وقام المرؤوس ضرب الرئيس على وجهه ، هذه مسافات ، والشافعي لما كان يقدم الخليفة كان يقول له يا ابن عم رسول الله ، لأن الأمراء والملوك لهم لغة في الخطاب ، والناس الكبراء لهم لغة في الخطاب لا تحتمل نفوسهم أنك تعامله كما تعامل غيره فأنزلوا الناس منازلهم وهذه من الكياسة أيضًا ، الأب مع الابن لابد أن يكون فيه مسافة وهذا مما يخطئ فيه كثير من الآباء يقول لك إذا كبر ابنك اجعله أخ لك ،نلعب أنا وهو كالصبية ويضرب والده ، هذا الذي ينقص كأننا أصحاب ، لا ، فيه مسافة بين الأب والابن ، لما اختصرت هذه المسافة الابن لم يعد يحترم الأب ، أنا سمعت ولد يقول لأبيه أمامي يا عم الحاج ، كيف تقول لأبيك هذه الكلمة يا عمي الحاج ، أبوك أب لابد أن يبقى أبًا حتى لو بلغ عمرك تسعين سنة ، أبوك أب وأنت ولده ، أنت في النهاية ابن مهما علوت حتى لو كنت رئيس الجمهورية أو أمير المؤمنين أو رئيس العالم أنت ابن في النهاية ، لا تمشي أمامه ولا ترفع صوتك عليه ولا تحد النظر إليه ، كل هذا لابد أن يعمل ، لكنه يقول له: يا عم الحاج .
    فيقول لأبيه يا عم الحاج أنا أراك هذه الأيام تلعب بذيلك ، قلت له: ما هذا الذي تقوله يا ولد ، قال: أنا وأبي كالإخوان بالضبط أخذنا على بعض ، فيقول الأب أصل ابني هذا كأنه ليس ابني بل كأخي كل سري عنده وأقول له كل شيء ، فكنت أتكلم عن رعاية المسافات وغير هذا ، فهذا الكلام دخل رأس الرجل الزعيم للطرق الصوفية ، فقال لأبنه هذا الرجل يتكلم كلام حلو ، الابن كلمني وقال لي: أبي قال لي كذا وكذا ماذا أعمل معه ، قلت له: إياك أن تفتح معه موضوع الصوفية ، طالما أعجب بي اجعله يجلس يوم الأربعاء وحاول أن تعارضني أو تبدي وجهة نظر مخالفة لي ، حتى تستخرج الذي بداخل أبيك ، أنا أريد أن أعرف إلى أي مدى وصل إليه هذا الرجل لكي نرى المرحلة القادمة ماذا سنفعل معه فيقول لك: لا هو اليوم كان عشرة على عشرة ، فأعرف أن الرجل ارتفع خطوة فأقول لك ماذا نفعل معه بعد ذلك .
    خلاصة الموضوع لأنه غاب حوالي ثلاثة أو أربعة شهور ، هذا الرجل رجع تمامًا عن هذا الاتجاه الذي معه وقال له أنا أريد أن أكلم الشيخ أبو إسحاق ، كلمني وقال لي: أنا الآن نفذت بجلدي وعرفت أنني كنت مخطئ فالناس الذي وراءي ماذا أعمل معهم وأنا الذي أحضرتهم وكنت أدعوهم إلى هذا الذي كنت أنا فيه فماذا أعمل معهم ؟ ولو عرفوا أنني أصبحت سني ستخرب الدنيا ، قلت له: أحضرهم يوم الأربعاء في عزومة وقل لهم: تعالوا لما أسمعكم رجل من المتشددين ، واجلسوا أمامي وقل لي متى ستجلسون في أي أربعاء لكي أختار كلامي لأني كنت أتكلم في مصطلح الحديث ، أول ما أتكلم في المنقطع سيقولون ما هذا الرجل الذي يتكلم هذا ، قال: نحن مثلًا يوم الأربعاء الفلاني سنعمل قاعدة ، فاخترت موضوعًا عن محبة الله ورسوله وأتيت بحديث هذا الحديث كل ما أمر عليه يؤثر في جدًا ، وأعتقد أن الذي يعرفه منكم يؤثر فيه جدًا والذي لا يعرفه قد يبكي ، والحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة t واللفظ لمسلم لأن لفظ مسلم أوضح قليلًا وربما لا أحضر لفظ مسلم بالضبط لكن سياق مسلم عمومًا أشبع من سياق البخاري .
