جزي الله شيخنا المفضال ياسر برهامي خير الجزاء
(401) سئل فضيلة الشيخ العثيمين : عن حكم قول: أخي لغير المسلم؟ وكذلك قول : صديق ورفيق؟ وحكم الضحك إلى الكفار لطلب المودة؟.
فأجاب بقوله: أما قول: "يا أخي" لغير المسلم فهذا حرام، ولا يجوز إلا أن يكون أخاً له من النسب أو الرضاع، وذلك لأنه إذا انتفت أخوة النسب والرضاع لم يبق إلا أخوة الدين، والكافر ليس أخاً للمؤمن في دينه، وتذكر قول نبي الله تعالى نوح: (رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين . قال يا نوح إنه ليس من أهلك(1).
وأما قول: "صديق رفيق" ونحوهما فإذا كانت كلمة عابرة يقصد بها نداء من جهل اسمه منهم فهذا لا بأس به، وإن قصد بها معناها تودداً وتقرباً منهم فقد قال الله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم(2). فكل كلمات التلطف التي يُقصد بها الموادة لا يجوز للمؤمن أن يخاطب بها أحداً من الكفار.
وكذلك الضحك إليهم لطلب الموادة بيننا وبينهم لا يجوز كما علمت من الآية الكريمة.
(402) سئل فضيلة الشيخ: عن وصف الكافر بأنه أخ؟
__________
(1) سورة هود، الآيتان "45-46".
(2) سورة المجادلة، الآية "22".
(3/26)
فأجاب بقوله: لا يحل للمسلم أن يصف الكافرـ أيّاً كان نوع كفره سواء كان نصرانياً، أم يهودياً، أم مجوسياً، أم ملحداًـ لا يجوز له أن يصفه بالأخ أبداً، فاحذر يا أخي مثل هذا التعبير. فإنه لا أخوة بين المسلمين وبين الكفار أبداً، الأخوة هي الأخوة الإيمانية كما قال الله - عز وجل -: (إنما المؤمنون إخوة(. وإذا كانت قرابة النسب تنتفي باختلاف الدين فكيف تثبت الأخوة مع اختلاف الدين وعدم القرابة؟ قال الله - عز وجل - عن نوح وابنه لما قال نوح، عليه الصلاة والسلام،: (رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين. قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح(.
فلا أخوة بين المؤمن والكافر أبداً، بل الواجب على المؤمن ألا يتخذ الكافر ولياً كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق(.
فمن هم أعداء الله؟ أعداء الله هم الكافرون. قال الله تعالى: (من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين(.
وقال ـ سبحانه وتعالى ـ : (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين(.
س :ما هي الأوصاف التي يُنادى بها على الكافر؟ وهل يجوز قول "أخي" و "سيدي "صديقى "؟
.
ج - لا يجوز مخاطبة الكافر بالألفاظ الشرعية الخاصة بالمسلمين ، كلفظ " أخي " ، ولا بالألفاظ التي فيها إظهار المودة كلفظ " صديقي " ، ولا الألفاظ التي نهينا عن مخاطبة الكفار بها ، كلفظ " سيِّد " .
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
عن حكم قول : " أخي " لغير المسلم ؟ وكذلك قول : " صديق " و " رفيق " ؟ وحكم الضحك إلى الكفار لطلب المودة ؟ .:
ج :"أما قول : " يا أخي " لغير المسلم : فهذا حرام ، ولا يجوز ، إلا أن يكون أخاً له من النسب ، أو الرضاع ؛ وذلك لأنه إذا انتفت أخوة النسب والرضاع : لم يبق إلا أخوَّة الدين ، والكافر ليس أخاً للمؤمن في دينه ، وتذكر قول نبي الله تعالى نوح : (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) .
وأما قول : "صديق " ، " رفيق " ، ونحوهما : فإذا كانت كلمة عابرة يقصد بها نداء من جهل اسمه منهم : فهذا لا بأس به ، وإن قصد بها معناها تودداً وتقربّاً منهم : فقد قال الله تعالى : (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) ، فكل كلمات التلطف التي يقصد بها الموادة : لا يجوز للمؤمن أن يخاطب بها أحداً من الكفار .
وكذلك الضحك إليهم لطلب الموادة بيننا وبينهم : لا يجوز ، كما علمت من الآية الكريمة" انتهى . "مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 3 / 42 ، 43 ) .
هناك ملاحظتان على ما ورد في السؤال ، يحسن التنبيه عليهما أولا ، ثم نثني بالجواب على أصل السؤال :
1. قولك " مسيحيين " الأولى الالتزام بتسميتهم بما سماهم الله ورسوله به ، فنقول عنهم : نصارى ، وهو اللقب الذي لا يدل على تزكية أولئك الكفار، أو نسبتهم للمسيح الذي كفروا به في واقع أمرهم ، وادعوا أنه إله ، أو ابن إله ؟!
وقد سماهم الله تعالى في كتابه الكريم " أهل الكتاب " ، و " النصارى " نسبة لقرية " الناصرة " في فلسطين ، أو لأنهم نصر بعضهم بعضاً .
قال الإمام الطبري – رحمه الله - : " سمُّوا " نصارى " لنصرة بعضهم بعضاً ، وتناصرهم بينهم ، وقد قيل : إنهم سمُّوا " نصارى " مِن أجل أنَّهم نزلوا أرضاً يقال لها ناصرة " انتهى .
" تفسير الطبري " ( 2 / 144 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
" وكان المسيح من ساعير أرض الخليل ، بقرية تدعى " ناصرة " ، وباسمها يسمَّى من اتبعه نصارى " انتهى .
