عليك بالنظر في السياق ، والتركيز في كلام الإمام ، وترك الخطوط وتلوين الجُمَل ، فالعبارة التي تريدها لا تستقيم إلاَّ بما قبلها ، والكلام مترابط .
وهو رحمه الله يقصد بأنَّ البدعةَ في العُرف الشرعي : كل ما ليس له مثالٌ تقدم ممَّا يُذم . أمَّا في اللغة : كل ما ليس له مثالٌ تقدم ، سواءً كان مذمومًا أم محمودًا ..
وله رحمه الله أيضًا كلام في ضابط البدعة :
( وَالْبِدْعَة أَصْلُهَا مَا أُحْدِثَ عَلَى غَيْر مِثَالٍ سَابِقٍ ، وَتُطْلَقُ فِي الشَّرْع فِي مُقَابِلِ السُّنَّةِ فَتَكُونُ مَذْمُومَةً ، وَالتَّحْقِيقُ أَنَّهَا إِنْ كَانَتْ مِمَّا تَنْدَرِجُ تَحْت مُسْتَحْسَنٍ فِي الشَّرْعِ فَهِيَ حَسَنَةٌ وَإِنْ كَانَ مِمَّا تَنْدَرِجُ تَحْتَ مُسْتَقْبَحٍ فِي الشَّرْعِ فَهِيَ مُسْتَقْبَحَةٌ وَإِلَّا فَهِيَ مِنْ قِسْمِ الْمُبَاحِ ... ) .
وقولهُ : (إن كانت مما تندرج تحت مستحسنٍ في الشرع...) يقصد إن كان لها أصلٌ مستحسنٌ في الدين ، وما كان له أصلٌ مستقبحٌ في الدين يرجعُ إليه ، أو لم يكن له أصلٌ في الدين بالكلية فهو البدعة المذمومة ، وعلى هذا كثيرٌ مِن المحققين ، وكلام الإمام الحافظ ابن حجر واضح لمن تأملهُ .
والله أعلم ،