فَصْلٌ : فِي بَيانِ مَا وَقَعَ فِيهِ الْعَامَّةُ الْيَوْمَ مِمَّا يَفْعَلُونَهُ عِنْدَ الْقُبُورِ ،
وَمَا يَرْتَكِبُونَهُ مِنَ الشِّركِ الصَّرِيحِ وَالْغُلُوِّ الْمُفْرِطِ فِي الْأَمْوَاتِ .
138 ـ وَمَنْ عَلَى الْقَبْرِ سِرَاجًا أَوْقَدَا ... أَوِ ابْتَنَى عَلَى الضَّرِيحِ مَسْجِدَا
139 ـ فَإِنَّهُ مُجَدِّدٌ جِهَارَا ... لِسُنَنِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى
140 ـ كَمْ حَذَّرَ الْمُخْتَارُ عَنْ ذَا وَلَعَنْ ... فَاعِلَهُ كَمَا رَوَى أَهْلُ السُّنَنْ
141 ـ بَلْ قَدْ نَهَى عَنِ ارْتِفَاعِ الْقَبْرِ ... وَأَنْ يُزَادَ فِيهِ فَوْقَ الشِّبْرِ
142 ـ وَكُلُّ قَبْرٍ مُشْرِفٍ فَقَدْ أَمَرْ ... بِأَنْ يُسَوَّى هَكَذَا صَحَّ الْخَبَرْ
143 ـ وَحَذَّرَ الأُمَّةَ عَنْ إِطْرَائِهِ ... فَغَرَّهُمْ إِبْلِيسُ بِاسْتِجْرَائِه ِ
144 ـ فَخَالَفُوهُ جَهْرَةً وَارْتَكَبُوا ... مَا قَدْ نَهَى عَنْهُ وَلَمْ يَجْتَنِبُوا
145 ـ فَانْظُرْ إِلَيْهِمْ قَدْ غَلَوْا وَزَادُوا ... وَرَفَعُوا بِنَاءََهَا وَشَادُوا
146 ـ بِالشِّيدِ وَالْآجُرِّ وَالْأَحْجَارِ ... لَا سِيَّمَا فِي هَذِهِ الْأَعْصَارِ
147 ـ وَلِلْقَنَادِيل ِ عَلَيْهَا أَوْقَدُوا ... وَكَمْ لِوَاءٍ فَوْقَهَا قَدْ عَقَدُوا
148 ـ وَنَصَبُوا الْأَعْلَامَ وَالرَّايَاتِ ... وَافْتَتَنُوا بِالْأَعْظُمِ الرُّفَاتِ
149 ـ بَلْ نَحَرُوا فِي سُوحِهَا النَّحَائِرْ ... فِعْلَ أُولِي التَّسْيِيبِ وَالْبَحَائِرْ
150 ـ وَالْتَمَسُوا الْحَاجَاتِ مِنْ مَوْتَاهُمْ ... وَاتَّخَذُوا إلَهَهُمْ هَوَاهُمْ
151 ـ قَدْ صَادَهُمْ إبْلِيسُ فِي فِخَاخِهِ ... بَلْ بَعْضُهُمْ قَدْ صَارَ مِنْ أَفْرَاخِهِ
152 ـ يَدْعُو إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ ... بِالْمَالِ وَالنَّفْسِ وَبِاللِّسَانِ
153 ـ فَلَيْتَ شِعْرِي مَنْ أَبَاحَ ذَلِكْ ... وَأَوْرَطَ الْأُمَّةَ فِي الْمَهَالِكْ
154 ـ فَيَا شَدِيدَ الطَّوْلِ وَالْإِنْعَامِ ... إِلَيْكَ نَشْكُو مِحْنَةَ الْإِسْلَامِ
تنبيهاتٌ :
أ ـ يجوزُ في قوْلِه :
139 ـ فَإِنَّهُ مُجَدِّدٌ جِهَارَا ... لِسُنَنِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى
أنْ نضْبِطَ كلمةَ : ( سنن ) ـ كمَا في الْبيْتِ ـ بِضَمِّ السِّينِ جَمْع : ( سُنَّة ) بمَعْنَى : الطَّريقة والسِّيرة ، وأنْ نضْبطَها بفتحِ السينِ ( سَنَن ) بمَعْنَى : الطريقةِ والمثالِ ، يُقالُ : بَنَوْا بيوتَهمْ على سََنَنٍ وَاحِدٍ .
ب ـ الأبيات :
143 ـ وَحَذَّرَ الأُمَّةَ عَنْ إِطْرَائِهِ ... فَغَرَّهُمْ إِبْلِيسُ بِاسْتِجْرَائِه ِ
151 ـ قَدْ صَادَهُمْ إبْلِيسُ فِي فِخَاخِهِ ... بَلْ بَعْضُهُمْ قَدْ صَارَ مِنْ أَفْرَاخِهِ
150 ـ وَالْتَمَسُوا الْحَاجَاتِ مِنْ مَوْتَاهُمْ ... وَاتَّخَذُوا إلَهَهُمْ هَوَاهُمْ
يجوزُ أنْ تقرأَ بإطلاقِ الرويِّ وتقييدِه ، وإنْ كنتُ أفضِّلُ الإطلاقَ في البيتينِ : 143 و 151 على التقييدِ ، وأفضِّلُ التقييدَ على الإطلاقِ في البيتِ : 150
ج : البيتان :
149 ـ بَلْ نَحَرُوا فِي سُوحِهَا النَّحَائِرْ ... فِعْلَ أُولِي التَّسْيِيبِ وَالْبَحَائِرْ
153 ـ فَلَيْتَ شِعْرِي مَنْ أَبَاحَ ذَلِكْ ... وَأَوْرَطَ الْأُمَّةَ فِي الْمَهَالِكْ
لا يجوزُ فيهما إلا تقييدُ الرويِّ ، وإلَّا وقعنا في عيبِ الإصرافِ ، وهو اختلافُ المجْرى بالجمْعِ بينَ الفتْحِ وَغيْرِه .
د : الفعلُ : ( افتتن ) في قولِهِ :
148 ـ وَنَصَبُوا الْأَعْلَامَ وَالرَّايَاتِ ... وَافْتَتَنُوا بِالْأَعْظُمِ الرُّفَاتِ
مبْنِيٌّ للمعلومِ فاعلُهُ .
ه ـ البيتانِ :
153 ـ فَلَيْتَ شِعْرِي مَنْ أَبَاحَ ذَلِكْ ... وَأَوْرَطَ الْأُمَّةَ فِي الْمَهَالِكْ
154 ـ فَيَا شَدِيدَ الطَّوْلِ وَالْإِنْعَامِ ... إِلَيْكَ نَشْكُو مِحْنَةَ الْإِسْلَامِ
لمْ أجدْهُمَا في النسخةِ التي شرَحَ فيها الشيخُ منظومتَهُ ، لكنَّهما موجودان في النسخةِ التي طُبِعتْ بمطْبَعَةِ : محمد علي صبيح عام 1392 تحتَ عنوان : ( مجموع بقلم حافظ بن أحمد الحكمي )
يُتْبَعُ إنْ شَاءَ اللهُ