السلام عليكم إخوتي في الله...
بإذن الله سأقوم بالبحث في موضوع- لعله خارج عن علوم العربية قليلًا - وهو: وفيات العلماء الذين كان علمهم سبب في موتهم بعد الله...
وأنا في هذه الصفحة أتمنى منكم إفادتي ببعضٍ من العلماء الغريبي الوفيات.
السلام عليكم إخوتي في الله...
بإذن الله سأقوم بالبحث في موضوع- لعله خارج عن علوم العربية قليلًا - وهو: وفيات العلماء الذين كان علمهم سبب في موتهم بعد الله...
وأنا في هذه الصفحة أتمنى منكم إفادتي ببعضٍ من العلماء الغريبي الوفيات.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
( طرائف الميتات وسواكب العبرات )
جمع فيه المؤلف [ د. محمد زكي عبد الدايم ] كل ميتة غريبة أو طريفة، وفيه كثير مما هو على شرط الموضوع؛ مثل وفاة الإمام مسلم صاحب الصحيح إذ سهر ليلة يبحث عن حديث، ووفاة الجاحظ إذ وقعت عليه الكتب، ووفاة الخليل بن أحمد إذ كان مستغرقا في التفكير، وغيرهم.
نبدأ من هؤلاء العلماء بالعالم الجليل (سيبويه)
المناظرة قبل قصة وفاته:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،، ثم بعد ،،
توطئـــة : في احد عصور الدولة العباسية تنافست مدرستان في النحو ، المدرسة الكوفية بقيادة الكسائي والبصرية بقيادة سيبويه ،، اجتمع قائدا هاتين المدرستين للمناظرة فكانت هذه القصة ،،
المكان : البصرة*
سيبويه متوجها الى البصرة للمناظرة ، والناس يبلغهم الخبر فينتظرون بفارغ الصبر ، ترقب الى ما ستؤول اليه هذه المناظرة من نهاية ، وهي التي اشتهرت فيما بعد بالمسألة الزنبورية ،*
قدم سيبويه الى العراق على يحيى بن خالد بن برمك، وهو - كما قيل - ابن اثنتين وثلاثين سنة، فسأله عن خبره فقال: جئت لتجمع بيني وبين الكسائي (كبير النحاة الكوفيين)، فقال: لا تفعل؛ فإنه شيخ مدينة السلام وقارئها، ومؤدب ولد أمير المؤمنين، وكل من في المصر له ومعه، فأبى إلا أن يجمع بينهما، فعرف الرشيد خبره فأمره بالجمع بينهما فوعده بيوم.
فلما كان ذلك اليوم غدا سيبويه وحده إلى دار الرشيد، فوجد الفراء والأحمر وهشام بن معاوية ومحمد بن سعدان قد سبقوه، فسأله الأحمر عن مائة مسألة فما أجابه عنها بجواب إلا قال :
أخطأت يا بصري،
فوجم سيبويه وقال:
هذا سوء أدب.
ثم وافى الكسائي وقد شق أمره عليه ومعه خلق كثير من العرب، فلما جلس قال له:*
يا بصري، كيف تقول: خرجت وإذا زيد قائم؟
قال: خرجت وإذا زيد قائم،*
قال: فيجوز أن تقول: خرجت فإذا زيد قائماً؟*
قال: لا.
قال الكسائي: فكيف تقول: قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزُّنبُور (الدبور)، فإذا هو هي، أو فإذا هو إياها؟*
فقال سيبويه: فإذا هو هي، ولا يجوز النصب،*
فقال الكسائي: لحنت؛ العرب ترفع ذلك كله وتنصبه، وخطأه الجميع، ودفع سيبويه قوله وأنكره،*
فقال يحيى بن خالد وكان وزيرًا للرشيد: قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما، فمن يحكم بينكما وهذا موضع مشكل ،
قال الكسائي: هذه العرب ببابك، وقد جمعتهم من كل أوب، ووفدت عليك من كل صقع، وهم فصحاء الناس وقد قنع بهم أهل المصرين، وسمع أهل الكوفة والبصرة منهم فيحضرون ويسألون،*
فقال يحيى وجعفر: قد أنصفت، وأمر بإحضارهم.
فتابعوا الكسائي على قوله بإجازة الرفع والنصب، فأقبل يحيى على سيبويه فقال: قد تسمع أيها الرجل؟ فانصرف المجلس على سيبويه، فانقطع سيبويه واستكان، وانصرف الناس يتحدثون بهذه الهزيمة التي مُني بها إمام البصريين.
وقال يحيى بن خالد أو الكسائي للرشيد: يا أمير المؤمنين، إن رأيت أن لا يرجع خائباً فعلت، فأمر له بعشرة آلاف درهم، فخرج وصرف وجهه تلقاء فارس، ولم يعرج على البصرة، وأقام هنالك مدةً إلى أن مات ، فيرون أنه مات غماً. وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة !!!!!!!!!!!!!
قال أبو الحسين علي بن سليمان الأخفش وهو من تلاميذ سيبويه : وأصحاب سيبويه إلى هذه الغاية لا اختلاف بينهم أن الجواب كما قال سيبويه، وهو: فإذا هو هي، أي فإذا هو مثلها، وهذا موضع رفع وليس بموضع نصب.
وقيل ان الاخفش اجتمع بالكسائي للمناظرة فتناظرا في مئة مسألة خطأ الاخفش الكسائي في بعضها فانتصر لشيخه ،، والله اعلم بصحته .
