- مَنْ أحَبَّ أنْ يَسْتَفِيدَ فَلْيَنْظُرْ فِي كُتُبِهِ . عبد الله بن المبارك رحِمَهُ الله .
- فاْلكِتَابُ حَاضِرٌ نَفْعُهُ ، مَأمُونٌ ضرّه ، ينشطُ بِنَشَاطِكَ فَيَنْبَسِط إليك ، ويملّ بِملالِكَ فَيَنْقَبِضُ عَنْكَ ، إن أدْنَيْتَهُ دَنَا ، وإنْ أنأيْتَهُ نأَى ، لاَ يبْغِيكَ شَراًّ ، ولاَ يَفْشِي عَلَيْكَ سِرّاً ، ولاَ ينم علَيْكَ ، ولاَ يَسْعَى بِنَمِيمَةٍ إليْكَ . نِعْمَ الْمُحدِّث والرّفِيقُ – كتابٌ تَلْهُو بِهِ إنْ خَانَكَ الْأصْحاب ، لا مُفْشِياً للسِّر إنْ أودَعْتَهُ ، ويُنَالُ منه حكمةٌ وصَوابٌ ، فاجْعَلْ الْكِتَابَ جَلِيسَكَ فِي الْوَحْدة ، وأنِيسَكَ فِي الْخُلْوة ، فقدْ قِيلَ لِرَجُلٍ : من يؤنِسُكَ ؟ فضَربَ عَلَى كُتُبِهِ ، وَقَالَ : هذِه . فقيل : من النّاس ؟ فقالَ : الّذين فيهَا . وقيلَ لِبَعْضِهم : أما تَسْتَوْحِشُ ؟ فقال: يَسْتَوْحِشُ منْ معَ الأُنْسِ كُلِّه ؟ .قيل : وما الأُنسُ كُلّه ؟ قال : الكُتُبُ . قال بعْضُ الوزراء : يَا غُلامُ ائتِنِي بأنسِ الخُلْوة ومجمع السّلوة فَظنَّ جُلسَاؤهُ أنّه يَسْتَدعِي شَراباً ، فَأتاه بِسَفْط فيهِ كتُبٌ . اهـ من رسالة ماذا نقرأ ولمن نقرأ ص 11
- إنّ منْ أكْبَرِ مُشْكِلاَتِ الْقِرَاءَة الْحَاصِلة عنْدَ كَثِيرٍ منَ النّاسِ هيَ النُّفْرَةُ منَ الْكِتَابِ والّتِي تَكَادُ تَصِلُ إلَى الْعَدَاوةِ أحْيَاناً ، وعددٌ منَ النّاسِ يَشْكُو منْ سُرْعَةِ السّآمَةِ وَالْمَلَلِ إذَا فَتَحَ الْكِتَابَ وخُصُوصاً الْكُتُب الجَادّة ، ولِذَلِكَ نَرَى الْيَوْمَ فِي الْوَاقِعِ ظَاهِرَةً سَيِّئَةً ، وَهيَ الإعْراضُ عن الْكُتُبِ الشّرْعِيةِ المُفيدة ، والإقْبالُ على الكُتبِ التّافِهةِ والقِصَصِ الْفاَرِغة والْمَجَلاّتِ ذَات الصّور والألْوَن وأخبار الرّياضة والفَن ، وصَارَ عَدُوّنا يتَبَجَحُ بِأنّ العَرَبَ لاَ يَقْرَؤونَ ، وإذَا قَرأوا لا يَفْهَمون ، وإذا فَهِموا لاَ يَعْمَلُون :
لِمِثْلِ هذا يذُوبُ الْقلْبُ من كَمدٍ إِن كَانَ فِي الْقَلْبِ إسْلامٌ وإيمانُ
اهـ من رسالة لأحد المشايخ بعنوان " كَيْفَ تَقْرا كتاباً "
- إنَّ الشَّعْبَ الّذِي لاَ يَقْرَأْ ، لاَ يَسْتَطِيعُ أن يَعْرِفَ نَفْسَهُ ، ولاَ أن يَعْرِفَ غَيْرَهُ . ((والْقِراءةُ )) هيَ الّتِي تَقُولُ لَنَا : هُنَا وقَفَ السّلَفُ من قبلِكُم . هنا وصلَ العَالمُ منْ حوْلِكُم . منْ هُنا يَجِبُ أنْ تَبْدَؤُوا ....من رسَالة القِراءة أولاً ص 14
