السلام عليكم والرحمة.
في قوله جل شأنه: ( وخرَّ موسى صَعِقًا )
نوع (صَعِقا) نحويًّا: حال منتقلة غير لازمة.
ونوعها صرفيّا: ................
ما رأيكم أهي (صفة مشبهة) أم (صيغة مبالغة) .... ؟
* على من يذكر رأيه أن يُدعمه بالعلل.
السلام عليكم والرحمة.
في قوله جل شأنه: ( وخرَّ موسى صَعِقًا )
نوع (صَعِقا) نحويًّا: حال منتقلة غير لازمة.
ونوعها صرفيّا: ................
ما رأيكم أهي (صفة مشبهة) أم (صيغة مبالغة) .... ؟
* على من يذكر رأيه أن يُدعمه بالعلل.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيك.
هي صفة مشبهة؛ لسببين؛ الأول: أن فعلها لازم، والصفات المشبهة إنما تصاغ من اللازم. والثاني: كونها دالةً على المفعول، -والمعنى أصابته صعقة-، بخلاف صيغ المبالغة التي تدل على الفاعل.
هذا اجتهادي، ولا تعتمدي عليه، والله أعلم بالصواب.
ألا ترين بـــارك الله فيك وزادك علمًا أن :
بعض صيغ المبالغة التي على وزن (فَعِل) مثل: حَذِر ، أنها أيضًا مصاغة من فعل لازم، نحو: حذر زيد من عذاب ربه.
وأيضًا يصح أن نؤول (صَعِقا) لتصبح دالة على الفاعل، فيقال: صعق موسى.
وهناك أيضًا قرينة ثالثة تدل على أن (صَعِقا) ليست بصفة مشبهة ، وهي:
أن صعقا حال غير لازمة لصاحبها بل منتقلة متغيرة ، فموسى - عليه السلام - أصابه الذعر من هول ما رأى ثم أفاق بعدها... فهذا يخالف سمات الصفات الشبهة التي تدل على الثبوت والاستقرار ودوام اتصافها بصاحبها بها في أغلب الأحيان،
نحو: طاهر القلب _ جميل الظاهر .
هذا رأيي فما كان من صواب فمن الله.. وما كان من خطأ فإن ما لم تروه أكثر مما رأيتموه ...
جزيت أختي خيرًا على إضافتك/ فالنحو لا يحلو إلا بالمناقشات ومبادلة الآراء ...
إخوتي... هل من آراء حول هذه المسألة؟!
بورك في علمكم...
أرى أنها صيغة مبالغة على وزن فعل لأنها ليست لازمة في موسى
الصواب أنها صفة مشبهة للفعل (صَعِق) اللازم.
المشهور أن (حذر) فعل متعد بنفسه؛ كما في قوله تعالى: {يحذر الآخرة}، وقوله {واحذرهم أن يفتنوك}، وقوله {يعلم ما في أنفسكم فاحذروه}
الصفة المشبهة تدل على لزوم الصفة للذات، ولكن هذا اللزوم يخطئ كثير من طلبة العلم في فهم المقصود منه، فهذا اللزوم لا يعني أنه لا يمكن انفكاكه عن الذات بوجه من الوجوه، وإنما يعني أنه لا ينفك إلا بسبب خارج يزيله، فلو قلنا (فلان جميل) فهل يلزم أن يظل جميلا طول عمره حتى يصدق عليه هذا الوصف؟ الجواب لا دون شك؛ لأنه قد يصيبه مرض يجعله قبيحا، وقد يصير قبيحا بالشيخوخة أو غيرها من الأسباب. وكذلك الوصف بالجنابة، فقولنا (جنب) لا يزول بنفسه، بل لا بد من شيء يزيله، أما لو ترك الإنسان نفسه فسوف يظل جنبا، فهي من هذا الوجه صفة لازمة للذات. أما لو قلت مثلا (ضارب) أو (سارق) فهذه ليست صفة لازمة للذات، بل هي صفة فعل قامت بالفاعل وقت حصول الفعل فقط ثم زالت بانتهائها دون الحاجة لشيء يزيلها، فلهذا ليست صفة مشبهة
وعندنا مثلا (سكران) و(نعسان) و(جوعان) و(تعب) وغيرها كثير من الصفات المشبهة، مع أنها قد تزول سريعا. ولا فرق بين (صعق) و(تعب) مثلا، وكذلك (سغب) للجائع وغيرها.
اعلم - بارك الله فيك - أن هذه الأمثلة التي أوردتها وغيرها كثير قد يتصف الإنسان بها في أغلب سني حياته ، مثل (طاهر القلب) فهي صفة لازمة لصاحبها ، لكن هذا لا يمانع بأن تزول هذه الطهارة في موقف من المواقف.
