بعد أن استرددت كامل وعيي ، أخذت أسأل كل من حولي
من أهل أو ممرضات أو أطباء : ترى ما ماهية الداء ؟ !
فلما لم يشأ أحد منهم بعد الجراحة ، أن يجيب عن تساؤلي بصراحة !!
وقد كنت سمعت قريبيي من الأطباء يناشدان الجرّاح في رجاء :
فضلا هذه موافقتنا على أن الاستئصال لما تراه مباح ؛
حتى نجنب المسكينة آلام إعادة فتح الجراح .
فلما أفقت ومازال بي السعال ، واستمر النزف كما كان قبلا الحال
فضلا عن رداءة إغلاق الجرح ، علمت أنني لابد معيدة للترح ...
فكنت أبكي من الألم ، ليس على ذات الألم ؛ ولكن لاضطراري تكراره كما بذا عُلم ..
ولست والله بالتي تشكو مما يحتمل ، ولا تسخط ما جرى به القدر
ولكن كان الله أعلم بحال ، فقد كان ما يحدث لي فوق احتمالي ...
فكنت أكثر من البكاء في صمت ، وقد أشفقت على نفسي وما به أُصبت...
ولا تنسوا فقدي الدعم من صديقتي ، متنفسي رفيقة محنتي !!
كنت أسأل أبي : ما قال الجرّاح ، وبما تراه لكم باح ؟!
فكان يداري في جوابه وهو يحاول منع هطول دموعه
وكذا فعلت أمي وخاطبي حتى الطبيبان من أقاربي ..
فلما ألححت بالسؤال : لم ترك الجرّاح الداء دون إزالة أو استئصال ؟!!
أجمعوا على أنه أراد تحليل عينة ، وقال بضرورة ذلك قبل أن تصير الإزالة ممكنة .
وقالوا يطمئنونني : لا تراعي فذلك إجراء راتب أمني .
هو خرّاج بالرئة على غير المتوقع ، احمدي الله ، واتركي عنك القلق بترفع
والحق أني كنت تواقة النفس إلى الفرْح ، فقبلت كلامهم بلا تشكك أو قدح
ومتأخرا جدا : علمت أن الجميع كانوا يعانون من شدة القلق ، بينما أنا في غفلتي أغرق !!
و ...................
يتبــــــــــــ ـــــــــــع .