كيفية وفاته:
أغلب الظن أن وفاة سيبويه لم تكن طبيعية؛ فإنه حين علم أنهم (بعد مناظرة الكسائي) تحاملوا عليه وتعصبوا للكسائي، خرج من بغداد وقد حمل في نفسه لما جرى عليه، وقصد بلاد فارس ولم يعرج على البصرة، وأقام هنالك مدةً إلى أن مات كمداً، ويروى أنه ذربت معدته فمات، فيرون أنه مات غماً كما ذكرنا، وفي مكان وفاته والسنة التي مات بها خلاف عريض، والراجح من الأقوال أن ذلك كان في سنة ثمانين ومائة من الهجرة.
وفي مرضه الذي توفي فيه قيل أنه تمثل عند الموت:
يؤمل دنيا لتبقى له... فمات المؤمل قبل الأمل
يربي فسيلا ليبقى له... فعاش الفسيل ومات الرجل
ويقال: إنه لما احتضر وضع رأسه في حجر أخيه فدمعت عين أخيه فاستفاق فرآه يبكي فقال:
وكنا جميعا فرق الدهر بينن... إلى الأمد الأقصى فمن يأمن الدهرا
وقال الأصمعي: رأيت على قبر سيبويه بشيراز هذه الأبيات، وهي لسليمان بن يزيد العدوي:
ذهب الأحبة بعد طول تزاور... ونأى المزار فأسلموك وأقشعوا
تركوك أوحش ما تكون بقفرة... لم يؤنسوك، وكربة لم يدفعوا.
قضيا لقضاء وصرت صاحب حفرة... عنك الأحبة أعرض وتصدعوا*
*
فهاهي قضيـة نحويـة أدت إلى موت عالمــنا كمدًا وغمًّـــا...
قصــة وفاة مفسر الأحلام (ابن سيرين)
قال الأشعث : جاءت امرأة إلى ابن سيرين وهو يتغدّى ، فقالت له : يا أبا بكر رأيت رؤيا ، فقال : تقصّين أو تتركيني حتى آكل ؟ قالت : أتركك ، فأكل ، ثم قال : قصّي ، قالت : رأيت القمرَ دخل في الثريا ، فنادى منادٍ من خلفي : ائتي ابن سيرين ، فقصِّي عليه ، قال : فقلصتْ يدُه من الطعام ، وقال : ويلكِ كيف رأيتِ ؟ ، فأعادت عليه ، فتغيّر لونه ، وقام وهو آخذٌ ببطنه ، فقالت أخته : ما لك ؟ فقال : زعمتْ هذه المرأة أني ميّت إلى سبعة أيام .
قال الأشعث : فعددنا سبعة أيام ، فدفناه في اليوم السابع .
المصدر : كتاب ( تعبير الرؤيا ) تأليف : عبد الله بن مسلم الدينوري .. [ ابن قتيبة ] .
فانظر كيف كان تفسير الرؤيا وفاة المفسِّــر...
ولا يخفى عليكم وفاة الجاحظ، وكيف انهالت عليه كتبه فقضت عليه.
الجاحظ الكاتب المشهور في بقاع الأرض الذي لطالما قرأ من هذه الكتب ونهل من علمها !!!
فسبحـــان الله...
من يدلو بدلوه ...
لا يهم كتابة القصة - لعل اسم العالم يكفي...
ما شاء الله موضوع جدًا رائع/ أسأل الله لك التوفيق...
سأذكر وفاة عالم كبير من علماء العربية ، وله الفضل في تأسيس علم العروض،،،
وهو العالم الجليل/ الخليل بن أحمد الفراهيدي.
** جاءت وفاته في البصرة عام 786م، ويقال أن سبب وفاته هو استغراقه في التفكير في طريقة تيسر استخدام الحساب على العامة، فدخل إلى المسجد وهو شاغل فكره في التفكير فاصطدم بسارية وهو غافل فكانت السبب في موته!!!
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيك.
هنا ملحوظة عقدية:
مفهوم كلامك أنّ الله سبحانه وتعالى سببٌ في الموتِ، أو هو السبب الأول، وهذا ليس بصحيح؛ لأنه-سبحانه وتعالى-هو المسبب للحوادث كلّها، كما قال تعالى: والله خلقكم وما تعملون
صوابه:قضيا لقضاء وصرت صاحب حفرة... عنك الأحبة أعرض وتصدعوا
قُضِيَ القضاءُ وصرتَ صاحبَ حفرةٍ ** عنكَ الأحبةُ أعرضوا وتصدعوا
إنه موضوع شيق للبحث... ما أجمل أن نجعل هذه الصفحة تبادلًا للآراء والمعارف...الفصيح أن يُقال : موضوع شائق ... اسم فاعل من "شاقه يشوقه" ..
ولعلكم تُضيفون إلى هذه الصفحة صاحب "الفصيح" أعني ثعلبًا ... فهو على شَرْطكم.
في وفيات الأعيان:
"وكان سبب وفاته أنَّه خرج من الجامع يوم الجمعة بعد العصر، وكان قد لحِقَه صممٌ لا يسمع إلاَّ بعد تعب، وكان في يدِه كتاب ينظر فيه في الطَّريق فصدمته فرسٌ فألقتْه في هوَّة، فأُخرج منها وهو كالمختلط، فحُمل إلى منزله على تلك الحال وهو يتأوَّه من رأسه، فمات ثاني يوم".
قال خالد بن خداش: قرىء على ابن وهب كتابه في أهوال القيامة فخرّ مغشيا عليه فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام ( تذكرة الحفاظ )