"الجواب الصحيح" (5 /200 ) .
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - : شاع منذ زمن استخدام كلمة " مسيحي " ، فهل الصحيح أن يقال : " مسيحي " ، أو " نصراني " ؟ .
فأجاب : " معنى " مسيحي " نسبة إلى المسيح بن مريم عليه السلام ، وهم يزعمون أنهم ينتسبون إليه ، وهو بريء منهم ، وقد كذبوا ؛ فإنه لم يقل لهم إنه ابن الله ، ولكن قال : عبد الله ورسوله ، فالأولى أن يقال لهم : " نصارى " ، كما سماهم الله سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ) البقرة/ 113 " انتهى .
"فتاوى الشيخ ابن باز" (5/387 ) .
2. قولك عنهم " إخوة " ، فهذا لا يجوز .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - : " الكافر ليس أخاً للمسلم ، والله سبحانه يقول : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) الحجرات/10 ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم ) .
فليس الكافر - يهوديّاً ، أو نصرانيّاً ، أو وثنيّاً ، أو مجوسيّاً ، أو شيوعيّاً ، أو غيرهم - أخاً للمسلم ، ولا يجوز اتخاذه صاحباً ، وصديقاً " انتهى .
"فتاوى الشيخ ابن باز" (6/392 ) .
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : عن وصف الكافر بأنه " أخ " ؟
فأجاب : " لا يحل للمسلم أن يصف الكافر- أيا كان نوع كفره ، سواء كان نصرانيّاً ، أم يهوديّاً ، أم مجوسيّاً ، أم ملحداً - : لا يجوز له أن يصفه بالأخ أبداً ، فاحذر يا أخي مثل هذا التعبير ؛ فإنه لا أخوَّة بين المسلمين وبين الكفار أبداً ، الأخوة هي الأخوة الإيمانية ، كما قال الله عز وجل : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) .
"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (3/43) .
.
ثانياً :
لا ننصحك أن تسمِّي منتداك الإسلامي باسم " العرَّاب " ؛ فهو اسم قبيح ، وأنتَ ذكرتَ سبباً كافياً للامتناع عن تلك التسمية ، وهي تسمية دينية عندهم ، وتعني " الأب الروحي " – أب في العِماد " godfather " - وثمة سبب ثانٍ وهو أن هذا الاسم هو لبرنامج فيه فسق ومجون في إحدى قنوات الفساد العربية ، وهو – كذلك – يطلق على زعيم عصابات المخدرات في بعض الدول الغربية ، وبه يسمَّى الفيلم الأجنبي المشهور الذي يتكلم عن أحوال تلك العصابات .
فلهذه الأسباب جميعاً ننصحك بترك هذا الاسم ، واختيار الاسم اللائق بدينك ، ولغة قرآنك .
وقد سئلت اللجنة الدائمة : نحن مجموعة من الشباب ملتزمون والحمد لله ، ونعمل سويّاً في مكان واحد ، ونسكن أيضاً في مكانٍ واحدٍ ، ونقوم في وقت الدعابة بمناداة بعضنا البعض بأسماء غير أسمائنا ، مثل ( جرجس ، بطرس ، حنَّا ، ميخائيل ، بنيامين ) علماً أنه لا تسبب هذه الأسماء لأحدٍ منَّا شيئا من الغضب أو الزعل ، ولكن هذه الأسماء هي أسماء منتشرة بين المسيحيين ، فهل هذا حرام ؟ علماً بأننا لا ننادي بعضنا بها إلا على سبيل الدعابة .
فأجابت : " هذا العمل لا يجوز ؛ لأنه من التشبه بالكفار في أسمائهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) ، فالواجب : تجنب المناداة بهذه الأسماء الأجنبية ، ولو كان ذلك من قبيل المزاح .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ , الشيخ عبد الله بن غديان , الشيخ صالح الفوزان , الشيخ بكر أبو زيد .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (26 /32 ) .
والله أعلم
فتوى الشيخ الفوزان-حفظه الله-.
السؤال:
يقول مَا حُكْم مَنْ يَقول هَذا القَول: (إخْوانُنا اليَهود والنّصَارى)؟
الجواب:
إي، هُم إخْوانه، هُم إخْوانه، لَكن نَحْن -إنْ شَاء الله- ليْسوا إخْواننا، نَبْرأ إلَى الله منْهم.
أمّا مَنْ يَقول إنّه أخْوانه فَهُم إخْوانه إلا أنْ يَتوب إلَى الله -عز وجل-، إلا أنْ يَتوب إلَى الله مِنْ هَذا القَول القَبِيح، أمّا إذا لَمْ يَتُب فَهم إخْوانه، نَسأل الله العَافِية. نَعم.اهـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من قال: ( إخواننا النصارى )! فما حكم هذا القول؟
الجواب:
إذا كان يعتقد أن دينهم صحيح وأن مذهبهم صحيح وأنهم على حق وأنه يوافقهم في دينهم فهذا كفر وردة، وأما لو قال: ( إخواننا النصارى ) غلطة أو سبقة لسان أو خطأ أو له شبهة فقد لا يكفر، فهذا فيه تفصيل.
ما حكم من يقول: ( إن الشخص إذا لم يكفر النصارى لعدم بلوغ آية سورة المائدة: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ فإنه لا يكفر حتى يعلم بالآية )؟
الجواب:
هذا فيه تفصيل، إذا كان هذا الشخص لا يعلم أن النصارى على باطل فهذا لا بد أن تقام عله الحجة، أما إذا كان يعلم أنهم على باطل وأن الله كفَّرهم ولا تخفى عليه النصوص فهو كافر؛ لأنه لم يكفِّر المشركين
.
.