بسم الله الرحمن الرحيم
صحيفة الوطن وامتهان الحرب على الإسلام : هذا إفساد لا أصلاح .
اختطت صحيفة الوطن السعودية منذ أول يوم لها خطا واضحا في العداوة للإسلام وأهله ، وهذا الأمر واضح وضوح الشمس في رابعة نهار لا سحاب فيه ، ولا شك أن العداوة للإسلام هي عداوة لبلد الإسلام وأصله ومهده ، وأعني بذا العداوة للبلاد السعودية ، وصحيفة الوطن - التي هي صحيفة الفتنة – لا يخلو عدد من أعدادها من إظهار البغض لأحكام الإسلام ولشريعته ، وقد اختطت في هذا الصدد خطة ذكية - من وجهة نظرها - وهي ليست إلا غباء منها وهي مهاجمة وسائل الدعوة و أهل الدعوة كل في مجاله : مهاجمة خطباء الجمعة ومهاجمة أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومهاجمة المناهج الشرعية والعربية ومهاجمة الجمعيات الخيرية التي تقف في وجه التنصير حول العالم وليخلو الجو للتنصير والكنيسة تعيث في العالم الإسلامي كيف تشاء ، ومثل ذلك مهاجمة رجال القضاء – ونحن لا نعتقد لهم العصمة ولا الخلو من الأخطاء وهذا موجود في كل بشر – ولكن الهجوم عليهم في الواقع لأسباب " أخرى " هي من مزايا رجال القضاء ، ومثل ذلك هجوم الصحيفة الدائم على قرار المرأة في بيتها ودعوتها الدائمة إلى التفسخ والفجور والاختلاط وترك الحجاب ، كما أن من منهج الصحيفة الإعراض عن أحكام الله تعالى في شان نشر أخبار وثقافة الفساد والانحلال المسمى فنا ونشر صور الفاسدات المنحرفات - والمنحرفين - وتقديمهن قدوة لبنات المسلمين ، ومثل ذلك مهاجمة منهج الإسلام في الحكم ودعوة الصحيفة المستمرة إلى الدولة العلمانية التي سمتها الدولة المدنية ودعوتها إلى تفريق الصف وظهور الأحزاب العلمانية في البلاد لتكون بلاد الحرمين نسخة من بلاد الغرب غير المسلمة .
منذ الجاهلية إلى اليوم لم يصلح هذه الجزيرة إلا الإسلام وكل ماعداه فهدم وإفساد :إن بلاد الحرمين السعودية ليست كأي بلد أخر ، فهي لم تصلح ولن تصلح إلا بالإسلام ، وهذا تاريخها شاهد على ذلك منذ الجاهلية ، فقبل الإسلام كانت هذه الجزيرة – التي تمثل البلاد السعودية اليوم أسها وأساسها – ممزقة بفعل العصبيات القبلية وغيرها ، وكانت الحروب هي الثابت الأول والأبرز فيها ، حتى من الله عليها برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالإسلام فصلحت بعد فساد وانتظمت بعد اختلال وتوحدت بعد شتات ، وقبل عهد الإمامين محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود رحمها الله - وجعلنا أوفياء لسيرتهما ونهجهما - كانت البلاد حينما تخلت قليلا أو كثيرا عن أحكام الإسلام ، كانت ممزقة مختلة في جميع جوانب الحياة فلا أمن ولا وحدة سياسية ولا علم ولا دعوة ، فلما نصرا الإسلام نصرهما الله ونعمت هذه البلاد بالخير والفلاح والعز والأمن والأمان ، ثم كانت هذه الدولة التي جمع شملها الموحد عبدالعزيز رحمه الله فكان هذا الأمن والسكينة والوحدة ، التي نعمت بها هذه البلاد وشعبها إلى اليوم – وهنالك اليوم من ضاق بهذا ؟؟؟؟؟ - وكانت تلك الانطلاقة الكبيرة للبناء والتنمية التي تسعى صحيفة الوطن ومن على شاكلتها إلى إيقافها بعد أن عز عليها أن ترى هذه البلاد تنعم بالأمن والوحدة والاستقرار والسير بخطى ثابتة للتقدم والتنمية ، وهاهي صحيفة الفتنة تعيق هذه المسيرة هي ومن على شاكلتها ، وها هي تريد أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء ، وخطى المسير إلى الخلف : فتريد أن تعود العصبية القبلية ولكن بثوب آخر هو العصبية الحزبية العلمانية التي تريد أن تنسف الإسلام والمسلمين ، وتريد أن تنسف هذه الدولة بدعوتها المستمرة وحملتها الضارية على أساس البلاد الذي ببقائه بقاؤها وبذهابه ذهابها وهو الإسلام بشريعته في جميع مجالات الحياة .
البلاد السعودية ، بلاد الحرمين ليست كغيرها ، ولهذا تعمل صحيفة الوطن ضدها :إن صحيفة الوطن تعلم أن هذه البلاد ليست كغيرها ، فهي بالإسلام وله لأن بها مهبط الوحي وقبلة المسلمين ، وبالتالي فهي لن تصلح إلا بالإسلام كما لم تصلح في كل أطوارها إلا به ، وبقدر تخليها عن الإسلام وأحكامه تحل الفتن وتظهر النقم وينقطع نظام الوحدة والاستقرار ولأمن والأمان ، ولأنها تعلم ذلك ولأن هذه الصحيفة لا تريد بهذه البلاد ولا بهذه الدولة خيرا فهي تعمل لهدم أساس هذه الدولة وأس وجودها ، وذلك لتضمن تحقق أهدافها وأهداف من يسيرها لبتر كل أسباب قوة هذه البلاد ووحدتها وتماسكها وأمنها وأمانها .
الإسلام والشعب السعودي لن يكونا كبش الفداء :إن هذه البلاد ليست كغيرها ، وصحيفة الوطن " الفتنة " - ومن يعمل بها ويسيرها - تعلم ذلك ، وهي بهذا تلعب بالنار ، بل تعلب بمستقبل الشعب السعودي وحقه في الوحدة والاستقرار ، لأن التلاعب بدين الله وبأحكام شريعته والنهج الثابت لهدم الدعوة إنما هو لعب بأخطر مقومات هذه البلاد وتوظيف للفتنة في أجلى صورها ضد أمن الشعب وسلامته ، ولا ريب أن منسوبي صحيفة الفتنة الوطن وأصحابها يعلمون أنهم يلعبون ليس بالنار ، بل يلعبون باليورانيوم حينما يتلاعبون بدين الله ، وهم يعلمون أن الشعب السعودي لن يسمح بان يكون دين الله هو كبش الفداء للمشروع الإفسادي الخطير الذي تريده هذه الصحيفة في جزيرة الإسلام بلاد الحرمين البلاد السعودية .
علي التمني
أبها / الأربعاء 28/9/1428