    قالr:« إن من أشد أمتي لي حبًا رجل يتمنى أن يراني بأهله وماله » ، وهذا معيار الحب ، أغنى واحد الآن في بورسعيد عنده كم مليون ؟ أنتم لا تعرفون لأنكم تبيعون حديد مثلي ، كلنا نجلس على الحديدة ، لكن سنفترض أغنى واحد في بورسعيد كم يكون عنده كم مليون ، مائة مليون مثلًا ، قد يكون هناك واحد أغنى من ذلك ، لكن نقول مائة مليون كرقم وهذا الرجل يقول أنا أحبك يا نبي ولا استغنى عنك يا نبي وحضرة النبي وصلوا على حضرة النبي ، وتقول له: أغلى واحد في حياتك يقول لك حضرة النبي ، هيا بنا نعمل صفقة بناء على هذا الحديث ، النبي r يقول:« إن من أشد أمتي لي حبًا رجل يتمنى أن يراني » ، فهل ممكن أنك تدفع مائة مليون جنيه لترى صفحة وجهه مرة ، رؤيا وجهه مرة ولا تراه بعد ذلك مرة واحدة تساوي أهلك ومالك ، فكيف لو أنت من أصحابه وتجلس معه على طول ، أو جاورته أو أخذته بالحضن مرة أم قبلت يده مرة أو صليت وراءه ، أنت ماذا تفعل ، لك أعرفكم فضل الصحابة والذين يقولون الصحابة .
    هذه نظرة واحدة لصفحة وجهه تساوي مائة مليون جنيه عند واحد من هنا ، ربما يكون هناك أغنى من ذلك في العالم ولكنه يحب النبيr فيقول أنا على استعداد الآن أن أدفع مالي كله لا يبقى معي فلس ممسوح ويموت أبنائي كلهم وأفقدهم جميعًا واحدًا وَاحدًا وأعيش في الدنيا لا ثاني معي ولكن أراه مرة .
    فنحن نحتاج أن نراجع معنى محبة الرسول : لا أنا ولا أنت سنقدر أن نعمل هذه القصة ، لا أنا سأقدر أن أدفع مائة مليون ولا أقدر أن أفقد أولادي ولا غير ذلك ، لكن ممكن أدلك على ما هو أهون من ذلك وتثبت لي به أنك تحب النبيr وأقول لك ماذا تفعل ؟ ألا تخالفه في ما أمر ، هل هذه صعبة ؟ هل هو أمرك بما فوق الطاقة أم بما في استطاعتك ؟ قطعًا بما في استطاعتك ، لما أقول لك أنه أمر بكذا فلما تخالفه ، فالذي يخالفه في أصغر شيء وفي إمكانه أن يفعله كذاب إذا ادعى أنه يستطيع أن ينفق مائة مليون جنيه لكي يراه مرة واحدة ، الذي لا يستطيع أن يفعل الشيء الأدنى الأقل ويخالف النبي مباشرة على خط مستقيم ، فينبغي أن نراجع أنفسنا في دعوى محبته وكان حديثي كله كان حول هذا المعنى .
    كان له أبلغ الأثر على هؤلاء الناس في مسألة إتباع النبيr لأنني كنت تكلمت عن محبته ثم قلت ومن ثم إتباعه دليل محبته وأتيت بالآية:﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ(أل عمران:31) ، فيكون مقياس الحب الإتباع ، لا تتبع النبي r فأنت لا تحبه لو حلفت لي من هنا حتى تموت أنك تحبه فأنت لا تحبه ، إذا كنت تخالفه فيما تستطيع أن تدفع المخالفة به .