فالذي أريد أن أخلص إليه/ أن الصفة المشبهة ليست ثابتة في موصوفها ثبوتًا قطعيًا ، لكن موصوفها يعرف بها في أغلب الأحيان.
وهذا يتعارض مع سيدنا موسى الذي تعرض للصعقة مرة واحدة،
وقد أستعملت هنا صيغة مبالغة للدلالة على شدة هذا الحدث والمبالغة فيه.
فمالأسباب التي حالت بينها وبين كونها ( صيغة مبالغة) ....؟!
وفقكم الله وسدد خطاكم
هذا المفهوم للصفة المشبهة غير صحيح وقد بينت هذا بيانا شافيا في المشاركة السابقة.
فكلمة (جنب) صفة مشبهة اتفاقا، فهل الإنسان يوصف بالجنابة في أغلب سني حياته؟
وكلمة (جوعان) صفة مشبهة اتفاقا، فهل الإنسان يوصف بها في أغلب الأحيان؟
المقصود بالثبوت في الصفة المشبهة أن الصفة لا تزول بنفسها.
وكذلك فـ(صيغة المبالغة) تحتاج إلى صيغة غير مبالغة تكون أصلا للاستعمال، واشتقاق الصفة من (صَعِقَ) هو (صَعِقٌ) لا غير، فأين الصفة إذن؟
وأيضا فإن كون الكلمة صفة مشبهة لا يمنع من استعمالها للمبالغة مثل (غضبان) فهي صفة مشبهة وهي للمبالغة أيضا.
بارك الله في علمكم ...
أرى أن الصفة المشبهة اسمَ الفاعل، والصيغ المبالغِة لاسم الفاعل اللذان على وزن ( فَعِل)
والمصاغان من فعل لازم متشابهان كثيرًا...
مارأيك بهذه الأمثلة:
فَرِح - طَرِب - تَعِب - ضَجِر - لَبِق - فَكِه - جَشِع .
أي منها صفة مشبهة أو صيغة مبالغة ....؟
في القرطبي :
(وخر موسى صعقا أي مغشيا عليه ; عن ابن عباس والحسن وقتادة . وقيل : ميتا ; يقال : صعق الرجل فهو صعق . وصعق فهو مصعوق)
وعليه فاسم المفعولية فيه أوضح والله أعلم
نعم صدقت أخي الكريم فاسم المفعول منه أقرب.
وهو اسم مفعول سماعي لا يقاس عليه.
مرحبا بالزميلة فارسة النحو
لو سمحتي اختي العزيزة هل تستطيعين ان تنزلي اسلوب التعجب ولكن بشكل موجز
دومت برعاية الله تعالى
هذا غير صحيح؛ لأن (صَعِق) فعل مبني للمعلوم، و(صُعِق) فعل آخر مبني للمجهول، ومجرد وجود العلاقة بينهما في المعنى لا يعني الاتفاق بينهما في الصيغة.
فهذا يشبه قول من يقول: (حَذِر فلانٌ فهو حَذِر، وحُذِّرَ فهو مُحَذَّر، وعليه فحَذِر: اسم مفعول).
ولا شك في أن هذا خطأ.
إذا نظرت إلى المعنى - بارك الله فيك - وجدت أن سيدنا موسى وقع عليه الفعل.
إذ يصح أن نقول: صُعِقَ موسى من هول ما رأى.
و صُعِقَ موسى فهو مصعوق.
إذا لا أرى أن موسى هو الذي فعل الصعق/ بل الصعق واقع عليه.
وهذا يخرجها من كونها صفة مشبهة؛ لأن الأخيرة لا تصاغ إلا من فعل لازم.
ويخرجها أيضًا من كونها صيغة مبالغة (عدلت عن رأيي)؛ لأن الأخيرة تصاغ للمبالغة
في اسم الفاعل، وموسى عليه السلام ليس بفاعل للفعل كما شرحت.
ما رأيك بارك الله في علمك...
سبب الإشكال كله هو عدم التفريق بين الفعلين (صَعِق) و(صَعَق) فالأول بكسر العين والثاني بفتح العين، والأول لازم والثاني متعد، والأول يأتي فاعله على (صَعِق) والثاني على (صاعق)، فهما فعلان مختلفان كليا.
والفاعلية والمفعولية لا تعرف بالنظر إلى المعنى العام في السياق، وإنما إلى كل فعل بخصوصه، كما نقول: انكسر الزجاج فهو منكسر، فـ(منكسر) اسم فاعل اتفاقا، ولا يقول أحد إنه اسم مفعول لأنه وقع عليه الكسر.
