عن ابن تيمية رحمه الله
من مقالة متميزة للعلامة الشيخ الدكتور فريد الانصاري رحمه الله ولعلكم لا تعرفونه كعادة علماء المغاربة كما ذكر الشيخ ابي اسحاق الحويني فعلماء المغاربة مجهولون عندكم بالمشرق !! المهم هذا مقطع من رسالة قيمة للدكتور الشيخ فريد الأنصارى وهى رسالة قيمة جدا
وقد علق عليها الشيخ محمد إسماعيل المقدم -حفظه الله- فى محاضرة بعنوان عقيدتنا جميلة ولمن أراد الرجوع لشرح الشيخ اسماعيل المقدم للمقالة فليعد للرابط الاتي http://www.islamway.com/?iw_a=view&i...esson_id=51927
الشاهد عندنا هو هذا الجزء :
جمالية الدين في جمالية التوحيد
أ.د. فريد الأنصاري مكناس - المغرب .. رحمه الله رحمة واسعة .(توفي أواخر سنة 2009 بعد صراع مع المرض )
,,,,,,
فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية مثلاً ، لا تصوره كثير من المصنفات المعاصرة إلا شخصاً مقاتلا محارباً متخصصاً في تفصيل في مذاهب أهل النار ؛ دون مذاهب أهل الجنة ؛ فكل من أراد أن يَصِمَ شخصاً بصك الجحيم ، فما عليه إلا أن يُخرج عليه سيف المقولة المشهورة . ( قال شيخ الإسلام ابن تيمية ) وكأن ابن تيمية - رحمه الله - ما خلقه الله إلا للاستشهاد به على أهل الضلال وحسب ؛ وكأنما تحولت نصوصه وفتاواه إلى مجرد صكوك اتهام ، تقرأ على الضحية عند تنفيذ حكم الإعدام .
أين ابن تيمية الداعية إلى الله ؟ أين ابن تيمية المربي ؟ وأين ابن تيمية السالك إلى مولاه عبر منازل الخوف والرجاء ؟ والشوق والمحبة ؟ وأين ابن تيمية صاحب الأذواق الإيمانية والأحوال السنية ؟ .. ولقد حفلت كتبه وفتاواه بمعاني ( الجمالية ) ، ومقاصد ( الربانية ) في الدعوة والتربية والتعليم ؛ مما يصعب لغزارته حصره واسقصاؤه ! كما أن تلميذه الإمام الرباني ابن القيم - رحمه الله - قد حكى عنه من ذلك الشيء الكثير ! فأين ضاع ذلك كله ؟
وأما كونه إسقاطيا ؛ فلأنه تم استعمال ابن تيمية للتعبير عن مشكلات العصر النفسية والسياسية بصورة حرفية ! ففُسِّرت نصوصُه بما تقتضيه حالة رد الفعل النفسي والاجتماعي بصورة غير متوازنة عن ظروف الظلم السياسي ، ومظاهر الخلاف العقدي والمذهبي ، بين طوائف وجماعات ، ودول وتحالفات ! وتم إسقاط زماننا على زمانه - رحمه الله - ، وإلباس أحوالنا لأحواله دون مراعاة الفروق بين الثوابت والمتغيرات ، سواء منها ما تعلق بالنصوص أو بتحقيق المناطات ؛ وفي ذلك ما فيه من الشطط العلمي والانحراف المنهجي .
ولذلك فقد تمت عملية ( إخراج ) سيئة لشخص ابن تيمية لدى بعضهم على أنه شخص لا ذوق له ولا وجدان ؛ وإنما هو السب والشتم واللعان ؛ وما أبعد شيخ الإسلام رحمه الله عن ذلك وأبرأه .
ولو تتبع متتبع نصوص فتاواه ومؤلفاته جميعا ؛ لجمع من مشاهد الجمالية وأذواقها عنده في الدين والتدين الشيء الكثير ، ولولا أن نخرج عن غرض هذا المقال لعرضنا من نصوصه مواجيد وأذواقاً وأحوالاً رِقَاقاً ، ولكن لك أن تقرأ من ذلك هذه الإشارات ؛ فقد تحدث - رحمه الله - عن أحوال المؤمن لدى سماع القرآن
الكريم ، وذلك في سياق ذكر ( السماع ) بمعناه الشرعي ، وأورد فيه آيات وأحاديث ، ثم قال : ( وهذا كان سماع سلف الأمة ، وأكابر مشائخها ، وأئمتها ، كالصحابة والتابعين ، ومن بعدهم من المشائخ كإبراهيم بن أدهم ، و الفضيل بن عياض ، و أبي سليمان الداراني ، و معروف الكرخي ، و يوسف بن أسباط ، و حذيفة المرعشي ، وأمثال هؤلاء .. وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – يقول لأبي موسى الأشعري : يا أبا موسى ! ذَكِّرنا ربَّنا ! فيقرأ ، وهم يسمعون ويبكون . ولهذا السماع من المواجيد العظيمة ، والأذواق الكريمة ، ومزيد المعارف ، والأحوال الجسيمة ؛ ما لا يتسع له خطاب ، ولا يحويه كتاب . كما أن في تدبر القرآن وتفهمه ؛ من مزيد العلم والإيمان ، ما لا يحيط به بيان .