    فأنا أريد أن أقول يا إخواننا أنا لما أحكي تجارب أحكيها لأنني كنت أتكلم دائمًا عن الأئمة الكبار فيقوم واحد أو أكثر قال لي: هم أين ونحن أين ، هؤلاء هم الأئمة الكبار ولا أحد يصل إلى مستواهم ولا كذا ولا كذا ، فقلت أقول تجربتي أو جزء من تجربتي في أي محاضرة من محاضراتي إذا جاءت مناسبة لكي أقول لك أنا واحد طالب علم صغير مثلي مثلك تستطيع أن تعلو فوقي وتكون أعلم مني وأنت أصغر مني وتكون أعلم مني بدرجات ، وأنا أقول لك تجربتي ليس بقصد أسوة ولكن تجربة أنا مررت بها وعشتها ، ولم أعش هذه التجارب بسهولة بل وقعنا في أخطاء كثيرة ولم يكن لنا مشايخ يسدوننا ويقولون اعمل كذا وكذا ، إنما تعلما من كتب العلماء وتراجم العلماء ودراسة الفراسة وغير هذا ، وتعلمنا كيف نعامل الناس .
    فأي داعية قبل أن يدخل أي بلد أو أي حي يسأل أسئلة طبيعة الناس ، دمهم حامي أم بارد وما هي القضايا التي تشغلهم ، القضايا التي تثيرهم وتغيظهم ما هي حتى أتجنبها ، من كبراء القوم في البلد لأنك إذا وصلت إلى كبير القوم في البلد سيسهل لك الدنيا كلها ، شيخ البلد لو أتيت له عباءة أو جلابية بقطان ، وقلت له: يا عم الحاج أنا فكرت أن أحضر هدية لواحد غالي عليه وأخذت أفكر وأفكر فخطرت على بالي فقلت والله لا تكون عليك غالية وأتيت إليك بها ، هذا الرجل ممكن أن يكون واقف ضدك أو يكون في نيته أن يقف ضدك ، أنت كسرته ، واحد يقول هذا نفاق ، أقول لك: لا ، هذه اسمها مداراة وأنا قلت في الأول أن المداراة من السياسة ، هو كان هناك أحد يستطيع أن يكح مع النبي ، النبيr لو قال لصحابي اقطع رقبة هذا فهل أحد يقول له لا .
    أنا سأقول لك على موقف شيء مثل العباءة يلبس ، مخرمة والد المسور ، فيه صحابي اسمه المسور بن مخرمة وأبوه مخرمة كان صحابي أيضًا وكان له صوت أجش ، المهم في غنائم حنين مخرمة قال لابنه المسور 1030، هيا بنا يا بني نذهب إلي رسول الله لننظر ، ماذا يعطينا ؟ غنائم وأنظر ماذا سيعطينني ؟ فالنبي r المسور يقول: كان النبي r داخل الدار فسمع صوت مخرمة خارج الدار أنا ذكرت لك صوته أجش عندما يتكلم تستطيع أن تميزه من كل الأصوات ، النبي r دخل البيت أتي له بعباءة قال المسور: وجعل يري أبي محاسنها يقول له أنظر إلي شكلها وأنظر إلي قماشها وأنظر إلي التطريز وجعل يريه محاسنها ويقول له:« خبأت لك هذا » ، ماذا يعني ؟ أي حاجة نفسية لم أعطيها للناس كلها وخبأتها لك بمفردك ، هل النبي يحتاج أن يقول الكلام هذا لأحد ؟ هل محتاج أن يريه محاسنها ويقول له لونها وتطريزها وغير ذلك وبعد ذلك يقول له « خبأت لك هذا » ؟فمخرمة أخذها قال المسور: فقال رسول اللهr: « رضي مخرمة ، رضي مخرمة ، رضي مخرمة » كأن رضى مخرمة غاية لا تدرك أي كون مخرمة يرضى هذه حاجة من رابع المستحيلات لحد النبي يقول: « رضي مخرمة » ثلاثة مرات « رضي مخرمة ، رضي مخرمة ، رضي مخرمة » ، لماذا هذا كله ؟ هذه سياسة أتى النبيr بمكارم الأخلاق ، أصحابه كانوا يجلدون وكانوا يرمون في حر الظهيرة علي رمضاء مكة علي الرمال التي تشوي الجلود وقيل لهم:﴿كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ(النساء:77) ولم يؤذن لهم بقتال لكي لا يكونوا قطاع طرق ، وكانوا أصحابه من الأبطال لو كان قال لأصحابه أنا لا أريد شريف في مكة يظل حي كانوا قتلوا أبو جهل وأبو لهب وأمية كانوا قتلوهم كلهم لكن ، ماذا ستكون النتيجة ؟ فيكون هذا ليس بنبي أبدًا كل قريش ستقول: هذا قاطع طريق ، فصبروا علي حز الغلاصم ونكز الأراقم ومتون الصوارم والبلاء المتلاطم المتراكم ليؤسسوا مكارم الأخلاق ، هذه سياسة لحين اشتد عود الإسلام وذهب النبي r إلي المدينة وهاجر وغير ذلك ، ثم كان للإسلام دولة في عشر سنوات استطاعوا أن يكونوا دولة لم تحدث لجيل من الأجيال من لدن آدم u إلي الآن ، لا نعلم جيلًا أقام دولة كاملة الأركان في عشر سنوات إلا جيل الصحابة مع النبي r ومع الخلفاء الراشدين
    فنحن نحتاج ونحن في هذه المرحلة الراهنة التي تمر بها بلادنا والتيار المنوه لنا رفع عقيرته بلا أدنى حياء كشف عن وجهه ، اليوم يقول: الدستور أولًا ، هذا قبل الثورة أنتم كنتم تقولوا: الانتخابات والتزوير والصناديق الزجاجية تأتي معبأة وغير ذلك لأول مرة في تاريخ مصر من ستين سنة يقف الناس طوابير في الانتخابات كطوابير الخبز والغاز لم تحدث في تاريخ مصر من ستين سنة وخرج الناس وقالوا للتعديلات الدستورية: نعم بنسبة سبعة وسبعين واثنين من عشرة ، وكنتم تقولوا: الشعب العظيم ، الشعب الملهم ، وثورتنا تدرس في أمريكا ، وأوروبا تستلهم مننا وغير ذلك ، من الذين كانوا يقولون هذا الكلام ؟ الجماعة أصحاب الجرائد الذين يسمون نفسهم النخبة هم سموا أنفسهم النخبة هكذا أي أخذوا الاسم غيلة وغدرًا بعد ما ظهرت النتيجة ووجدوا المسألة ليست في صالحهم ، لا ، فهذه لا تكون ديمقراطية الديمقراطية ما نراه نحن نحن والديكتاتورية ما تخالفنا أين كانت أنا أقول مصطلحاتهم هم نحن لنا تعليقات كثيرة ، لكن أتكلم بمصطلحاتهم اليوم فعلوا دستور موازي مجهزين دستور أي التفاف علي إرادة شعب بأكمله ، قال: نعم ، ما الذي جعلهم يفعلوا هكذا ؟ وجدوا الإسلاميين خرجوا من قمقم لدرجة أن واحد من المذيعين من التوك شو المشهورين جدًا يقول لواحد من المشايخ يقول له: السلفيين هؤلاء أين كانوا ؟ ، من أين خرجوا ؟ ، من أين خرجوا ! أنا بتلقائية قلت: هو لم يكن يرانا لأنه كان جالسا في زحل لم يكن يرانا هو كان في زحل ونحن كنا علي الأرض كانوا يحتقروننا ، يحتقرون جهودنا ، يحتقرون مجهودنا يقول: أنتم كل حياتكم كلها لحية وعباءة وكتاب وورقة وليس حولكم شيء ولا تغيروا ولا تفعلوا شيء وظلوا أعملوا في فقه دورة المياه وغير ذلك وشبعنا تريقة علي مدار ثلاثين سنة ونحن نعلم هدفنا ونسير صامتين ونعلم الناس وغير ذلك ، ماذا كانت النتيجة ؟ أن الشعب كله الذي يحب المشايخ هنا وهنا وهنا وفي المساجد و في كل مكان وغير ذلك أصبح مذهبه مذهب المشايخ حدث لديهم نوع من الرعب وقالوا: المسلمون قادمون ، المسلمون عندما يأتون الخير كله وراءهم ، لماذا ؟ لأن لهم شريعة محكمة لا فيها محاباة ولا فيها مجاملة ولا فيها الكلام هذا والكل يستوي فيها يقولوا: لا نريد الدولة الدينية ، من قال أن الإسلام دولة دينية ؟ الذي يتكلم الدولة الدينية رجل وضع في رأسه الدولة هذه أيام القرون الوسطى والكنيسة الكلام هذا ليس لدينا في الإسلام ، والذي يقول لك: لا للدولة المدنية واضع الدولة العلمانية الفاجرة التي لا دين لها والمسألة ليست هكذا ولا هكذا ، أنا لو قلت: نحن دولة مدنية بمرجعية إسلامية هذا كلام صحيح ، ما معني دولة مدنية ؟ أي لنا مؤسسات أصبح في وزارات والوزارات ينبثق منها إدارات والإدارات أصبح منها مصالح حكومية وغير ذلك ترتيب الشئون العامة التي تدخل تحت ما يسميه العلماء بالمصالح المرسلة ، تنظيم أمور الناس بأي طريقة حديثة هذه اسمها الدولة المدنية وهذه ليست فيها مشكلة لكن لابد أن يكون عصبها الحلال والحرام لا تكون دولة مدنية منحلة ، لا ، دولة مدنية بمرجعية إسلامية يكون في حاجة اسمها حلال وحرام .
    مهمة الحكام لإقامة شرع الله في الأرض لا إقامة أهواءهم: هذه مهمة الحكام لأنه مربوط ومأمور وشريعتنا كاملة تامة في كل مناحي الحياة ، لكن نظرًا لغلبة الجهل تصوروا أن الدين مربوط فقط بالشعائر بالصلاة والزكاة ، والصوم وغير ذلك ، فخائفين من قصة الإسلاميين قادمين وسيقطعوا الأيادي ، ويقطعوا الأذن ، ويهدموا الأضرحة ، ولو رأوا واحدة كاشفة وجهها يأتوا بزجاجة مياه نار ويسكبوه علي وجهها وغير ذلك واستهزاء من كل ناحية ، نحن نشكرهم علي هذه الدعاية المجانية لأنهم فعلوا لنا صيت مجاني نحن كنا تحت الأرض هو كان يقول: من أين خرج هؤلاء ؟ خرجنا لك من الجحر خلاص لا يوجد إشكال لكن خرجنا جلست تقول: هذا الفأر ، هذا الفأر ، هذا الفأر حتى أصبح ثمين خلاص أصبح حقيقة واقعة ، من الذي جعلنا حقيقة واقعة وفرض هذا الاسم علي الناس جميعًا أليس هم ؟ نحن كنا صامتين ، لماذا تجر شكلنا ؟ عندما تذهب إلي الأسد وتجر شكله يأكل يدك والله أنت الخطأ أنت الذي جنيت علي نفسك ، فهم يتخوفون من الإسلام والإسلام رحمة كله لكن هذا أغرى جهات عديدة بالاستهزاء بنا في الجملة، قالوا نحن نهزأ بهم ، ونحن من معنا الصحف المستقلة،والفضا ئيات المستقلة كلها تابعة للبراليين لا توجد صحيفة لأي اتجاه إسلامي أبدا حتى اليوم، فالإذاعة و والإعلام المسموع والمقروء والمرئي تابع لهم، فما الذي كنا نملكه؟لا نملك إلا هذه المنصة الخشب ، هذا الذي نملكه، وهي من كان عليها الدور الأكبر، إذا أراد الله شيئا هيأ أسبابه، فبرغم كل الآلة الإعلامية الجبارة التي يملكونها إلا أنهم لا يعلمون أن هذا الكون إنما يسير وفق مشيئة الله سبحانه وتعالى لا أحد يقدر يغير فيه شيء مما قدره الله قديما، فأدخلونا في دائرة الاستهزاء ووصل الاستهزاء ليس بنا فقط بل بالإسلام كله كما فعل ساويرس وأنت تعرفون،ما فعله على الفيس بوك أتى بميكي ماوس وألبسه نقاب، وعمل له لحية ، مالذي يجعله يفعل هذا في بلد على الأقل 95% من سكانها مسلمون وأسعد أقلية في العالم النصارى الذين يعيشون في مصر، قبل النظام السابق ما كان يعمل الكلام الذي قرأناه إن كان صدقا أو كذبا، القلاقل والفتن والفتنة الطائفية مع أنه أيام الهرج والمرج لماذا لم تحرق الكنائس و لم يقتل النصارى ؟ وكان المسلمون يستطيعوا وأعداء الثورة كثر، ويقولون لك اندس من الموساد،لم يحدث هذا الكلام أبدا.
