بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو الأعلى !!
د.عبد العزيز الحربي
اعترض الشيخ حمد الجاسر تكنيه بأبي الأعلى؛ لأن الله يقول: (سبح اسم ربك الأعلى).. قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه (معجم المناهي اللّفظية): (ولا يظهر لي المنع لأنّ للمخلوق علوّا يناسبه، والخلق في ذلك متفاوتون).
وكلام الشيخ بكر كلام حسن صحيح، فالألفاظ المشتركة لا يمنع استعمالها إلاّ عند اللبس والإيهام، أو حين ينصرف الذهن إلى معنى محظور، أو ورود مانع من الشرع، ولذلك أمثلة، وإلاّ فقد يسمَّى بـ(أكرم) ويكني بـ(أبي الأكرم) والله يقول: (وربك الأكرم) ويسمَّى بـ(جميل) وهو من أسماء الله، ويقال: أبو المؤمن، و(المؤمن) من أسماء الله الحسنى، باتفاق، كما يقال: العالم الجليل والرجل الكريم، وقد قال الله لموسى: (لا تخف إنك أنت الأعلى) فأخبر أنه الأعلى.. فإن قيل: هذا وصف، وذلك عَلَم، وفي العلمية (اسما أو كنية أو لقبا) ما ليس في الوصفية، و(الأعلى) من أسماء الله، كما قال ابن تيمية وغيره، قيل: الصفة يَرد عليها ما يرد على الاسم من الاشتراك الذي يجوز به الاستعمال أو لا يجوز، ولا فرق، ولولا الصفة التي تضمّنها الاسم والمعنى الذي اشتمل عليه لما كان للمانع مسوّغ، وإنما تسمو أو لا تسمو الأسماء بمعانيها وصفاتها التي دل عليها اللفظ مطابقة وتضمنا ولزوما.. واللفظ الوحيد الذي لا يقبل الاشتراك؛ واقعا، ولا يقبل التثنية ولا الجمع ولا التصغير، قانونا صرفيا، هو لفظ الجلالة، قال سبحانه: (هل تعلم له سميّا) والله أعلم.