- مُطَالَعَةُ الْكُتُبِ تُفَتِّقُ الِّذِهنِ ، وَتَهْدِي العِبرَ والْعِظَات ، وتَمدُّ الْمُطّلِعَ بِمَددٍ منَ الْحِكَمِ ، وتُطْلِقُ اللِّسان ، وتُنْمِّي ملَكةَ التّفْكِير ، وتُرَسِّخُ الْحَقَائِق ، وَتَطْرُدُ الشُّبَهَ ، وَهيَ سَلْوَةٌ للْمُتَفَرِّدِ ، ومُناجاةٌ للْخَاطرِ ، ومُحَادثةٌ للسّامِرِ ، ومُتْعَةٌ للْمُتَأمِّلِ ، وَسِراجٌ للسّارِي ، وكُلّمَا كُرّرَت المَعْلُومةُ وضُبِطَتْ ، ومحصَتْ ، أثْمَرت وأينَعت وحَانَ قِطَافُهَا ، واستَوت على سُوقِها ، وآتت أكُلَها كلَّ حِين بإذنِ ربِّها ، وبلغَ بها الكِتابُ أجَلَهُ ، والنّبأُ مُسْتَقَرّهُ . وَهَجْرُ الْمُطَالَعة ، وتركُ النّظَرِ فِي الْكُتُبِ والانفِرادِ بِهَا ، حُبْسَةٌ فِي اللّسان ، وحصْرٌ في الطّبعِ ، وركودٌ للخَطِرِ ، وَفُتُورٌ للعقْلِ ، وموْتٌ للطّبيعة ، وذُبُولٌ فِي رَصيدِ المَعْرِفة ، وجَفَافٌ للفِكْرِ ، وما مِن كِتَاب إلاّ وفِيهِ فَائِدةٌ أوْ مثَلٌ ، أو طُرْفَةٌ أوْ حكَايَةٌ ، أوْ خَاطِرَةٌ ، أو نادرةٌ . هذا وفوائِدُ القِراءَةِ فوْقَ الحصْر ، ونعُوذُ بالله من موتِ الهِمَمِ وخِسّة الْعَزِيمة ، وَبُرود الرّوح ، فَإنّها منْ أعظَمِ الْمَصَائِب . اهـ لا تحزن ص 253
- ولاَ تَحْسُنُ اليومَ الـمُجالسةُ إلاّ لِكتـابٍ يُحدِّثُكَ عن أسْرارِ السّلفِ ، فأمّا مُجَالسَةُ العُلَماءُ فَمُخَاطرة ، إذْ لا يَجْتَمِعُونَ عَلَى ذِكرِ الآخِرَةِ في الغَالبِ ، ومجالسةُ العوام فتنة للدينِ ...[صيد الخاطر ص390 ]
- فَسَبِيلُ طَالبِ الكَمَال فِي طَلَبِ العِلْمِ الاطِّلاعُ على الكُتُبِ التي قد تخلَّفت من المُصنّفات ، فَلْيُكْثِر من المُطالعة ، فإنّهُ يَرى من عُلُوم القَوْمِ وعلو هِمَمِهِم ما يَشحذُ خاطِرَهُ ، ويُحَرِّكُ عزِيمتَهُ للجد ، وما يخْلُو كِتابٌ مِن فَائِدة .
وأعوذُ بالله من سير هؤلاء الذين نُعاشِرُهم ، ولا نرى فيهم همّةً عاليةً فيَقْتَدي بها المُبْتَدِي ، ولاَ صَاحب وَرَع فَيَسْتَفِيد منهُ الزّاهد . [صيد الخاطر ص 503] .
- وَ إِنِّي أُخْبِرُ عن حَالِي : مَا أَشْبعُ منْ مُطالعةِ الكُتُبِ ، وإذَا رأيْتُ كِتاباً لمْ أرَهُ ، فَكَأنِّي وَقَعْتُ عَلَى كَنْزٍ . وَلَقَدْ نَظَرتُ فِي ثَبْتِ الكُتُبِ المَوْقُوفَةِ في المدْرَسةِ النِّظَاميةِ ، فَإذا بهِ يَحْتَوِي عَلَى نحو سِتةِ آلاف مجلَد ، وَفِي ثبت أبي حَنيفة ، وكتبِ الحُمَيْدي ، وكُتبِ شَيْخِنَا عبد الوَهّاب بن ناصر ، وكتبِ أبي محمد بن الخشّاب ، وكانتْ أَحْمَالاً ، وغَير ذلكَ من كل كتَابٍ أقْدِرُ عَلَيْهِ . ولو قُلْتُ : إنِّي طَالَعْتُ عِشْرينَ ألف مجَلد كَانَ أكثَر ، وأنا بعْدُ فِي الطّلبِ .
فاسْتَفَدتُ بالنّظَرِ فِيها ، من مُلاحظَةِ سير القوْمِ ، وقَدْرِ هِمَمِهم ، وحِفْظِهِم ، وعِبَادَتِهِم ، وَغَرائِبِ عُلُومِهم ، ما لاَ يعْرِفهُ من لا يُطَالع ،فَصِرتُ أسْتَزْري مَا النّاسُ فِيه ، وأحْتَقِرُ هِمَمَ الطُّلاّبِ . لله الحمد . اهـ [صيد الخاطِر لابن الجوْزي ص 504] .
- " إنَّ السّرورَ والإنشراحَ يأتِي معَ العِلمِ ، لأنّ العِلْمَ عُثُورٌ على الغَامضِ ، وحصولٌ على الضّالة ، واكتشافٌ للمَسْتُور ، والنّفْسُ مولَعَة بِمَعْرِفَةِ الْجَديدِ والاطلاَعِ على المُستَطرفِ " كتاب لا تحزن ص 90
جمع وترتيب / ربيع الأديب