قال الشارح - رحمه الله - في سياق ذكر كلام العلماء في معنى ( لا إله إلا الله ) : ( وقال شيخ الإسلام [ ابن تيمية ] : الإله هو المعبود المطاع ؛ فإن الإله هو المألوه ، والمألوه هو الذي يستحق أن يُعبد . وكونه يستحق أن يعبد هو : بما اتصف به من الصفات التي تستلزم أن يكون هو المحبوب غاية الحب ، المخضوع له غاية الخضوع ، قال : فإن الإله هو المحبوب المعبود الذي تألهه القلوب بحبها ، وتسكن إلى حبه ، وليس ذلك إلا لله وحده . ولهذا كانت « لا إله إلا الله » أصدق الكلام ، وكان أهلها أهل الله وحزبه ؛ فإذا صحت صح بها كل مسألة وحال وذوق ، وإذا لم يصححها العبد ؛ فالفساد لازم له في علومه وأعماله .
وقال ابن القيم : ( الإله ) هو الذي تألهه القلوب محبة ، وإجلالاً ، وإنابة ، وإكراماً ، وتعظيماً ، وذلاً ، وخضوعاً ، وخوفاً ، ورجاء ، وتوكلاً .
وقال ابن رجب : ( الإله ) هو الذي يطاع فلا يعصى ؛ هيبة له وإجلالاً ، ومحبة ، وخوفاً ، ورجاء ، وتوكلاً عليه .
وقال البقاعي : « لا إله إلا الله » : أي انتفاءً عظيماً أن يكون معبودٌ بحق غير الملك الأعظم ؛ فإن هذا العلم هو أعظم الذكرى المنجية من أهوال الساعة .
وقال الطيبي : ( الإله ) فِعال بمعنى مفعول ، كالكتاب بمعنى المكتوب ، من ألِه إلهةً ، أي : عبَدَ عبادةً .
قال الشارح : وهذا كثير في كلام العلماء وإجماع منهم ) [9] .
ومما ينبغي التفطن له أن الله سبحانه قال في كتابه : ]قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [( آل عمران : 31 ) ؛ فبيَّن سبحانه أن محبته توجب اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وأن اتباع الرسول يوجب محبة الله للعبد ، وهذه محبةٌ امتحن الله بها أهل دعوى محبة الله ؛ فإن هذا الباب تكثر فيه الدعاوى والاشتباه ؛ ولهذا يُرْوَى عن ذي النون المصري أنهم تكلموا في مسألة المحبة عنده ؛ فقال : « اسكتوا عن هذه المسألة ؛ لئلا تسمعها النفوس فتدعيها » .
وكان المشائخ المصنفون في السنَّة يذكرون في عقائدهم مجانبة من يكثر دعوى المحبة ، والخوض فيها من غير خشية ، لِمَا في ذلك من الفساد الذي وقع فيه طوائف من المتصوفة .
وما وقع في هؤلاء من فساد الاعتقاد والأعمال أوجب إنكار الطوائف لأصل طريقة المتصوفة بالكلية ، حتى صار المنحرفون صنفين : صنف يقر بحقها وباطلها ، وصنف ينكر حقَّها وباطلَها ! كما عليه طوائف من أهل الكلام ، والفقه .
والصواب : إنما هو الإقرار بما فيها وفي غيرها من موافقة الكتاب والسنة ، والإنكار لِمَا فيها وفي غيرها من مخالفة الكتاب والسنة [10] .
فأي جمال هذا وأي إحسان ؛ وأي فقه هذا وأي ميزان ! ألا رحم الله شيخ الإسلام !
لمن يريد الرجوع الى المقالة كاملة وهي مقالة متميزة جدا
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=160555
ولمجموعة من مقالات الرائعة:
http://www.hiramagazine.com/author/detail/8
ولترجمة موجزة عن الشيخ فريد الانصاري
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%...A7%D8%B1%D9%8A
رحمك الله يا أبا أيوب
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...idAlAnsari.jpg
قناة الشيخ رحمه الله على اليوتوب
http://www.*******.com/3abdonda3if