    المسلمون دائما أهل رحمة وعدل لو جاره نصراني لا يمكن يؤذيه، وأنا أريد أحد من النصارى يقول أنا لي جار مسلم كان دائما يسبني أو كان دائما يستهزئ بديني أو كان دائما يضع عراقيل في طريقي، إلا إذا كان واحد بعد واحد مثل المسلمون ما يعملوا مع بعض، لما يكون جارك مسلم ويحدث بينكما خلافات شديدة، فهذه حالات فردية، لو أتى لي بحالة حالتين عشرة عشرين ثلاثين حالات فردية لكن غير ذلك لا يمكن كنت تسمع عن حالات مثل هذه،فعندما يأتي ليستهزئ، القصة ليست قصة نقاب ولحية لأن هذا شعار الإسلام ولما حدث ذات مرة أن جندي في أحد المؤسسات العسكرية مسح حذاءه بالبريه الذي عليه النسر الذي هو رمز الدولة اعتبروه كأنه يمسح الحذاء بشرف الدولة، فتحول لمحكمة عسكرية لذلك مع أن ما فعله ليس فيه ما يدل علي ذلك لكنهم اعتبروه رمز ولا يحق القرب منه أو إهانته بأي شكل.
    مصطفى كمال أتاتورك لما قوض الخلافة الإسلامية وأنشأ الدولة التركية العالمية الحديثة وبدأ يحاكم علماء الدين، كانوا يلبسوا قديما العمة والكاكولة الزى التركي المعروف الذي كان يتميز به رجال الدين وهو موجود عندنا في مصر حتى اليوم، جاء أتاتورك لأنه يعرف أن العمامة بهذا الوصف رمز للدين فأحب تغييرها ففرض القبعة بدلا من العمامة على الشعب التركي،قبعة الخواجة ففرضها فعلماء الدين وقفوا ورفضوا أن العمامة تخلع ويلبسوا القبعة مكانها بدأ يحولهم محاكم عسكرية.
    فالقاضي يقول لأحد علماء الدين مرة،: ما أتفهكم يا علماء الدين ما هذه الثورة التي تقومون بها ألأننا استبدلنا قماش بقماش،فالقبعة من قماش والعمامة التي تلبسها من قماش مالفرق، كلكم أصحاب مظاهر وشكليات ولحية وقميص قصير ،فقال له العالم: أيها القاضي إنك تحكم علي وخلفك علم تركيا، هل تستطيع أن تستبدله بعلم انجلترا وهذا قماش وهذا قماش، فبهت القاضي وحكم عليه بالإعدام،النبي r كان حريصا في الغزوات، علي أن تظل الراية مرفوعة كما في مؤتة، قال إن قتل جعفر فزيد، وإن قتل زيد عبد الله بن رواحه ثم تقطعت كلتا يديه فأمسكها بفمه وأسنانه.
    لماذا لم يترك الراية تسقط وهي قماش؟ لأن كل العيون معلقة بالراية إذا سقطت الراية فهذا معناه أن القائد سقط،فانهزم الجيش ، فالمسألة اليوم ليست مسألة لحية، ولا مسألة نقاب هذا استهزاء بالدين ولذلك أنا أقول لكم ينبغي أن نقاطع شركة موبنيل، كل واحد معه (012) يرميها في الأرض ويستبدلها بشريحة ثانية وهذه ليس معناها أنني أقول لكم قاطعوا النصارى، ساويرس ليس هو كل نصارى مصر، لا، لا أدعوا إلى المقاطعة العامة للنصارى لأنهم جزء ونسيج من أبناء البلد لكن ساويرس هذا لابد أن يؤدب.
