[ بسم الله الرحمن الرحيم ]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله حمدا حمدا , والشكر له شكرا شكرا , والصلاة والسلام على البشير النذير, محمد بن عبد الله , الذي سقانا الوحي كالنمير , فأحيانا من غفلة الظلمات , وأنقذنا من المدلهمات , وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين ..
فهذه كلمات سطرتها - بمعونة ربي تعالى - بعد أن شرعتْ الأيام بإسدال الستائر على أول نافذة لمرحلة الدراسات العليا , والتي اسأل الله - سبحانه - أن يجعلها شافعة , بالخير والعلم هامعة .
كُلَيْمات كتبتها , وعما في الوجدان ترجمتها , علَّها تصقل نفسا , وتوقظ قلبا , وأول ما أخاطب بها نفسي المقصرة , راجية من ربي - تعالى - أن ينفع بي وبها .
~ كان وما زال ولا يزال طلب العلم الشرعي عامّة و برنامج الالتحاق بالدراسات العليا فضل من ربنا - سبحانه - امتن به علينا , فهل شكرنا ربنا المنّان حق شكره على آلائه الجسام ؟ يا ترى أدينا حق الطلب ومستحقه ؟ هل عملنا بما علمنا ؟ هل وضعنا بصمة فيمن حولنا ؟ في أسرنا , مجتمعنا , أمتنا ؟ إن العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل .
~ طلب العلم الشرعي فضل عزيز , ترجوه النفس الهُمام , لتطلق قيد أمتها من سفسطات الغرب والإعلام , به تُقمع الفتنة , وتُزال الغمّة , وتُرفع الأمة , ثم نرتقي بذلك للمنازل العليا من الجنّة , لأجل ذلك كله كان يجب علينا قشع الغفلة من القلوب , و إخضاعها لربها علاّم الغيوب , ولتعلم أن كل شيء صدر منها مسطّر مكتوب, علّها تفيق من سباتها وتتوب وتؤوب , فالعلم الشرعي لا يُفتَح لطالبٍ مستمر في المعاصي والذنوب , عالم بُحرمتها , وبالخفاء أو العلن ينتهكها , بل عليه الإنابة والجود فيها الجود , فربنا سبحانه لمن أناب إليه عفو غفور ودود , فإن طمحْتَ لمطالب سامية , وهمَّة عالية , فاجعل حبلك مع ربك - سبحانه - متصلا بالطاعة , ولا تقطعه بمعاص لذتها تذهب بعد ساعة .
~ شمسُ حقيقة يجب ألا تغرب عن كوننا , وهي : الإخلاص , والتحلي بأحسن الأخلاق , قلوبنا نجعلها لينة طرية غضّة بإكثار تنقيتها بزلال المحاسبة , يا رب هل العلم الذي أطلبه لك أم لا ؟ هل أتعلمه لأرفع الجهل عن نفسي ثم مجتمعي وأمتي ؟ هل زادني قربا منك يا ربي ؟ هل تغيرت للأفضل ؟ أذر الجواب لك .
ما أجمل النفس إذا تحلَّت بحلل كريم السجايا , طاعة للشرع , وعفو , وتسامح , وعمل بالعلم , لتتقرب لربها مجزل العطايا , فالأخلاق لها جوهرها الخاص , ألَا نرجو أن يقبل الناس منا النصح والإرشاد !؟ إذن : فلنجاهد أنفسنا على أحسن الشِّيَم أيما جهاد .
~ [أسرتي ] ذاك المجتمع الجميل الصغير , فنتأكد دوما أنهم بحاجة لأن تسقيهم بأعذب العلم , وتقدميه لهم بأجمل كأس , فالنفوس تقبل التوجيه والوعظ إذا كان بأسلوب راق رقيق , لتكوني لهم أنصح رفيق بهم رفيق .
~ [نفسي ] ما حالكِ مع كتاب ربي ؟ هل دائما معي أحمله ؟ وانتقي له من الوقت أحلاه وأجمله ؟! فأرتاح حينما أرتله , ليكون بالقلب تدبر , والجوارح به تتأثر ؟
اسأل ربي - تعالى - لنا جميعا , قلوبا لربها محبة منيبة , تسعى لطاعته وتخدم دينه , فهي بهذا لا شك لبيبة .
هِمّـة
ماجستير عقيدة ومذاهب معاصرة .
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
9/2/1432هـ .