فكذلك (صَعِق) معناه اتصف بهذه الصفة، مثل (مات) و(مرض) وغيرها، أي اتصف بالموت والمرض إلخ، ولا يقال إنه مفعول لأنه وقع عليه الموت أو المرض.
وأيضا فلم يقل أحد إن (صَعِقٌ) مشتق من (صُعِقَ) ولا من (صَعَقَ)؛ لأنه لا يصح اشتقاق وزن (فَعِل) من وزن (فَعَلَ) في الأفعال.
وإنما اشتقاق (صَعِقٌ) من الفعل اللازم (صَعِقَ) فلا يقال حينئذ إنها مشتقة من المتعدي (صَعَق)؛ لأن هذا الاشتقاق لا يصح أصلا.
والله الموفق.
أستاذي الفاضل:
في قولكم: (الفعل صَعِقَ هو فعل لازمٌ)؛ إذن فعليه يصح أن يأتي
منه اسم مفعول، لكن بشرط أن يليه شبه جملة.
فنقول: خر موسى مصعوقًا عليه، أي: مغشيًّا عليه.
وفي قولكم: ( أن الفاعلية والمفعولية لا تعرف بالنظر إلى المعنى
العام في السياق)
نقول: أن النحوَ هو علم المعنى، فعلى حسب المعنى نرفع الفاعل
وننصب المفعول.
مثال مبسط لذلك: في قولنا: أكلت الكمثرى بشرى.
كيف جعلنا الكمثرى مفعولًا مع أنها واقعة محل الفاعل؟
(إنه المعنى)، فالمعنى هو أساس الإعرابات والتأويلات.
وإذا قلتم: ( انكسر الزجاج فهو منكسر)
نقول يصح: كُسِرَ الزجاجُ فهو مكسور.
ومثله........ صُعِقَ موسى فهو مصعوق.
وأيضًا إذا قلتم: ( لم يقل أحد أن صيغة صَعِق مشتق من الفعل صُعِق)
نقول: أن هذه الصيغة مشتقة من الفعل صُعِق المبني للمجهول
الذي هو أصل بنائه ( صَعِق).
فكما هو معلوم فكل فعل يصح بناؤه للمجهول، فليس بناء الفعل
للمجهول صيغة ثابتة بل متحولة عن المبني للمعلوم.
نحو: قال - قيل ... عَلِم - عُلِم ... صَعِق - صُعِق.
والله تعالى أعلم،،،
هذا الكلام في غير محله.
قد ذكرت مرارا أن (صُعِقَ) ليس مأخوذا من (صَعِقَ) وإنما مأخوذ من (صَعَقَ)، كما أن (كُسِرَ) مأخوذ من (كَسَر) لا من (انكسر).
وكذلك ذكرت أن (منكسرا) اسم فاعل اتفاقا، والاستدلال بقولهم (كُسِرَ فهو مكسور) لا يجعل (منكسرا) اسم مفعول بلا خلاف.
ألم تذكري سابقا أنه لا يصح ذلك إلا بشرط أن يليه شبه جملة، فهل هذا موجود في مسألتنا؟
وإذا لم يكن موجودا في مسألتنا، فلا معنى لإيراد كلام لا يتعلق بالموضوع.
مع أن كلامك السابق خطأ أيضا ولكني لم أعلق عليه لأنه خارج الموضوع:
فهذا الكلام خطأ؛ لأن الضمير في (عليه) لا يتعلق بموسى، وإنما يقال مثلا: (صُعِقَ على الأرض)؛ أي حدثت الصعقة على الأرض، فـ(صُعِق) هنا ليس متعلقا بموسى أصلا؛ كما لو قلنا: (خَرَج فلان من بيته) ثم يقال: (خُرِجَ من البيت) فـ(خُرِج) هنا ليس متعلقا بالخارج وإنما بمطلق الخروج.
وحتى لو فرضنا أن هذا ممكن فتعليق الفعل المبني للمجهول بالفعل المتعدي لا شك أنه مقدم على تعليقه بالفعل اللازم؛ فمثلا تقول العرب: (جَبَرتُ العظمَ فجَبَرَ العظمُ) باتفاق الصيغة بين المتعدي واللازم، فإذا سمعنا في كلام بعض الناس (جُبِرَ العظمُ) فهل يقول عاقل إن (جُبِر) مشتق من (جَبَر) اللازم؟!
بل ذكرتِ ما يخالفه؛ لأنك استدللت بالمثال على أن صَعِقَ مثل صُعِقَ، ومن ثم فيكون صَعِقٌ مثل مصعوق، فهذا تماما كالذي يقول: (انكسر بمعنى كُسِر) فيكون (منكسر) مثل (مكسور)، وهو كلام واضح البطلان.
فإذا بطل الثاني بطل الأول، ولا فرق.