    كيف نؤدبه ونحن ليس في أيدينا شيء نستطيع أن نؤدبه نحن لسنا السلطة التنفيذية كي نحاسبه لماذا احتقرت الإسلام كله وتعمل ميكي ماوس وتعمل له لحية ونقاب هذا اسمه استهزاء بمشاعر ثمانين مليون مسلم لا يقيم لهم وزنا، لذلك أقول لكم الدنمرك لما عملوا الرسوم المسيئة وقاطعهم المسلمون كاد اقتصاد الدنمرك أن يسقط لولا دخول الاتحاد الأوروبي هو الذي حمى الخزينة الدنمركية من الإفلاس.
    الشعوب تستطيع أن تؤدب أعداء الإسلام، الشعوب قوية جدا وعندها طاقات هائلة وأنا لم أطالبك بشيء أقول لك (012) أو أي زيروا تابع موبنيل ارميه في الأرض حسبة لله، وغيرة على الدين حتى يؤدب هذا الرجل ويعرف أن المسلمين لهم حرمة لاسيما هو من يكون في البلد؟، ماذا يشكل هذا الإنسان؟ من الذي يحميه؟ من وراء ظهره؟
    عندما أقول أنا أقاطع كل منتجات ساويرس ليس معناه مقاطعة النصارى، النصارى شيء وهذا الإنسان الذي يستهزئ بنا شيء ثاني، وأي رجل يستهزئ بديننا نحن نؤدبه بطريقتنا الخاصة، لا نستخدم العنف، ولا نضرب،ولا نقتل ولا نفعل شيء لكن نستطيع أن نؤدبه ونحن في بيوتنا،لأن عندنا إمكانات وليس هذا فقط قاصرًا على مثل هذا الرجل، كل رجل حتى وإن كان ينتسب إلى الإسلام يستهزأ بالإسلام والمسلمين ينبغي أن نؤدبه بمثل هذا أيضا، لأن مسألة إقامة الحد أو الضرب هذه ملك الحاكم فقط، لابد أن يفرق الأخوة ، أنا أتكلم بمنتهى الحماسة لكن أنا عندي ضوابط شرعية تحكمني لا أستطيع أن أتخطاها.
    أنا قلت لكم مسألة بناء المساجد على القبور هذه مسألة لا تجوز، وسنظل نقول لا تجوز حتى نموت، لكن ليس من صلاحيتنا أن نفعلها نحن بأيدينا، لا هذه سلطة ولي الأمر لا يريد ينفذ هذا شيء يرجع له عندما يلقى ربه يسأله هذه قصته، أما أنا قصتي أن أظل على ما أنا عليه من الفتوى، لو كان الأمر بيدي لفعلت ذلك لكن الأمر ليس بيدي مثل إقامة الحدود، لا أستطيع أن أقيم حدا على أحد حتى لو أتى واحد وقال لي أنا زنيت وأحضر الأربع شهود أنا لا أقدر أقيم عليه الحد، لأن إقامة الحد سلطة ولي الأمر ليست سلطتي أنا،.
    أريد أن أقول : أن السياسة فيها مثل ما قلته الآن، ما هذا من السياسة أننا نؤدب الخارج الذي لا يحترم ديني هذه سياسة أيضا، النبي عليه الصلاة والسلام دعا على أناس خالفوا أمره عندما هبت ريح حمراء قال لا يقومن منكم أحد فقاموا فحملتهم الريح إلى جبال كذا وكذا فلعنهم عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح لعنهم وليس من عادته أن يلعن أحد، ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ﴾ [النحل: 125]. الحكمة أن تضع الشيء في موضعه شدة كان أو رقة.
    أسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لي ولكم وأن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يجعل ما قلته لكم زادا إلى حسن النصير إليه وعتادا إلى يمن القدوم عليه، إنه بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
    نسـألكم الدعاء أختكم م محمد الظن






    http://tafregh.a146.com/index.php
    لتحميل المباشر للتفريغات مكتبة التفريغات الإسلامية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •