** ما جاء في إنفاق المال**
قال ابن الجوزي/ تلبيس إبليس:
...و الرابع في إنفاقها فمنهم من ينفقها على وجه التبذير والإسراف تارة في البنيان الزائد على مقدار الحاجة وتزويق الحيطان وزخرفة البيوت, وعمل الصور
و تارة في اللباس الخارج بصاحبه إلى الكبر والخيلاء
و تارة في المطاعم الخارجة إلى السرف وهذه الأفعال لا يسلم صاحبها من فعل محرم أو مكروه وهو مسؤول عن جميع ذلك.
وباسناد عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا أبن آدم لا تزول قدماك يوم القيامة بين يدي الله عز وجل حتى تسأل عن أربع عمرك فيما أفنيته وجسدك فيما أبليته ومالك من أين أكتسبته وأين أنفقته" ؟
ومنهم من ينفق في بناء المساجد والقناطر إلا أنه يقصد الرياء والسمعة وبقاء الذكر فيكتب اسمه على ما بنى و لو كان عمله لله عز وجل لأكتفى بعلمه سبحانه وتعالى, و لو كلف أن يبني حائطا من غير أن يكتب اسمه عليه لم يفعل
ومن هذا الجنس إخراجهم الشمع في رمضان في الأنوار طلبا للسمعة , ومساجدهم طوال السنة مظلمة لأن اخراجهم قليلا من دهن كل ليلة لا يؤثر في المدح ما يؤثر في إخراج شمعة في رمضان
و لقد كان إغناء الفقراء بثمن الشمع أولى,و لربما خرجت الأضواء الكثيرة السرف الممنوع منه, غير ان الرياء يعمل عمله
و قد كان احمد بن حنبل يخرج إلى المسجد وفي يده سراج فيضعه ويصلي
و منهم من إذا تصدق أعطى الفقير والناس يرونه فيجمع بين قصده مدحهم وبين إذلال الفقير
و فيهم من يجعل منه الدنانير الخفاف فيكون في الدينار قيراطان ونحو ذلك وربما كانت رديئة فيتصدق بها بين الجمع مكشوفة ليقال قد أعطى فلان فلانا دينارا
****
قال صاحب الموضوع:
و من ذلك من لا ينفق على تلزمه نفقته , فإذا خرج مع أصدقائه كان أسخى الناس و هو يقصد المدح
و من ذلك : أن بعض الجماعات يكثرون من إفطار الناس في رمضان و قصدهم شهرة حزبهم
من ذلك من يصنع طعاما للفقراء و عند الإجتماع عليه , يسألهم هل ينقص الطعام ملح ؟أو هل اللحم جيد؟ حتى يظهر أنه صاحب الطعام
و هذا الباب واسع جدا